CET 00:00:00 - 11/07/2009

حوارات وتحقيقات

تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
هل حقًا وكما يقول المثل البلدي "باب النجار مخلع؟؟"، لأسف الشديد هذه هي الحقيقة الصادمة التي عرفناها من حالة أحمد، فهو طفل في السنة السادسة من عمره.. في السنة الأولى الإبتدائي بمدرسة أبو العلا الخاصة بامبابة، وُلد بعيب خلقي في القلب وكان في حاجة إلى وصلة وريدية، وكان والداه في حالة تطلع دائم إلى علاجه ولكن ظروف المعيشة لم تكن لتسمح لهم ولم تمكنهم من علاجه في ظل الظروف القاسية وارتفاع تكاليف العلاج أضعافًا مضاعفة عن تكاليف الحياة.
أحمد أعلنت قناة المحور عن حملة تبرعات لعلاج غير القادرين فكان من نصيب أحمد أن يدخل إلى مستشفى "دار الفؤاد" للعلاج، ولكنه نصيب (أسود) على حد قول والده الذي يعمل بوزارة الزراعة إخصائي علاقات عامة، فكان مصير أحمد في عداد المفقودين، الأحياء الأموات كما قال أبوه.. والسبب أطباء المستشفى وإدارتها، إنها المستشفى التي خرّجت غير حالة أحمد حالات كثيرة، وما يدريك لعل هناك من مات في دهاليز ذلك المبنى الأشبه بالقصر في السادس من أكتوبر بحيث لا تعرف الداخل الحي من الخارج الميت، وبالتالي فإنها ينطبق عليها المثل القائل: "الداخل مفقود والخارج مولود" ونقصد الخارج حيًا سليمًا...!
دخل أحمد من بوابة مستشفى دار الفؤاد يوم 7مارس 2009 ليجري عملية قلب مفتوح وصلة وريدية لأنه -كما قلنا- كان يعاني من عيب خلقي في القلب ويحتاج إلى عمل وصلة وريدية، ومر على موظفي الاستقبال وتم حجزه وفقًا لإجراءت المستشفى إلى أن جاء عليه الدور لعمل العملية في اليوم التالي، وبالفعل دخل أحمد إلى غرفة العمليات وظل فيها لمدة 8 ساعات حيث كان الطبيب المسئول عن إجراء العملية له هو الدكتور "هشام شوقي" المعروف بكفاءته في مثل هذه الحالات لأنه أستاذ طب الأطفال لجراحة القلب والصدر بمستشفى أبو الريش للأطفال.
خرج أحمد من غرفة العمليات وخرج الطبيب المعالج له وكما يفعل الوالدين الذين ينتظرون في حالة من القلق تلقف الطبيب واختطافه من بابها، سأله والد الطفل يريد أن يطمئن على حالة ابنه ومتى سيستفيق من البنج حتى يستطيع الاطمئنان عليه هو وأمه وجدته التي ترتبط به لدرجة كبيرة، فما كان من الدكتور هشام شوقي إلا أن أخبرهما:"أن الطفل سيقيق في الصباح".
سمع الوالد كلام الطبيب وظل حتى الصباح متلهفًا لرؤية طفله حتى بدأ الصباح يزيح الليل وتوجه إلى الطفل هو وأسرته كما قال له الطبيب، ولأن الأطباء لا يكذبون فقد صدقه الوالد والأسرة، ولكن الطفل لم يستفق كما قال الطبيب "هشام شوقي" فذهبا إليه لرد لوعتهم يكون عنده.
يقول والد الطفل أحمد: "الطبيب قال لنا أن الطفل سيفيق في الصباح ولكنه منذ تاريخ العملية لم يفق حتى الآن وظل في غيبوبة منذ الخروج من عمليات دار الفؤاد.. ومفيش غير النفس طالع وداخل فقط ولا شيء غير ذلك".
قام الدكتور هشام شوقي الطبيب المعالج للطفل أحمد والذي أجرى له العملية بعمل خروج مفاجئ له من المستشفى "دار الفؤاد" في ظل هذه الغيبوبة التي لم يفق منها، ونقله من دار الفؤاد إلى مستشفى الأطفال الجامعي المنيرة "أبو الريش" رعاية الدور السابع، ظل الطفل الفاقد لكل شيء يعبر عن أنه حي لمدة شهر في هذا الدور في الفترة من 8 أبريل وحتى 9مايو 2009، وقد برر الدكتور المسئول عن الطفل مسئولية كاملة خروجه من المستشفى بأن التبرعات التي جاءت بالطفل قد نفذت وبالتالي فلا يمكن أن يبقى بها رغم أنه فقد السمع والبصر والفؤاد في دار الفؤاد...!

مستشفى دار الفؤاديقول والد الطفل أحمد: "دخلنا إلى مستشفى دار الفؤاد عن طريق تبرعات قناة المحور وقالوا لنا أن التبرعات خلصت وخرجونا بطريقة فيها شيء من الريبة حتى أن الطبيب "هشام شوقي" الذي أجرى العملية لـ"أحمد" قام بنفسه بتوفير سيارة لنا لتوصيله إلى أبو الريش، والمعروف أن العناية في مستشفى الأطفال بالواسطة وزار الطفل في المستشفى مرة واحدة في يوم 11 أبريل 2009، فكان حرصه على إنهاء خروج أحمد بسرعة وتوفير عربية لتوصيله إلى أبو الريش وتوفير سرير في الرعاية وهو شيء صعب للغاية - مؤشرات كافية لنتأكد أن هناك غلطة تسبب فيها الدكتور هشام تتحملها إدارة المستشفى يحاولون التهرب منها وإلقائها على مكان آخر".

تقول والدة الطفل أحمد: حالة ابني لم تكن مثلما هي عليه اليوم والسبب هو إدارة مستشفى دار الفؤاد والتي دمرت ابني لدرجة أنه أصبح الآن في عداد المفقودين، ونحن نريد أن نعالجه من هذا الموت الذي تسبب فيه الدكتور "هشام شوقي" وفيما وصلت إليه حالة ابني رغم أنه أجرى له عملية وصلة شريانية في مستشفى أبو الريش الطلبة.

خرج الطفل أحمد مرة أخرى من مستشفى أبو الريش المنيرة يوم 9 مايو 2009 إلى مستشفى أبوالريش الياباني الدور الخامس وحدة العلاج بأجر وظل بها حتى 23 يونيه 2009، وكان والده يشترى العلاج من الخارج –على حد ماقاله لنا- ولأن مستشفى أبو الريش أيضًا تعاني حالة من الإهمال وعدم متابعة المسئولين لها بجدية، فقد قال القائمون على علاج الطفل لوالديه أنه "ملهوش علاج.. مش ها ينفع فيه العلاج.. حالة ميئوس منها"، هذه هي العبارات التي ذكرها والده على لسان أطباء العلاج بأجر المقيمون..!
ولأن والد الطفل يعلم أن لكل مكان كبير يديره ويتحكم فيه ويقوم اعوجاجه ويصوب أخطائه ويعاقب المخطئين ويرد حق المظلومين، فقد لجأ إلى الدكتورة "ماجدة بدوي" مديرة المستشفى، وشرح لها ما قاله أطباء الدور الخامس.. ولأن الدكتورة لا تعلم ما يحدث في الأدوار العليا من هذا المبنى المليء بالأسرار فقد ردت عليه بالقول: "مش مشكلتي.. أنتم جبتم الطفل بمزاجكم"، ولما طلب الوالد منها أطباء مخ وأعصاب لمتابعة حالة ابنه قالت له الدكتورة الفاضلة صاحبة القَسَم (بفتح القاف والسين) العالي: "شوف الدكتور اللي جاي تبعه"..!

يلخص الوالد قضية ابنه الفاقد للوعي الذي يخضع لكل عوامل رد الفعل فقط دون الفعل والمبادرة، فهولا يقوم ولا يقعد.. لا يمشي ولا يقف ولا يحرك يداه أو رجلاه رغم أنه لم يكن كذلك قبل دخول دار الفؤاد في أن السبب هو إهمال دار الفؤاد، مشيرًا إلى أنه حرر محضر يوم 23 مايو الماضي إداري أكتوبر برقم 2085 لدرجة أن النيابة أرسلت استدعاء للمستشفى اتهم فيه الدكتور المعالج لابنه وإدارة المستشفى، واتهمهم بالمسئولية عما جرى لابنه، ولم يحضر أحد حتى أن النيابة قالت أنها ستقوم بضبطهم وإحضارهم.

الطبيب مش موجود
مستشفى دار الفؤاداتصلنا بالدكتور "هشام شوقي" الطبيب المعالج للطفل أحمد منذ البداية والذي اتهمه والده بأنه السبب في الحالة التي وصل إليها أحمد، فرد علينا سكرتيره..
قلنا له إننا نريد الحديث مع الدكتور هشام.
قال: عايزين تحجزوا؟
قلنا: صحافة.
فرد السكرتير: الدكتور مش موجود دلوقتي وممكن تتصلوا بيه بعدين.
بعد كام ساعة؟
بعد ساعتين
اتصلنا مرة اخرى وتركنا الموضوع مع السكرتير وأرقام التليفونات الخاصة بنا إلا أن الدكتور هشام لم يرد حتى الآن ولن يرد لأنه لم يذهب للنيابة أيضًا حتى الآن.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق