CET 00:00:00 - 27/01/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
ووافقت العديد من البنوك على تمويل مشروع إحلال الميكروباص القديم، والذي يهدف إلى الحد من التلوث وتسهيل حركة المرور وتقليل الحوادث. ويهدف المشروع لاستبدال 60 ألف سيارة ميكروباص مر على إنتاجها 30 عامًا أو أكثر بأخرى جديدة في القاهرة والمحافظات. ويُعطي المشروع أولوية لمحافظات القاهرة الكبرى لأنها تستحوذ على أكبر عدد من سيارات الميكروباص ومستخدميها.

والجدير بالذكر أن إحلال التاكسي مشروع تنفذه وزارة المالية بالتعاون مع وزارات البيئة والداخلية والتنمية المحلية لاستبدال سيارات التاكسي القديمة بأخرى جديدة وبأسعار منخفضة وبفائدة ثابتة قيمتها 6.25 % سنويًا بهدف الحد من تلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات القديمة والارتقاء بمستوى خدمات نقل الركاب وتحقيق انسياب مروري بمنطقة القاهرة الكبرى.

والحقيقه أنني أشيد بهذا المشروع، ولكن كما أن للحقيقة وجوهًا كثيرة، لهذه القضية أيضًا وجوه كثيرة، فإن اعتبار سلامة الطريق وتقليل الحوادث مقصور على مجرد الميكروباصات المكونة من صاج وحديد لهو نظرة قاصرة، لأن عملية السلامة تتكون من عدة محاور، إحدى هذه سلامة المركبة، والآخر اختيار السائقين من ذوي الخبرة وليس البلطجية ذو السوابق، ومن الأفضل أن يكون السائق حاصلاً على قدر من التعليم، وليكن مؤهل متوسط، هذا إلى جانب تهيئة الطرق الآمنة الخالية من المطبات العشوائية والحفر المنتشرة حتى في أكبر شوارع القاهرة، تحديد سرعة للميكروباص ومن يتجاوزها يقع تحت المساءلة، لأن في الحقيقة راكبي الميكروباص هم راكبو نعوش طائرة.

هذا بالإضافة إلى وجود رقم للشكاوى يُضاهي أرقام شكاوى الكهرباء والماء من شأنه أن يتم الإبلاغ عن رقم الميكروباص أو التاكسي الذي تجاوز حدود القانون سواءً في الأجرة أو السرعة أو الآداب العامة لمحاسبته، وبهذا يشعر السائق دائمًا أنه تحت عين الرقابة التي لن تغفل له تجاوزاته.

كما أني اتساءل: أليس إحلال الميكروباصات بأتوبيسات كبيرة تستوعب عددًا أكبر من الراكبين أفضل على جميع المستويات من حيث استهلاك الوقود، التلوث المنبعث منها، عدد السائقين، الزحام المروري ... إلخ؟، لأن من الطبيعي أن يكون تشغيل عدد عشرة أتوبيسات على سبيل المثال، أفضل من تشغيل عشرين ميكروباص ليستوعبوا نفس عدد الراكبين الذين يحتاجون إلى هذه الخدمة.

وبالمناسبة استفزتني تمامًا عبارة الحد من التلوث، ذلك التلوث الذي له إدارة مختصة بذاتها في جميع مرور مصر، كل مهمتها أن تمنح التصريح للسيارات التي تمتع بموتور سليم لا يُخرج دخانًا يضر بالبيئة، ومع ذلك نرى في اليوم ملايين من السيارات التي يُخرج شكمانها عوادم تغشي عيونا وتسد أنوفنا، وتضيق صدورنا بها عن تنفس نسمة الهواء التي منحها لنا الله واستكثرتها علينا منظومة الفساد التي تمنح الترخيص لهذه السيارات التي يحتاج موتورها إلى صيانة ليرحمنا من العوادم الخارجة منه، وليس هذا فحسب؛ بل إن الأشد سوءًا أن تكون بعض تلك السيارات خاصة بالشرطة أو الحكومة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق