CET 00:00:00 - 31/01/2010

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب
بعد تعرض إخواننا وأهلنا بنجع حمادي لاعتداءٍ وحشي من قِبل بعض المجرمين، وفشل الأجهزة الأمنية في فرض الهدوء وعقاب المعدتين الحقيقيين وليس "الذيول" لابد أن نخرج من ذلك ببعض الدروس المستفادة من هذه الكارئة.
فالأقباط شعبٌ عريق له حضارة قبطية عريقة وله تاريخ وطني ناصع البياض، والأقباط معروفون بانتمائهم لوطنهم مصر حتى بعد الهجرة، فهناك مئات الآلاف من الأقباط يعيشون بأمريكا وأوربا وأستراليا وكندا منذ سنواتٍ طويلة، مع هذا ما زال لهم ارتباط قوي بوطنهم ويحرصون على قضاء أجازاتهم بمصر، على الرغم من أنهم يُقيمون في بلادٍ أفضل كثيرًا من مصر من الناحية الجمالية، وهذا دليل قاطع على حبهم لبلدهم.
لقد دفع مئات الآلاف من الأقباط حياتهم من أجل الحفاظ علي الإيمان ومازال أحفاد الأقباط يدفعون أيضًا ثمنًا غاليًا للحفاظ على هويتهم القبطية.
فلابد أن يستفيد هذا الشعب العريق من هذا الحادث الأليم الذي جمَّع أقباط الداخل والخارج على قلب رجلٍ واحد.. وأول الدروس المستفاده من حادث نجع حمادي:

أن نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، أدلى بتصريحاتٍ جريئة بعد الحادث بساعات، ثم تراجع عنها، سواءً كان بفعل ضغوط أو وعد بحل المشكلة، مما أدى إلى غضب الكثيرين، ولذا قد آن الآوان أن يتم تعيين متحدث رسمي عِلماني بكل مطرانية من مطرانيات الجمهورية، ويكون المتحدث الرسمي بعيدًا عن رجال الدين، وتكون تصريحاته بالتنسيق مع أسقف الأيبارشية، حتى إذا ما اضطرته بعض الظروف للتراجع عن أي تصريحات، يكون أقل ضررًا من تراجع الأسقف، فالأسقف أو الكاهن من المفترض ألا يلف ويدور أو يتحايل، حتى لو "خربت الدنيا"، لأنه قدوة لعشرات الآلاف من شعب الكنيسة، وحتى لا يفقد شعب المطرانية احترامه له ويكون لذلك تاثير سيء على المدى البعيد.

كما آن الآوان أن يكتفي رجال الدين المسيحي بممارسة مهمامهم الدينية والبعد عن السياسة وترك ممارسة السياسة لشعب الكنائس دون أن يكون هناك أي توجيهه نحو مرشح معين أو حزب معين وحتى يكون أسقف المطرانية أو كاهن الكنيسة صديقًا لجميع المرشحين من الإخوة المسلمين، ولا يعلن انحيازه لمرشح معين، ففي انتخابات مجلس الشعب الماضية عام 2005، طلب عدد كبير من الشباب من القمص باسيليوس وكيل دير الأنبا بولا والقمص فام وكيل دير الأنبا أنطونيوس بناصر ببني سويف، اختيار اثنين من المرشحين البالغ عددهم 35 مرشحًا، فكان ردهم في منتهى الذكاء، وأثبتت الأيام صحة هذا الرأي، فقالوا كيف ننحاز لمرشحين اثنين ونخسر 33 عائلة، (أخرى المعروف في الصعيد أن لكل عائلة أو عدة عائلات مرشحًا).
ثاني الدروس المستفادة، ضرورة زيادة فرص التعايش السلمي بين المسليمن والمسيحيين، وتشكل الكنائس مجموعات من اأنائها لمشاركة إخوانهم المسلمين في الأعياد والمناسبات الدينية والأفراح والأحزان، وأن تدعوا الكنائس التي لديها ملاعب وأنشطة بعض المسلمين للمشاركة في هذه الأنشطة، فلابد أن يكون للمسيحين أصدقاء يكونون خط الدفاع الأول عنهم إن اقتضت الظروف في حالة الاعتداء عليهم لحين وصول الأمن "إن وصل!!!". 

 هذه مجرد اقتراحات بسيطة قد يُوافق عليها البعض ويرفضها البعض الآخر، فهي مجرد اجتهادات، الهدف منها الوصول لأفضل السبل للتعامل مع الواقع المريض الذي نعيش فيه، لست أقصد من هذا المقال الذي ترددتُ كثيرًا في كتابته، أن أنصح آبائي الأساقفه والكهنة، فهم قادتنا الروحيون الذين يهبون حياتهم لخدمة الشعب المسيحي، وأعرف مدى المعاناة التي يعانونها في سبيل القيام بدورهم الروحي، وأنهم أكثر الناس حرصًا على أبنائهم، إنما هي اقتراحات بسيطة للمساهمة في الحد من العدوانية ضد الأقباط.
والرب يُعطي الجميع الحكمة في التصرف في هذه الأيام العصيبة .. والرب قادر أن يمسح دموع أسر ضحايا الحادث الغوغائي بنجع حمادي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق