CET 00:00:00 - 25/12/2009

مساحة رأي

بقلم: د. رأفت فهيم جندي
وبينما القلب المسيحى أصبح مثقلاً بالأحزان ومثخنًا بالجراح هذه الأيام، بسبب ازدياد شدة الاضطهاد في مصر، وكان البعض منا يصرخ بمثل ما صرخ به الشعب القديم أيام اضطهاد الفرعون، وإذا بأنوار ظهور العذراء في الوراق تأتي وسط هذا العناء لتبدد شدة ظلمة المرارة التي كانت في الكثيرين.
للسيدة العذراء ظهورات كثيرة في مصر، أطولها وأشهرها الذي بدأ في شهر أبريل عام 1968 على كنيستها بالزيتون، والذي استمر لشهور طويلة وللآلاف من البشر من جميع أرجاء العالم. ولقد شاهده الرئيس عبد الناصر بعد قضائه ليلة في المنزل المواجه للكنيسة، وأصدر بعدها قرارًا جمهوريًا بإثبات صحة ظهور السيدة العذراء. وكانت مصر كلها تمر بأيام قاسية بعد النكسة مباشرة وأتى ظهور العذراء لرفع الروح المعنوية المصرية بصفة عامة والقبطية بصفة خاصة حتى يتحمل الشعب القبطي معاناة المذابح التي اتى بها السادات وومن بعده مبارك.
قال لى إنسان راقي الفكر وهو حقوقي وصحفي فاضل من أصل إسلامي إنه منذ أن رأى ظهور العذراء في الزيتون تحول مثله مثل الكثيرين للإيمان بالمسيح ربًا ومخلصًا، وذهب بعدها لأب أسقف طالبًا عماده (تنصيره)، فرفض الأب الأسقف أن يعمده قائلاً له "خلى اللى في القلب في القلب" وبالطبع كان تصرف هذا الأب الأسقف عن حكمة، أولا لأن الإيمان المسيحي غالٍ لا يُعطى باندفاع أو بترديد قول معين أو بمجرد النطق بكلمة أو اثنين، ثانيًا لأن مباحث أمن الدولة ترسل المنافقين الذين يريدون وضع آباء الكنيسة في حرج، ولقد وجد هذا الإنسان المبارك من يعمده بعدها بسنوات.
وتقول موسوعة الأقباط لعزت أندراوس عن الشيخ الفحام شيخ الجامع الأزهر السابق، إن ظهور العذراء في الزيتون وبعدها حدوث معجزة لابنته المريضة في وقت آخر كانا سببين لإيمانه بالمسيح. ويستفيض الأب يوتا قائلا: إن الشيخ الفحام ألح بشدة لعماده والذي أتى وقتها مفأجأة كبيرة للقديس البابا كيرلس، ولكن البابا كيرلس رفض أول الأمر أن يعمد الفحام قائلا له: إننى لا أخاف عليك قدر خوفي على أولادي من شدة الاضطهاد، ولكن البابا كيرلس قبل أخيرا تعميده سرًا بعد إلحاح الفحام وتهديده بأنه سيخرج خارج مصر ويتعمد، ووقتها سيعرف العالم كله بهذا ولن يظل سرًا. ولقد كان الفحام أول شيخ للأزهر يتم إعفاءه من منصبه، وطلب اللجوء الديني هو وأسرته إلى دولة غربية.
بالطبع هناك ظهورات عديدة للسيدة العذراء في أنحاء متفرقة من العالم، كما أنه هناك أيضًا ظهورات لها لأفراد معينين وإجرائها لمعجزات لهم.
في أغسطس عام 2000 كان هناك ظهور للسيدة العذراء على الكنيسة المرقسية بأسيوط مصحوبًا بأنوار باهرة واستمر حتى حوالي شهر يناير 2001، ولقد تم قطع الكهرباء عن البلدة كلها لكي يتحرى البعض حقيقة هذه الأنوار، فاشتد توهج هذه الأنوار السمائية وظلت الجماهير لأيام وشهور تهتف وتردد الترانيم والألحان الكنسية. وتدفقت وفود من العالم كله لمشاهدة هذا الظهور بالرغم من أنه لم يعلن عنه في أي من وسائل الإعلام المصرية الحكومية وكأنه يحدث في بلد آخر غير مصر.
ظهور السيدة العذراء مساء يوم الجمعة 11 ديسمبر على كنيستها بحي الوراق بالجيزة ليس إعلانًا عن انتهاء هذا الاضطهاد الذي تشنه قوى وجنود الظلام على أقباط مصر، ولكنه مواساة للمنكوبين ومنكسري القلوب منهم وتضميدًا لجراحهم، وهو أيضًا تقوية لإيمان الذين يزعزعهم هذا الاضطهاد لكي يتحملوا هذا العناء، والسيد المسيح لم يخدعنا بغنائم وسبايا وملكات يمين ولكنه قال إن من لا يستطيع أن يحمل صليبه (يتحمل الاضطهاد) ويتبعني فلا يكون لي تلميذًا. ما زال واجبنا ونحن في بلاد المهجر أن نساند أخوتنا الذين يعانون من أجل أسم المسيح، وها هي السيدة العذراء قد ظهرت لهم لكي تعضدهم.

رئيس تحرير الأهرام الجديد الكندية

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق