CET 00:00:00 - 06/11/2009

في دائرة الضوء

بقلم : مادلين نادر
طوال مشوارها مع عالم الفن، إعتادت المخرجة الكبيرة "إيناس الدغيدي" على إثارة الجدل سواء من خلال نوعية الأفلام التي تقوم بإخراجها على نحو يراه الكثيرون، يحمل خروجًا على التقاليد الإجتماعية بل يصنفها البعض بالأفلام" الإباحية ". حتى أن نبيه الوحش -المحامي المتخصص  في ملاحقة الفنانين، و الفنانات بدعوى قضائية- تقدم بدعوى لمنع إيناس الدغيدي من الظهور على شاشة التليفزيون في رمضان الماضي وإعتبرها من "مبطلات الصوم". 
إيناس الدغيدى أو الجريئة -كما يطلقون عليها- التي تفصل دائمًا في عملها ما بين الدين، وبين الفكر، والفلسفة التي تتبعها لمعالجة مشكلات المرأة، تعرضت مؤخرًا لإنتقادات لاذعه، حيث طالب الشيخ "فرحات السعيد المنجي" المستشار السابق لشيخ الأزهر، بجلد الدغيدي وقطع لسانها؛ بسبب تصريحاتها عن الزي الإسلامي "الحجاب"، وقال أنها تعدت كل الحدود، ولم يعد يردعها شىء في كلامها المسيء للدين.
وجاءت مطالبة المنجي هذه، بعد أن وصفت إيناس الدغيدى "الحجاب" بأنه مجرد عادة لتوفير ثمن مصفف الشعر، وإخفاء عيوب الشعر، والوجه وقالت "ربنا ما يكتبوش عليا".

وقال المنجي في قناة "المحور" إن الدغيدي أصبحت تسير حسب المبدأ الشهير القائل (إن لم تستحِ، فإفعل ما شئت).
كما هوجمت أيضا في شهر رمضان الماضي؛ بسبب برنامجها "الجريئة" الذي تم عرضه على قناة " نايل سينما "، حيث إعتبرها الكثير من رجال الدين المتشددين أنها لا تتفق مع روح رمضان، وأنها تسأل الفنانين بشكل مبتذل وأعتبروه "وقاحه" وليست جراءه في حين أنها كانت بالفعل تقترب من بعض الأمور التي يتم التعتيم عليها بجراءه، ولكن فقط كان يؤخذ عليها التدخل في بعض الأمور الشخصية للفنانين التي هي ليست بمجال للعرض على المشاهدين في القنوات التليفزيونية. 

لم يكن "الحجاب" هو أكثر المجالات التي تم توجيه إنتقادات للدغيدي فيها، فلقد تعرضت لشن حملة ضدها في العام الماضي بعد دعوتها لترخيص مهنة الدعارة في مصر، وتجديد الترخيص كل عام. وكانت الدغيدي دافعت عن مطلبها هذا قائله : أقصد من مطالبتي هذه حماية المجتمع، وحماية من يمتهن هذه المهنة أيضًا في الوقت ذاته، فمهنة الدعارة موجودة في كل مكان في العالم، وفي مصر قبل الثورة، كانت مهنة معترف بها ولها أحياء معروفة تمامًا، لكن اليوم أصبح الأمر يتم في الخفاء في الوقت الذي قد تكون فيه هؤلاء الفتيات حاملات لأمراض خطيرة من الممكن أن تنتقل بسهولة للطرف الآخر.
وبالرغم من أنها كانت تعلم مسبقًا بأن هذا المطلب، قد يرفض على المستوى الديني والإجتماعي، إلا أنها أصرت على مطلبها، مشيره إلى أنها لا تتكلم بإسم الدين أبدًا، ولكن بإسم المنطق والعقل والواقع الذي يشير إلى ضرورة حماية المجتمع .

 وواجه هذا المطلب إنتقادات أيضًا من قبل رجال الدين منهم، الشيخ الدكتور "محمد المختار المهدي"، الأستاذ بجامعة الأزهر، ورئيس الجمعيات الشرعية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، حيث إتهمها بأنها تروج للفاحشه، وأن مطلبها هذا غير منطقي وضد كل الديانات السماوية.
و مع كل هذه الإنتقادات لمطلبها لم يناقشها أحد بشكل منطقي، أو يحاول أن يعالج المشكلات التي أشارت إليها من جراء ممارسة الدعارة في الخفاء، فهذا مرض يصيب المجتمع كان بالأولى مناقشته ووضع حلول له، بدلاً من إنتقادها والهجوم عليها فقط. 

بسبب كثرة الإنتقادات التي وجهت ضدها، والحملات التي شنها رجال الدين المتشددين عليها، أصبح إسم الدغيدي الآن مرتبطًا لدى الكثير من الناس بالإباحية وليست الجراءة، ونسوا أو تناسوا ما قدمته هذه المخرجة للسينما المصرية، فمنذ أن أخرجت الدغيدي أول افلامها في عام 1985، وهي تتناول القضايا الإجتماعية الهامة في مصر، وتخترق القضايا التي يندر تناولها في الدراما المصرية.

 من أكثر الأفلام التي قدمت فيها مشاكل وهموم المرأة والفتاة المصرية : الباحثات عن الحرية – مذكرات مراهقة – قضية سميحة بدران . و لقد تم إختيارها في عام 2005 -من قبل مجلة نيوزويك الأمريكية- من بين أهم 43 شخصًا يحدثون تأثيرًا في العالم العربي . فضلاً عن حصولها على عدة جوائز، وتكريمات المهرجانات السينمائية داخل مصر وخارجها. فلقد أثبتت إيناس الدغيدي على مدار 24 عامًا أنها مخرجة متميزة في السينما المصرية، والعربية ولديها قضية، وتستطيع التعبير عن هذه القضية بأكثر الأساليب السينمائية جمالاً ومتعة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق