CET 00:00:00 - 17/07/2009

مساحة رأي

بقلم : جرجس بشرى
بعد أن تجاهل التليفزيون الرسمي للدولة هموم ومُشكلات الأقباط (المسيحيون المصريون) الذين يموّلون هذا الجهاز من ضرائبهم، بات من الضروري الآن بل ومن الواجب أن تكون هناك قناة فضائية مُتخصِصة (نعم مُتخصِصة) تـُناقش هموم ومُعاناة الأقباط والأقليات الدينية الأخرى في مصر، وتنقـُل (بالصوت والصورة) ما تتعرض له هذه الأقليات في وطنها من كافة صنوف القهر والحرمان الذي يتفنن النظام الحاكم كل يوم في صياغتها لهم بلا حياء.
وهذه القناة الجديدة يجب ألا تعرض ولا تتعرض للأمور الدينية العقائدية بالمرة، بل تعرض وتنقل (كما ذكرت) الانتهاكات التي يتعرض لها الأقباط وغيرهم من الأقليات لدوافع دينية بحتة كما هو حادث الآن.
ولا يظن أحدًا أنني أول مَن أطالب بتأسيس قناة فضائية تناقش قضايا وهموم الأقباط، فهناك الكثيرين من النُشطاء المهمومين بالقضية القبطية والمؤمنين بشرعيتها نادوا بها قبلي، وبالتالي فهي ليست بالفكرة الجديدة.

وبلا شكك تأتي أهمية وجود هذه القناة الفضائية القبطية على خلفية إقصاء وتهميش واستبعاد المسيحيين المصريين وغض البصر عن الانتهاكات التي يُمارسها النظام الحاكم ضدهم سواء بالتحريض أو التواطؤ مع المتطرفين الإسلاميين أو الصمت الرهيب على هذه الانتهاكات.
ومن هنا تبرز أهمية القناة من خلال قيامها بإحياء القضية القبطية وجعلها قضية حية، بنقل الاعتداءات والانتهاكات التي تُمارَس ضد الأقباط صوتًا وصورة، على مرأى ومسمع من العالم كله وبدون تهويل أو تهوين، وبالتالي توثيق هذه الانتهاكات سعيًا لمُلاحقة الجُناة محليًا ودوليًا.
ومن المؤكد أن المواقع القبطية التي وضعت على كاهلها تـَبـَنِي القضية القبطية وعلى رأسها بل وفي مُقدمتها موقع "الأقباط مُتحدون" قد لعبت دورًا لا يُستهان به في تعريف العالم بمُعاناة المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى بكشف فضائح الحكومة المصرية ومُمارساتها العـُنصرية ضد الأقباط.

ولعل المهندس عدلي أبادير الراعي الأول للقضية القبطية عمليًا، ولعل المؤتمر الدولي الأول الذي عقده زعيم أقباط المهجر عدلي أبادير في زيورخ بسويسرا في ديسمبر 2004 خير دليل على ذلك.
وقد خرج هذا المؤتمر بمجموعة من التوصيات المهمة والتي من أهمها ضمان تمثيل برلماني عادل للأقباط، وكذلك ضرورة تمثيلهم بنسبة عادلة في المناصب الحكومية بالدولة، وضرورة فصل الدين عن السياسة، والتخلص من الخط الهمايوني باعتباره غير دستوري لإقرار المساواة التامة بين المسلمين والمسيحيين في بناء وصيانة دور العبادة،ليبقي احتياجنا لقناة قبطية سؤال المرحلة القادمة الذي يحتاج للإجابة بتحرك فعلي على أرض الواقع. 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق