CET 00:00:00 - 18/10/2009

مساحة رأي

بقلم: أنور عصمت السادات
لا تنه عن خلق وتأتي مثله         عار عليك إذا فعلت عظيم
نحلم جميعًا بحياة كريمة مليئة بمشاعر الحب والإخلاص والتعاون والانتماء وخوف البعض على البعض ومواجهة الفساد بكل صوره وأشكاله من أجل الحفاظ على نهضة مجتمعنا، لكن التستر على الفساد وحمايته والوقوف بجانب المفسدين هي الطامة الكبرى التي لحقت بالقائمين على أمر مصرنا الحبيبة.
 لا شك أننا جميعًا نعلم أنه من غير الطبيعي أن يوجد مجتمع يخلو من المشكلات ولكن ليس هذا مبررًا لحالة الفوضى التي تعم كل المؤسسات المصرية وأصبحت تنذر بانفجار اجتماعي فلم يعد الشعب المصري يحتمل أكثر من ذلك وانعدمت ثقته في كل المسئولين ومن يهتمون بالعمل العام وتاهت السبل، فأصبح لا يعرف المصلحين من المفسدين وصارت الصورة سوداوية تمامًا طالما أن العشوائية تزداد وتتسع دائرتها فلابد وأن هناك رضا من الحكومة عمّا يحدث أو أنها لا تعرف سبل التصدي والمواجهة أو أن هذه الأمور تخدم أغراض ما، وإن لها حماة.
فمن هم حماة الفساد في مصر؟ وما الغرض من تجاوز الحكومة المصرية لكل الخطوط الحمراء في اعتداءاتها الدائمة على مبادئ الدستور والقانون؟ وعدم احترامها لآدمية وكرامة المواطنين وعدم السماح بحرية الرأي والتعبير باعتقال رموز المعارضة المصرية؟ والتعدي على الأفراد خلال الوقفات الاحتجاجية. فضلاً عن اعتقال العديد منهم دون سبب حقيقي يُذكر؟

وما سبب فشل حكومتنا الذريع في تحقيق التنمية التي دائمًا تذكر أنها تتجه إليها؟ ولماذا تهدر ثروات الوطن بتصدير الطاقة لأعدائنا الصهاينة؟ وأين عائد سياسات الاستثمار وخصخصة الشركات والتخلص من بنوك القطاع العام؟ وأين دور الداخلية المصرية راعي الأمن الداخلي في مصر في ظل انتشار البلطجة وازدياد معدل العنف والجريمة؟ ولما السكوت وهي تعلم أن بعض أفرادها يضعون أيديهم في حقائب المواطنين وأين المواطن وموضعه في أجندة الحكومة؟ وما أسباب زيادة معدلات الفقر الاجتماعي لتقرب من نصف المجتمع المصري في ظل ما تزعمه حكومتنا الرشيدة من مواجهة الفقر والاهتمام بمحدودي الدخل؟
وهل تعلم هذه الحكومة إن الشباب المصري يعيش أسوأ حالاته الآن؟؟ ماذا سيفعل بعد أن أتم تعليمه بنجاح وأغلقت الحكومة كل الأبواب في وجهه فصار رفيق الشارع أو المقهى يجلس مع أقرانه ممن أصابهم ما أصابه أو يخلو بنفسه لتبدأ سلسلة المشكلات النفسية والاجتماعية وقد يفضل الخروج من تلك الحالات بالإدمان والغياب عن الواقع أو ينقم على المجتمع فيكن صفقة رابحة لمنظمي رحلات التهريب لسواحل أوروبا ويكن وجبة ثمينة لأسماك وحيتان البحار؟ وهل تعلم حكومتنا وهي تذكر أنها تعاني أزمة الأخلاق وتبعاتها أن غياب الرقابة الإعلامية والسماح بعرض بعض المشاهد الغير لائقة ولا تتفق مع ديننا وقيمنا وأخلاقياتنا أنها بذلك أحد الأسباب في هذه الأزمة؟

وهل تضرب الحكومة على أيدي بعض المحافظين والوزراء وأعضاء مجلس الشعب ممن يستخدمون مناصبهم في خدمة أغراضهم وجشعهم المالي من خلال الاحتكار وأيضًا الوساطة مقابل تسعيرة مالية محددة لكل مجال؟
فكلما ارتفعت قيمة الوظيفة التي يريد أن يلتحق بها أي شاب ترتفع معها قيمة التسعيرة، فضلاً عن مجاملة عائلاتهم وأقرباؤهم وأصدقاؤهم بأرقى الوظائف أو الشقق أو الأراضي ذات الموقع الممتاز؟ وما قيمة ما يتم إقامته من وسائل ترفيهية للشباب في ظل ما يعانوه من بطالة وما يعانيه بعضهم من فقر بجانب البطالة وما جدوى إهدار الأموال من خلال حفلات وولائم الحكومة ليتكلف حفل الإفطار أو الغداء ما يقرب من ربع مليون جنيه من ميزانية الدولة وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً لنتذكر (عبارة السلام 98) وتساءلنا عن تناسب العقاب الذي ناله أصحابها مع قيمة الجريمة.
نجد أن النسبة صفر% وأهم من صدور الأحكام تنفيذها فأين العدالة؟ لذا سنظل نتساءل من هم حماة الفساد في مصر؟

وأرى نهايةً إن ما ذكرته من أنماط مؤسفة تحدث في مجتمعنا ليس إلا قليل من كثير وما هو إلا بمقدار نقطة في بحر السلبية واللا مبالاة الذي أغرقتنا فيه الحكومة المصرية وأعلم جيداً أنها تعلم ذلك وإن ما قلته ليس بجديد لذا فالسكوت عليه يعد تقبلاً له أو مشاركةً فيه.
كما أحب أن أوضح أن استدلالها على رفاهية الشعب من خلال عدد السيارات وخطوط المحمول يعني غيابًا تامًا عن المواطن وعليهم أن ينظروا إلى الشعب بعين الشارع وما به من ضيق وحزن ومشكلات وإلى عدد من ينامون أسفل الكباري دون مأكل أو مشرب أو مأوىَ أو حتى ثياب تستر أجسادهم وغطاء يحميهم من البرد وألا يرسموا صورتهم عن الشعب المصري من خلال مصر الجديدة وما بها من أحياء راقية، أو من خلال الأسر المصرية جمهور حفلات مارينا فسعادتهم سعادة عابرة لا تلبث أن تنتهي بانتهاء الحفل.
وليعلموا إن حلم المواطن المصري ليس أن يمتلك أفخم المنازل أو يركب الملاكي لكن حلمه بسيط لا يعدو إلا أن يعيش دون أن يمد يده لأحد وأذكركم أيها القائمون على أمر هذا البلد أنكم مسئولون عن هذا الفساد والسكوت عليه أو التواطؤ مع أصحابه؟ فهل لكم من عودة لتحاسبوا أنفسكم.

وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

أنور عصمت السادات

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

الطريق لنهضة مصر

حماة الفساد في مصر

مؤتمر الوطني وتساؤلات

روح أكتوبر

أرواح مصرية بلا ثمن

جديد الموقع