CET 00:00:00 - 24/11/2009

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد
يحتار العقل في تفسير ما حدث من اعتداءات على المصريين وممتلكاتهم وأعمالهم في الجزائر والسودان، وخروج ألوف المتظاهرين في شوارع القاهرة احتجاجًا، واستدعاء كلاً من السفير المصري والجزائري للعودة إلى بلادهم للتشاور مع حكومتهم، بسبب مباراة كرة القدم الأخيرة في تصفيات كاس العالم التي أقيمت في الخرطوم وانتهت بفوز الجزائر بهدف واحد يتيم ووصولها إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا..
كيف يمكن لمبارة كرة قدم جرت بين فريقي الجزائر ومصر من المفروض أنها تهدف في المقام الأول للترفيهة عن الناس وإمتاعهم والتقريب بينهم بغض النظر عن الفوز والمكسب، أن تتحول إلى حرب كرامة بين الدولتين والشعبين الشقيقين؟؟
من المسؤول عن هذه المهزلة التي تسببت في إحداث أضرار بالغة للمصالح المصرية والمصريين العاملين في الجزائر وشروخ ضخمة في العلاقات الرسمية بين الدولتين؟؟ ولمصلحة من ما حدث؟؟ ولماذا كل هذا الإهتمام المفاجئ من النظام المصري والجزائري بكرة القدم لدرجة أننا رأينا الرئيس مبارك ذهب شخصيًا للاطمئنان على اللاعبين وتشجيعهم ومشاهدة التدريبات النهائية التي كانوا يجرونها قبل المبارة الأولى في القاهرة؟؟ ولماذا سهلت الحكومة الجزائرية استخراج جوازات سفر ألوف الجزائرين وسهلت سفرهم إلى القاهرة والخرطوم كما لو أنهم أُرسلوا في مهمة للدفاع عن وطنهم وكرامتهم وأعراضهم وليس لمجرد حضور مباراة كرة قدم بين دولتين شقيقتين؟؟ وهل حقًا كان الأمر عبارة عن مبارة كرة قدم يمكن أن يفوز فيها فريق ويخسر الآخر والعكس صحيح أم أن هناك من كان يحاول استخدامها بخبث شديد لتحقيق بعض المصالح وضرب مصالح أخرى حتى لو كان الثمن هو عودة ألوف العاملين المصريين في الجزائر وتخريب العلاقات بين الدولتين والإضرار بمصالحهما المشتركة؟؟
لا شك أن المصريين الذين اعتدوا على الأتوبيس الذي كان يقل اللاعبين الجزائريين بعد وصولهم لمطار القاهرة أخطأوا وارتكبوا حماقة لا تُغتفر ولا يمكن لأحد تبريرها.. وكان من الأولى بالسلطات المصرية الاعتراف وقتها بالخطأ والاعتذار عما حدث للفريق الجزائري لتفويت الفرصة على الانتهازين والمخربين وأصحاب ردود الأفعال الغاضبة في الجزائر واحتواء الموقف في بدايته.
بالمقابل كان سلوك بعض الجزائريين غير المتحضر واعتداءتهم الهمجية على المصريين العاملين في بلدهم وتخريب مصالحهم وأعمالهم غيرمفهوم أو مبرر على الإطلاق، ويمثل رد فعل مبالغ فيه لحادثة الاعتداء على الأتوبيس الذي كان يقل لاعبيهم في القاهرة..
أما عن اعتداءاتهم بالسلاح الأبيض حسب ما تردد وسمعنا عبر وسائل الإعلام على الجماهير المصرية والفنانيين والسياسيين الذين كانوا يشاهدون المبارة النهائية في استاد المريخ بالخرطوم فإنه يتطلب من الحكومة السودانية إعادة التحقيق في شأنة بطريقة محايدة للطرفين وبدون مجاملات لمصر أو الجزائر.
بصراحة.. إن ما حدث بسبب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر يعكس عمق الخلافات والصراعات وتخبط وتضارب المصالح في العالم العربي وانتهازية بعض رجال الحكم ومحاولاتهم المستمرة في إلهاء الرأي العام العربي وشعوبهم بالتفاهات والقضايا الجانبية التي لا تفيد لإبعادهم عن القضايا الحقيقية.
على أي حال.. فإنني أرى أن مصر تستحق صفرًا كبيرًا بعد مبارتها مع الجزائر نتيجة لهزيمتها على أرض الملعب، وتحويل المبارة إلى معركة كرامة والحفاظ على الشرف والعرض، لكى ترفع من شعبية النظام الذي لم نسمع من قبل أنه تحرك أو اهتم او دافع عن أبنائه سواء داخل مصر أو في بلاد العرب أو المهجر أو أي بلد من بلاد الغربة، مهما حدث لهم من مصائب أو مشاكل قبل المباراة التي لُعبت باستاد المريخ بالخرطوم في الأسبوع الماضي.
أما الجزائر -شعبًا وحكومة- فإنها عن جدارة تستحق صفرين.. الأول للاعتداءات الهمجية التي جرت ضد المصريين العاملين هناك وتخريب أملاكهم ومصالحهم بدون أن يصدر عنهم أي شيء يبرر هذه الاعتداءات.
أما الصفر الثاني فهو لاعتداءاتهم على المصريين في الخرطوم وعدم اعتذار الحكومة الجزائرية على سلوك بعض أبنائها المشين غير المتحضر بعد انتهاء المبارة رغم فوزهم.
أخيرًا أود أن اقول لجماعة الإخوان المسلمين المحظورين في مصر: كفى انتهازية واستغلال.. من قبل ادعيتم أن مصر فازت لأن الله استجاب لصلوات ابنها المسلم البار الورع التقي أبو تريكة وبقية أعضاء فريق الساجدين الراكعين.. أما الآن وبعد الهزيمة المخجلة فإنكم أرجعتم السبب إلى زيارة الرئيس للفريق وتعضيد أبنائه جمال وعلاء للاعبين وتشجيعه لهم..!! كفاكم انتهازية واستغلال للدين والإسلام واتقوا ربكم فيما تقولون وتفعلونSobhy@iprimus.com.au

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق