CET 00:00:00 - 15/05/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت : ميرفت عياد - خاص الاقباط متحدون
زخرت مصر بالعديد من القصور الملكية، مثل قصر "محمد علي" ، وقصر" نازلي هانم" ، وقصر "إبراهيم باشا"، وقصر النيل، قصر القبة ، قصرعابدين.
 وهذه القصور تمثل بدورها قيمة تاريخية وحضارية عظيمة، لأنها عاصرت كل الأحداث السياسية، والعسكرية، والإقتصادية، كما كانت مقرات للحكم فى  فترات مختلفة من التاريخ، لذلك من السهل تسجيلها والحفاظ عليها.

 كما أن هناك بعض القصور التاريخية التى استغلتها وزارة الثقافة، مثل قصر إحدى أميرات الأسرة المالكة في الزمالك، والذي تشغله الآن مكتبة القاهرة الكبري، وكذلك قصر "الطحاوية"، الذي تم تحويله إلي مكتبة مبارك العامة في الجيزة‏.

 ولكن هناك قصورًا أخري مسجلة كتراث معماري غير مستغلة، أو مُستغلة بشكل خاطئ، ومنها قصر الأمير "يوسف القصور التاريخية  .. تراث قومى وتاريخى وحضارى 1/2كمال" في "المطرية"، الذي تم تخصيصه كمركز لبحوث الصحراء، على الرغم من احتوائه على العديد من المقتنيات الفنية.
وتوجد قصور أخري مستغلة كمدارس، وهو ما يعد أسوأ الإستخدامات‏، لأنه يؤدي إلي تغيير معالم وملامح هذه القصور بشكل كبير، ومن هذه القصور على سبيل المثال قصر الأمير "سعيد حليم"، الذي تحوّل إلي مدرسة منذ عام  ‏1919 و‏ حتي عام ‏2004‏،  ثم تحوَّل بعد ذلك إلي مخزن لوزارة التربية والتعليم‏ .‏

ومن هذا يتضح أن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه بعد قيام الثورة، هجرت الأسرة المالكة قصورها، ودخلت بالتالي تحت الحراسة، فقامت الوزارات المختلفة بالحصول علي هذه القصور وأُسيء استخدام بعضها‏، حتى أن الكثير منها يحتاج الآن إلى الترميم قبل أن ينهار.
إن جميع الجهات المنوط بها حماية التراث الوطنى، يجب أن تتعامل مع هذه القصور من منطلق أنها تراث قومي وتاريخي وحضاري، كما يجب إعادة النظر إلي القصور التاريخية المهملة، ووضعها علي الخريطة السياحية مما يعود بالنفع الإقتصاد المصرى.

قصر محمد علي  تحفة معمارية نادرة
ومن القصور التى تم الإهتمام بها وخضعت لمشروع ترميم، قصر "محمد على" بـ"شبرا"، حيث تم  الترميم الإنشائي والمعماري للقصر، والترميم الدقيق للزخارف،  بتكلفة بلغت ( 50 ) مليون جنيه تقريبا،ً في مدة وصلت إلى أربع سنوات وتم افتتاحه فى أوائل عام 2006 لإقصر محمد علي  تحفة معمارية نادرةستقبال الوفود السياحية.

ويعد قصر "محمد على" تحفة معمارية نادرة علي مستوي العالم، خاصة أنه جمع بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف،  وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية، أما رسوم وزخارف القصر فنُفِّذت بأسلوب الرسوم الإيطالية، والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان "محمد علي" بفنانين من الفرنسيين، والإيطاليين، واليونانيين، والأرمن؛ لزخرفة قصره.

ومن الروائع التي يضمها القصر، لوحات أثرية مرسومة تخص "محمد علي باشا" وأفراد أسرته، و يبلغ عمرها حوالى (200 ) عام، وأشرف علي إنشائه "ذو الفقار كتخد"، حيث جاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل.

 وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي إختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق، والذي شاع في "تركيا" علي شواطئ "البوسفور" و"الدردنيل" و"بحر مرمرة"، ويعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم، تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.

كان أول منشآت قصر "محمد على"، هو سراي الإقامة، وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحاليقصر محمد علي  تحفة معمارية نادرة، وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، بالإضافة إلي مرسي للمراكب علي النيل.

 وفي عام 1821 م أُضيفت إلي حديقة القصر، 'سراي الفسقية' التي مازالت باقية حتي الآن، و التصميم الداخلي لـ"سراي الفسقية" فريد من نوعه‏، حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير‏مبطن بالرخام المرمر الأبيض‏، ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة علي تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها،‏ ويلتف حول حوض الفسقية أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود‏.‏

ومن الأشياء الجميلة التي كان ينفرد بها قصر "محمد علي" أنه شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، التى عرفتها "انجلترا" سنة 1820 علي يد "جالوي"، وحينئذ أمر "محمد علي" بإستدعائه لعمل تجهيزات الإضاءة الخاصة بقصره.

قصر القبة أكبر القصور في مصر
أما قصر القبة فيُعد أكبر القصور في مصر، و هو يُستخدم حاليًا كمقر لنزول الضيوف الأجانب منقصر القبة أكبر القصور في مصر الرؤساء و غيرهم، وقد بناه الخديوي "إسماعيل" عام ١٨٠٠ فى منطقة "كوبرى القبة"، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقرى الريفية.
 وعندما إعتلى الملك "فؤاد الأول" عرش مصر في عام 1917، أصبح هذا القصر مقر الإقامة الملكية الرسمية، وفى فترة إقامته أُلحق به محطة سكة حديد خاصة بالقصر الملكي، فكان الزوار يأتون مباشرة إليه من محطة مصر المركزية للقطارات.

كما أن الملك "فاروق" احتفظ بمجموعاته الخاصة في هذا القصر، فضم مجموعات نادرة من الطوابع، والساعات، والمجوهرات، منها "بيضة فيبرجيه"، والتى كانت خاصة بآخر قياصرة روسيا،بالإضافة إلى تحف أخرى، ومعظم هذه الأشياء تم بيعها فى مزقصر القبة أكبر القصور في مصراد علني في سنة 1954 م.

وقد تحول قصر القبة إلي أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ م،  حيث كان الرئيس "جمال عبد الناصر" يستقبل الزوار الرسميين في هذا القصر، كما سُجي جثمانه هناك بعد وفاته، إنتظارًا لجنازته في أول أكتوبر عام 1970 ،  و مازال القصر مقر رسمي لإقامة الزوار الرسميين لمصر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق