CET 00:00:00 - 07/08/2009

في دائرة الضوء

بقلم: إسحق إبراهيم
المسافة هي كلمة السر عند الدكتور مصطفى الفقي، فالمفكر والمثقف والدبلوماسي والبرلماني يحتفظ بمسافة بين كل الأطراف، فهو محسوب على الحكومة لكن لديها علاقات قوية بالمعارضة، يعترف بحقوق الأقباط ولا يتخذ خطوات فعلية لتحقيقها، لديه معارك مع تيارات الإسلام السياسي لكنه يطالب بدمجها في الحياة السياسية. يجيد د. الفقي العزف على كل الأوتار، ويسعى لإرضاء كل الأطراف وهذا يجعله يخسر كثيرًا من رصيده عند الناس وعند النخبة، ولذلك كانت المحطات الفاصلة في حياة المثقف الكبير كثيرة ومثيرة للجدل.
نبدأ من الفترة الأكثر تأثيرًا حين كان يعمل سكرتيرًا للرئيس للمعلومات، واحتفظ الفقي على غير عادة أعضاء الحزب الوطني بعلاقات قوية ووطيدة بالمعارضة لكن أطيح به بشكل غامض من عمله برئاسة الجمهورية، وعرف فيما بعد أن ذلك يرجع لمكالمة من "لوسي آرتين" السيدة الشهيرة التي استغلت نفوذها ومعرفتها بأسماء "الكبار" فقد أطاحت بالمشير أبو غزالة من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية واللواء فادي الحبشي مدير أمن القاهرة والدكتور الفقي.

توجد لحظة فاصلة أخرى في الصراع بين الثقافة والسلطة عند الرجل الذي رشحه الحزب الوطني في انتخابات 2005 لعضوية مجلس الشعب، وواجه الدكتور جمال حشمت عضو جماعة الإخوان المسلمين، حيث ثار جدلاً واسعًا حول تزوير الانتخابات لصالح الفقي خاصة بعد إعلان المستشارة نهى الزيني –لديها صلات قوية بالجماعة- عن حدوث تزوير لصالح مرشح الوطني. هنا طالب بعض المثقفون من الدكتور مصطفى الفقي أن يتنازل عن المقعد وأن لا يقبل منصبًا جاء بالتزوير وهو ما اعترض عليه صاحبنا وتمسك بمنصبه ودافع عنه.
لا يمكن إنكار إيمان الدكتور مصطفى الفقي بحقوق الأقباط وعدالة مطالبهم، وهو يدافع عنهم كثير لكن "المسافة" التي يريد الحفاظ عليها مع الحزب الوطني تجعله يتراجع في كثير من الأحيان أو أن يقف عند مجرد رصد الواقع والمطالبة بحقوق الأقباط دون استخدامه دوره ومنصبه التشريعي الذي يتيح له تبني قوانين داعمة للمساواة أو محاسبة الحكومة على قصورها في التعامل مع هذا الملف.

في نفس السياق جاءت تصريحات د. الفقي في اجتماعه مع أقباط المهجر مؤخرًا، فهو اعتراف بوجود مشاكل في بناء الكنائس وتولى المناصب العليا لكنه عاد ليقول إن جزءًا من مطالب الأقباط قد تحقق وأن الرئيس مبارك يولي هذا الموضوع أهمية واضحة خلال السنوات الأخيرة، ثم يطالب أقباط المهجر بـ «التروي» في فهم تفاصيل الأخبار المغلوطة عن مصر، نافيًا أن يكون هناك اضطهاد للأقباط في مصر. من ناحية أخرى يؤيد الدكتور الفقي دخول الأقباط جامعة الأزهر، ويرى أن ذلك يعود بها إلى ما كانت عليه قبل عام 1961 وأن يتم الإبقاء فقط على الكليات الشرعية القديمة: «أصول الدين، والشريعة والقانون، واللغة العربية»، أما باقي الكليات: «الطب، الهندسة، العلوم، الزراعة» فتنسلخ لتصبح «الجامعة الإسلامية» ليلتحق بها الأقباط. هذا الاتجاه يرفضه علماء الدين الإسلامي كما يرفضه بعض المسيحيين الذين لهم صلات بالدولة مثل نبيل لوقا بباوي!!

من مواقفه المثيرة للجدل انسحابه من الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية للبرلمان العربي الانتقالي في يناير الماضي اعتراضًا على حديث بعض الأعضاء عن مصر بطريقة الغمز واللمز وانتقادات توجه لمصر بلا وعي، لكن تقارير أخرى أشارت إلى أن الانسحاب جاء نتيجة فشله في الوصول لرئاسة البرلمان العربي والتكتل ضده عربيًا.
وكان الفقي أقوى المرشحين لتولى المنصب باعتباره نائب رئيس البرلمان العربي، إلى جانب أنه يمثل مصر إلا إن أعضاء البرلمان العربي تكتلوا ضده لدرجة أن أكثر من 80 % من الأعضاء نسقوا معًا لمنعه من الفوز بهذا المنصب.
وللدكتور مصطفى موقف معروف تجاه حزب الله والتمدد الإيراني، وقد أكد أكثر من مرة أنه كان يحترم  حزب الله لأنه حارب إسرائيل في عام 2006 وأنه صاحب المقولة المشهورة إن مصر سنية العقيدة شيعية الهوى لكن محاولة حزب الله اختراق السيادة المصرية خطيئة وسقطة.
وأضاف إن منظمة حماس عندما أعلنت رسميًا أنها تؤيد حزب الله فيما صنعه في مصر صنعت كما صنع ياسر عرفات عندما أيّد صدامًا على احتلال الكويت  فخسر ياسر عرفات تأييد دولة الكويت وتأييد دول الخليج. وأضاف أن مصر كيان ضخم وهادئ، ولا يمكن اللعب معه، فإذا قرر نصر اللعب فعليه اللعب مع إسرائيل.

* معلومات:
تاريخ الميلاد: 14 نوفمبر 1944.
- المؤهلات والدرجات العلمية: بكالوريوس العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية 1966. ودكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن 1977.

* التدرج الوظيفي:
-  ملحق دبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 1966.
-  سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة، ثم رئيس مكتب المعلومات والمتابعة برئاسة الجمهورية عام 1985.
-  سفير غير مقيم لدى كل من سلوفاكيا ثم سلوفينيا ثم كرواتيا في الفترة من عام 1995 حتى 1999.
-  مساعد أول وزير الخارجية المصرية - عام 2000.

* الهيئات التي ينتمي إليها:
- عضو لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة.
-   وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب  عام 2000.
-  عضو المجلس القومي للمرأة.
-   رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة المصرية النمساوية.
-  عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق