CET 00:00:00 - 26/10/2009

المصري افندي

بقلم: حكمت حنا
شعور غريب انتابني عند مشاهدة موضوع صحفي قمت بتسجيله مع والد الشهيد أمير اسطفانوس والفتاة المختطفة آمال، لدرجة جعلتني أتوقف عن استكمال مشاهدته لتأثري الشديد بهذا الرجل الذي احتمل رحيل ابنه الوحيد معينه في حياته في ظروف ليس له أدنى علاقة بها سوى اقترابه من واقعة ثأرية بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية، لتسيل دمائه من أنحاء متفرقة من جسده إثر تلقيه 20 طلقة نارية، ولم ينسوا صديقه المرافق له الذي تلقى 36 طلقة أخرى.
وفي ظل انسياق مشاعري المتأثرة بهذا الأب توقفت عند حادثة استشهاده وكيف يكون من قبيل الصدفة تلقيه ذلك العدد من الأعيرة النارية، فهل بالفعل هذا الحادث من قبيل الصدفة كما يتردد وكما يظن الأب البسيط؟
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حتى اختطفت ابنته آمال 19 سنة في منتصف الشهر الماضي أثناء ذهابها لعمها في الواحدة ظهرًا، حتى يبلغوا والدها بقيامها بإشهار إسلامها وتحرير محضر ضده في قسم الدقي، وعند نزوله للقاهرة يجد محضر وهمي باسم أشخاص آخرين، وعند عودته بلدته يجد عقد جلسة صلح بين العائلتين المتثائرتين ليضيع حق ولده وابنته المختطفة.
وكأن ما يحدث من وقائع وأحداث يدل على أن هناك يد تخطط بإتقان لما يحدث وتعرف جيدًا نتائج ما تخطط له، خاصة مع تخاذل دور الأمن الواضح بمركز قوص.
ولا يعرف عم اسطفانوس ماذا يفعل ولمن يلجأ ومن يوقف تلك المصائب التي تقع على كاهله!
فلا مجيب ولا مدرك للكارثة التي حلت بذلك الأب الذي لم يخشى من اتهام الأمن بمركز قوص بمحافظة قنا بمعرفة مكان ابنته ورغبتهم في اخفائها كنوع من التعنت والظلم الواقع على الأقباط بالبلدة، كحال أب لا يعرف ماذا يفعل ولم يجد شيء يستطيع فعله لرد ابنته حتى يكشف حقيقة مسؤلي الأمن بمحافظة قنا بجرأة ممزوجة بساطة وصبر وإيمان برجوع ابنته.
فصورة ذلك الأب الحزين القلب على غياب أولاده تتراءى أمامي كل وقت، وتذكرت كيف عندما رأيته أول مرة قبل التسجيل وشعرت فيه بكسرة النفس وبأوجاع القلب، لولا تغلبي على مشاعري وتظاهري بالقوة عند إجراء الحوار معه.
ولا أستبعد وجود مخطط أمني وراء استشهاد أمير اسطفانوس وهدرا أديب وغياب آمال اسطفانوس -التي لم تشهر إسلامها إلى الآن رغم تلميحات الأمن لذلك- تمهيدًا لحدوث ما يرغبوا فيه لتصفية حسابات مشاعر كراهية للأخوة المسيحيين، الذين غالبًا ما يكون ثمنهم رخيص عند الآخرين ليأخذوا منهم عنوة ما يريدوه من أعداد وغنائم لا تقدر عندهم بأي قيمة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق