CET 00:00:00 - 16/06/2010

مساحة رأي

بقلم : نبيل المقدس
 عندما نركز في المباديء المسيحية من كتابنا المقدس بعهديه , ودققنا فيه .... نجد ان المسيحية لا تحرم بل تنادي وتوصي بأن الرباعية هامة جدا في الحياة الزوجية . كما أنها توصي بأن هذه الرباعية لا تخص الزوج فقط بل ايضا تختص بها الزوجة ايضا , حيث ان الرجل والمرأة في نظر الله متساويين , " لأنه مكتوب ليس الرجل من دون المرأه ولا المرأه من دون الرجل فى الرب ".

فكلا الطرفين يبغي أن يتمتع بصفات اربعة يتحلي بها الاخر , وهذه الصفات الاربعة هي تُعتبر رباعية رفيعة المستوي اوصانا بها الرب ان نحتويها ونهتم بها لأنها بدونها سوف لا يستمر الزواج , ومنها تبدأ مشاكل الطلاق والزواج الثاني . كما أن هذه الصفات الرباعية هي اصلا  إنسانية موجوده في جينات الإنسان منذ ولادته ... لكن السعي وراء الذات والأنانية تجعل هذه الصفات الأربعة وكأنها لم تكن . ف

علا الزوج او الزوجة تحتاج إلي اربعة اشخاص "مثني وثلاث ورباع" في شخصية واحدة  لكي تتمتع بصفة كل منهم ... فكل إنسان من الجنسين يحتاج إلي :
أولا زوج او زوجة يملأ الحب قلوبهما
ثانيا زوج أو زوجة يكونا في موضع الثقة لكل منهما
ثالثا  زوج أو زوجة يحترم كل منهما الآخر
ورابعا زوج أو زوجة يشاركان بعضهما البعض في تدبير شئون الحياة. اربعة ازواج أو زوجة في كيان واحد .
 
وهذا ما قصدته ان من حق الرجل أو المراة ان يكون لكل منهما مثني وثلاث ورباع في الصفات والمميزات الاتية :-  الحب والثقة والإحترام والمشاركة...!!!! 
لم يقر أحدا أن الزواج أمر سهل , فالعلاقة بين الزوج والزوجة من أعقد العلاقات بين فردين ... لكن الرب اوصانا بهذه الصفات لكي يجعل الزواج من أجمل العلاقات الإنسانية التي اوجدها  للخليقة .
    
وعندما نتكلم عن أهمية العنصر الأول وهو الحب ... فأنا لا اقصد هذا الحب الذي ياتي من النظرة الأولي ... بل علي الرجل والمرأة أن يؤجلا هذه النظرة إلي النظرة الثانية والثالثة , حتي يصلا إلي مرحلة أن كل منهما لديهِ الإستعداد أن يضع الآخر في المقدمة , وهو الثاني ... الحب تضحية وليس أنانية ... الحب هو الشعور بانهما لا يستطيعا الإستغناء عن بعضهما ... بالإضافة أن الحب هو فعل , لكنه لا يستغني أن يُنطق به أيضا لكل من الطرفين ...

فكلمة أحبك يحتاجها الوجدان لكل منهما , وعدم نطقها من وقت إلي آخر سوف يهدم أول ركن من أركان الزواج مهما كانت افعالهما . كلمة احبك تعطي كل فرد منهما الإحساس بأنه ما يزال مرغوب . انها كلمة سر دوام الحياة . فــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها ...و لـكـــن هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟ المحبة ... تحتمل كل شيء وتُصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر علي كل شيء. 

 في امثال 31 : 11 ( بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلي غنيمة ) فالزوج والزوجة يحتاجان إلي الثقة فيما بينهما ... فكلاهما يحتاجان أن يصدقا كلام كل منهما للآخر... الزوج أوالزوجة تتمني أن يكون كلام الآخر صريح وواضح , ويتم تنفيذه .... علي الزوج أن يتحاشي اي عمل يساعد علي زعزعة ثقة زوجته وآمانته  لها... كذلك علي الزوجة ايضا ان لا تفتعل امور تجعل من زوجها يفقد الثقة فيها ... مثل عدم مصارحة كل منهما للاخر عن دخله المادي , وأن علي كل منهما ان يصارحا لبعضهما حياتهما اليومية ليس من منطلق الشك لكن من منطلق المحبة ... وقد تسبب عدم المصارحة في كثير من هدم عائلات وتشريدها لأن عواهلها فقدا الثقة في بعضهما البعض .

 يختار الرجل زوجته , وتختار المراة رجلها ... وهو أو هي تعلم بوجود ميزة معينة ينفرد بها كل منهما عن الآخر ... اي أنهما علي علم تام بأن هناك إختلاف بينهما في الفكر أو في طريقة التفكير , أو الطباع , لكن الأهم ان يكون هدفهما واحد , لذلك وجب عليهما أن يحترم كل منهما الآخر , وان لا يحاول أن يتسلط أحدهما علي شخصية الآخر والقضاء علي فكره أو شخصيته المميزة والتي ينفرد بها . الإحترام هو القبول الكامل لرأي الآخر بغض النظر أنه مُتفق عليه من كلاهما . الإحترام بين الزوج والزوجة هو تبادل التقدير فيما بينهما أمام الناس والأبناء و داخل البيت .
 
الإحترام هو تبادل التفخيم بين الزوج والزوجة علي عمل أو وظيفة كل منهما مهما كانت درجة وظيفة أحدهما اعلي من الثاني . الإحترام هو أن يقدر كل منهما الآخر علي ما يحبه او ما يكرهه , الإحترام يشدد علي ما يحبه الآخر , ولا يذكر ما يكرهه الآخر . الإحترام هو الإعتراف المتبادل بين الرجل والمراة , حيث يعرف الرجل حدود مقدرة المراة , وتعرف المرأة حدود قدرة زوجها .

 في وقتنا هذا حيث الأمور تجري بسرعة رهيبة ولا يستطيع المرء ان يسايرها أو يجاريها , فوجب علي الزوجين ان يمارسا المشاركة  العملية في حياتهما ... لا مجال الآن ان الزوجة عليها عبء الشئون المنزليه وتربية الأبناء بمفردها ... لا مجال ان الزوج عليه اعباء المعيشة ودخل الأسرة بمفرده ... فليعتبر الزوج والزوجة انهما اصحاب شركة منتجة ... وطالما الحب موجود بين اصحاب الشركة وكذلك الثقة والتي يرتكز عليها قيام شركة ناجحة دائمة و موجودة بين اصحابها ..... وطالما اصحاب الشركة توالد بينهما الإحترام الكامل لكل منهما ...

إذا ً فليس من الغريب ان نجدهما يتشاركان في أعمالهما العائلية ... الزواج يتكون من فريق عمل لاوجود للمنافسة  بينهم ... بل مشاركة عملية وفكرية من أجل هدف قيام عائلة لها كيان وامتداد لأصول وجذور أجدادهم .

 أخيرا لاننسي أن يتمتع الزوج والزوجة في إعادة ذكرياتهما الجميلة , كل حين وحين , ويخرجان سويا لقضاء وقت جميل خارج المنزل والعمل وبدون الأبناء , في منطقة هادئة لكي يجددا الصفات الرباعية والتي يتمناها او تتمناها كل زوج او زوجة . 
  
اعترف انه موضوع مُستهلك ... وقديم ... لكن علينا أن نُنعش مثل هذه المواضيع ونترك القضايا والأحكام جانبا ... وأن لا نلتفت الآن إلي لجنة وضع اللائحة الخاصة بقوانين الأحوال الشخصية لغير المسلمين لحين انتهاء عملها ... فهذه الأحكام واللاوائح هي نتيجة  إبتعادنا عن مواضيع الإرتباط العائلي والإرتباط الإلهي , وأتلهينا وراء مواضيع الأحداث الجارية , وكأننا نريد أن نمتلك العالم . نحن كنا في غني عن لوائح خاصة للأحوال الشخصية , إن كنا اتبعنا هذه البنود الأربعة , و إتخذنا  يسوعنا محور لحياتنا  .

فليحفظ الرب كل عائلة من اقتحام شر ملذات الحياة وشهواتها ... ونري اجيال لا تعرف ثقافة إلا ثقافة المحبة والغفــران .. وتبتعد عن ثقافة الكراهية والطغيــان ...!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٦ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق