CET 18:55:38 - 01/10/2013

مساحة رأي

بقلم : ماجد كامل

حملت الينا الأخبار – من ضمن ما حملت من أخبار حزينة- خبر احتراق كنيسة السيدة العذراء بدلجا ؛مركز دير مواس محافظة المنيا بالكامل ؛ وأحترق معها قلوب الملايين من المصريين – مسلمين واقباطا- نظرا لما تحمله هذه الكنيسة من قيمة اثرية وتاريخية نادرة ؛ فهي ترجع للقرن الخامس الميلادي ؛

وتحتوي علي مجموعة ضخمة من الأيقونات والمخطوطات الأثرية النادرة التي لا تقدر بثمن ؛وهذه الكنيسة تنخفض عن سطح الأرض المجاورة بمقدار 3 متر ؛ وكان يوجد بها الكثير من الأعمدة والتيجان القديمة ؛ ويظهر معظمها من حوائط الكنيسة .

والكنيسة يوجد بها حجاب مطعم قديم ؛ويعلو مدخل الكنيسة تحفة أثرية نادرة منحوت بها صليب وسط غزالتين ؛ ويذكر المؤرخون أنه كان يوجد بهذه القرية أربعة وعشرون كنيسة وأربعة أديرة كبيرة ؛ولم يتبق من تلك الكنائس والأديرة إلا هذه الكنيسة التي أحترقت أخيرا ؛

والجدير بالذكر أن هذه هي الكنيسة التي تعمد فيها القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة الراحل (1829- 1914 ) ؛ وفي الكتاب الملحق بكنيستها تعلم وحفظ المزامير والألحان الكنسية .وعاش وتربي فيها حتي ترهب في دير المحرق خلال عام 1848 م تقريبا .

أما عن دلجا نفسها ؛فهي كما يقول عنها محمد رمزي في كتابه "القاموس الجغرافي للبلاد المصرية " المجلد الخامس "أنها من القري القديمة ؛ذكرها أميلينو في جغرافيته أن أسمها القبطي Etelke ؛وكانت تتبع الأشمونين ؛ أما كاترمير فلقد ذكرها بأسم Deldjih بمركز ديروط ؛وجاء عنها في كتاب "معجم البلدان " دلجة قرية بصعيد مصر من غربي النيل ؛وبعيدة عن الشاطيء بجوار الجبل ؛ ووردت في قوانين ابن مماتي دلجة ؛ ويسميها العامة جلدة . 
 
أما العالم الفرنسي إميلينو( 1850- 1915 ) ؛فيذكر عنها أنه قد ورد ذكرها في مخطوطة قبطية بالفاتيكان ؛هي تحوي سيرة قديس يدعي "لاكارون " وكان عمره 14 سنة ؛ألتحق بفرقة عسكرية بأسيوط ؛وقد أعلن الحاكم عن أسمه وأنه من أهل دلجا ؛
 
كما قال عنها أيضا أنه جاء أسمها في أحدي برديات الأرشيدوق راينر ؛ ويذكر مصحوبا بأسم الأقليم الذي تتبعه ؛وهو إقليم إشمون . وعلي أي الأحوال ؛فأن دلجا حاليا تتبع مركز ديروط إداريا ؛وضمن إيبارشية دير مواس كنسيا .
 
وتبعد حوالي سبعة وعشرين كيلو متر جنوب غرب ملوي .ولقد كتب أبو المكارم(القرن الثاني عشر ) عنها في موسوعته عن تاريخ الكنائس والأديرة فقال عنها "وتوجد بيعة للعذراء علي طريق دلجا "؛ وذكر أبو المكارم ايضا عن قرية دلجا أنه يوجد بها أربعة وعشرين كنيسة منها ما ما يشاكل بيعة ابو سرجة التي بمصر ؛ وذكر أن أهل هذه الناحية أثنا عشر ألف نصراني يدكوا (أي يذبحوا ) في كل عيد من عيدي الملاك ميخائيل ( 12 هاتور ؛ 12 بؤونة ) في كل سنة أثني عشر ألف خروف . 
 
كما ورد رد ذكرها أيضا في كتاب الخطط للمقريزي ( القرن الخامس عشر ) تحت أسم كنائس دلجا فقال عنها : يوجد بها كنائس كثيرة ؛لم يبق منها إلا ثلاث كنائس : كنيسة السيدة ؛ وهي كبيرة ؛ وكنيسة شنودة ؛ وكنيسة مرقورة . 
 
وفي صباح ذلك اليوم المشئوم الموافق الأربعاء 14 أغسطس 2013 ؛ وعقب الاعلان عن فض اعتصامي رابعة والنهضة ؛قام مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالهجوم علي الكنيسة الأثرية ؛وحرقها ؛ولم يكتفوا بذلك ؛بل قاموا بالتنقيب أسفل الكنيسة اعتقادا منهم في وجود أي كنوز أثرية مدفونة تحتها . كما أكد ذلك الأستاذ أمجد عزت المتحدث الرسمي بأسم مطرانية دير مواس . 
 
ولقد أدان القس "سلوانس لطفي " كاهن الكنيسة الهجمات الشرسة التي تعرضت لها الكنيسة الأثرية ؛كما أدان إستمرار الغياب الأمني عن القرية كلها . 
وذكر أيضا الناشط الحقوقي "عزت إبراهيم عزت " أن المظاهرات خرجت من قرية دلجا من أنصار الرئيس المعزول "محمد مرسي" وقاموا بقذف زجاجات المولوتوف داخل الكنيسة. 
 
وقال أيضا أحد أبناء مطرانية دير مواس أن أنصار المعزول والجماعت المتطرفة قاموا بطرد المدرعات وعربات الأمن المركزي التي جاءت لحماية الكنيسة . 
نشر بجريدة القاهرة بتاريخ 1 أكتوبر 2013
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق