CET 00:00:00 - 29/07/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
لقد كان الدكتور سيد القمني واعيًا وحريصًا ومؤكدًا على مصريته من خلال كتاباته المُثيرة للجدل، وأفكاره الخلاقة التي تهدف في المقام الأول للوصول إلى الدولة المدنية التي تتحقق فيها المواطنة الكاملة لكل المصريين في وطنهم بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين ، أو... أو....،  ولن أكون مُبالغًا أبدًا إذا قُلت أن الهجمة الشرسة التي تعرض لها الدكتور القمني من قبل دُعاة التكفير والتحريض بل والإرهاب بسبب حصوله على جائزة من الدولة هو يستحقها.
قد أفرزت على الساحة مُناضلة جديدة تضاف إلى زمرة المُناضلين من أجل الدولة المدنية، وأظن أنه ما كان أحدًا سيسمع عنها أو يعرفها لولا هذه المحنة.. أنها "إيزيس سيد القمني" ابنة المُناضل سيد القمني ويتضح أن لها من اسمها نصيب، فاسمها يؤكد على مصريتها الخالصة وعشقها الخالص لأرض مصر بلدها وبلد أجدادها، لقد قررت إيزيس خوض المعركة للدفاع عن قضية وطن بأكمله عندما رأت الإرهابيون يُشهرون في وجه أبيها أسلحة التهديد والتكفير والإلحاد بل والخيانة العـُظمى!! مع أن والدها لا يمتلك في حياته سوى سلاح الكلمة!!

نعم.. لم ترتعب إيزيس عندما رأت هؤلاء يشهرون أسلحتهم في وجه أبيها ولم تتفرج كالمتفرجين ولم تنسحب من المعركة، بل انتفضت للدفاع عن قضية والدها، فقامت بعمل مجموعات على الفيس بوك تـُجيش فيها كافة الأصوات المصرية الحُرة للتضامن مع قضية أبيها والدفاع عن حقه المشروع في التعبير عن رأيه بلا قيود، ذلك الحق الأصيل الذي تريد قوى الظلام والإظلام سلبه منه خِلسة للانتصار لصالح الدولة الدينية، فنحن نعلم من قصة إيزيس وأوزوريس أن إيزيس دافعت عن زوجها أوزوريس حتى الموت في قصة حب يتغنى بها التاريخ حتى وقتنا هذا.

ولكن إيزيس القمني ضربت مثلاً رائعًا في وقوف الابنة مع والدها في قصة نضال عجيب، وإن كانوا في القِدم شبهوا إيزيس بأرض مصر الحانية الطيبة، وأزوريس بالفيضان الدافق الذي يأتي إليها بالخير والخصوبة فأننا لا نبالغ إذا شبهنا إيزيس القمني بأرض مصر أيضًا الحانية، ووالدها القمني ووالدها  بصاحب الفكر الدافق الذي يأتي لمصر كلها بالخير والتقدم والرفعة وتقول الأساطير المصرية القديمة أن الربة أو الملكة إيزيس زوجة أوزوريس قد استعانت بكل طاقتها الإلهية لاستعادة الحياة إلى زوجها الذي اغتاله أخوه الشرير "ست" وأنها أيضًا بذلت جهودًا مُضنية وجبارة لكي يتولى "حورس" ابنهما العرش من بعد أبيه الملك أوزوريس، وأيضًا إيزيس القمني حاربت بكل طاقتها ودافعت بأقصى جهدها لاستعادة حق أبيها الذي حاولت قوى الإرهاب والتطرف اغتياله.
إن إيزيس القمني تعتبر نموذجًا رائعًا للإنسان المصري العاشق لمصر، ومصر في حاجة لكثيرين من أمثالك تنهض من كبوتها!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق