CET 00:00:00 - 30/05/2010

مساحة رأي

بقلم: محبة مترى
فرحة طفلة بريئة جميلة  مثل الزهرة اليانعه مرت بتجربة مؤلمة وغريبة لاتستطيع ادراكها بحسب سنوات عمرها الخمس ولاتحدث الا بمصر.....وحسب القصة المنشورة بالمصرى اليوم بتاريخ 29-5-2010.

فانه قد ظهر ورم بقدمها وبالرغم من تشخيص الطبيب بمعهد الاورام بانه ورم حميد الا ان تحليل المعمل اقر بانه ورم خبيث وتم تحويلها على مستشفى سرطان الاطفال الجديد لتتلقى علاجا كيماويا لمدة 7  اشهر  كاملة الى ان اصابها الهزال وسقط شعرها ثم بعد ذلك تكرم السادة الاطباء بالتصريح وبكل بساطة بان التشخيص والتحليل كان خاطئا والطفلة لم تكن مصابة باي مرض خبيث انما تجمع دموى عادى ولم تكن محتاجة للعلاج الكيماوى !!!!!!!!!
الى هنا وانتهى الخبر .. ...ولكن لم ينتهى أسفنا على حالنا وعلى حال هذه الطفلة المسكينة التى ذاقت الام العلاج الجسمانية والنفسية واثاره الجانبية التى يعلم الله وحده اثاره المستقبلية عليها.

لا استطيع ان اعلق سوى انه اهمال جسيم بدءا من معمل التحاليل ومعهد الاورام الى المستشفى الكبير الذى كنا نعقد عليه الامل فى ان يكون طوق النجاة لاطفال مصر الذين قدر لهم ان يقعوا فريسة لهذا المرض القاسى وهم لايدرون من امر نفسهم شيئا والذين يتزايد عددهم بصورة غير عادية نتيجة التلوث الذى نعيش فيه وفساد الذمم التى لوثت كل شئ وجعلتنا ونحن نقدم الطعام لابنائنا نقدم لهم سموما , وفاكهة روتها المبيدات المسرطنة ولحوما  لايعلم الا الله مصدرها ولا كيفية حفظها , والبانا بالفورمالين وبودرة السيراميك.

انا اتخيل حال اسرة فرحة ورحلة عذاب السبعه اشهر السابقة و لوعة الام التى كسر قلبها والاب المصدوم الذى فعل المستحيل من اجل علاج ابنته وباع ارضه وكل مايملك..واتخيل الطفلة المسكينة وآلامها  التى كانت فى غنى عنها  فاصبحت هذه الفترة ككابوس لها بدلا من ان تلهو وتتمتع بطفولتها, ثم ارى حال الاسرة بعد اكتشافهم ان الطفلة صحيحة وكان خطأ تشخيص وفرحتهم كأناس بسطاء نسوا الامهم وعذابهم لحظة معرفتهم بهذا الخبر السعيد بالنسبة لهم .. ..اناس طيبون لم يبحثوا عن تعويض او يفكروا فى مقاضاه من تسبب فى هذه المأساة ..فقط حملوا ابنتهم فى حضنهم وشكروا ربهم  وعادوا الى منزلهم ..ربما زغردت الام ...ربما احتفل الاب ووزع الشربات على نجاة الابنة ...

ولكن يبقى السؤال....مين زعلك يافرحة... ومين سرق بسمتك؟
من المسئول؟ ؟
هل هو الاب الذى وثق فى اول معمل تحاليل ووثق فى طب مصر ولم يفكر فى التاكد لدى معمل آخر؟  ولمن يسمح الله بهذه التجربة كم عدد معامل التحاليل التى من المفترض ان يكرر بها التحليل للتاكد من التشخيص؟
هل هو المستشفى الكبير المفترض ان لديه احدث اجهزة التحاليل؟
هل هم الاطباء ولامبالاتهم فأصبح ملائكة الرحمة ملائكة مهملين غير مبالين؟
هل هم من لوثوا هوائنا وماءنا وسمموا تربتنا ؟
هل من باعونا بأبخس الأثمان وتركونا للمرض والموت وهم ينعمون ويحيون حياة مرفهة ويصلهم طعامهم بالطائرات من الخارج, ويذهبون للسياحة والتسوق فى اوروبا ويرسلون ابنائهم للدراسة بجامعات امريكا ؟

يافرحة لقد فرحت ان الغمة انزاحت واقدم لك يا ابنتى تهنئتى لك على النجاة واشكر الله على صنيعه...واتمنى ان تكون البسمة عادت لوجهك الجميل ...
ولكن يافرحة مازال هناك من فى سنك مرضى يتالمون ويتساءلون نفس سؤالك عن من الجانى ومن الذى كسر فرحة هذه الزهور .....ولن تصلهم اجابة ...

 ليس فى مقدورنا اى شئ سوى ان نوجه انظارنا اليك يارب انت وحدك الشافى لنرفع اليك انظارنا متضرعين لشفاء كل طفل يتألم ولترحمنا وتحفظ  أبنائنا وتسيج حولهم فبمراحمك أغنى .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق