CET 00:00:00 - 06/08/2010

مساحة رأي

بقلم : نسيم عبيد عوض
إنى أتعجب من إختيار القيادة السياسية وتعيين محافظين لبلادنا بدون حتى التفكير فى دراسة خلفية المعين كمحافظ , من حيث تعليمة و ثقافتة  بجانب حسن قيادته وخبرتة فى الحياة العملية ,وتاريخه فى حلول المشاكل ودراسته وإلمامه بكل مايحيط المجتمع من مشاكل فى كل جوانبها, ولكن للأسف الشديد عودتنا قيادة بلدنا منذ عقود طويلة على إختيار لواءات الشرطة وتعيينهم محافظين بدل خروجهم على المعاش , أو من قيادات عسكرية تكريما لهم أو مجاملة لأحدهم , وهذا كله نحن على بينه منه منذ أمد طويل ولن يتغير إلا مع موجة التغيير الشاملة التى يترقبها مجتمع مصر فى السنتين القادمتين , فالتغيير لابد ويشمل كل المعوقات التى تقف بالمرصاد للتقدم والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فى بلدى مصر .

وانى أتعجب لإختيار هذا الدكتور أحمد ضياء الدين ليكون محافظا لعروس الوجه القبلى محافظة المنيا , هذا البلد الجميل والعريق فى حضارته , بلد انعم الله علية بالوفرة والخير حتى انه يمتد بطول 135 كم على نهر النيل واهب الخير لأرض وتربة مصر , واننى اعتقد ان سيادة المحافظ -  وهو أصلا لواء شرطة من الجالسين على مكتب فخم يدير إدارة أو أخرى من خلف كرسى رئاسته لها, أوامر يطلقها فتنفذ فى الحال حسب القواعد العسكرية التى أساسها الطاعة العمياء والمخالف عقوبته السجن – لا يعلم أى شئ عن هذا البلد الكبير , حتى انه منذ ان وطئت قدماه أرض البلد منذ 4 سنوات وأحجب البسمة عن هذه العروس التى كانت فخر لشعبها ولكل جيرانها  , فهو مثلا لا يعرف عن البلد التى يحكمها :
1
- كان إله الحكمة والمعرفة ( تحوت)  هو المعبود والرمز فى العصر الفرعونى للمنيا , وبنيت فيها كنيسة السيدة العذراء فى العصر القبطى فى نفس وقت بناء كنيسة القيامة فى القدس , ومنذ دخوله أرضها كمحافظ أفقدها الحكمة والمعرفة وأوقع الشقاق بين طوائف الشعب , ووضع الكنيسة فى خططه العدوائية و بدلا من جمع الأشقاء حول طبق محبة واحد وهو مااشتهر به شعب المنيا طوال تاريخة , يعيش المسلمين والمسيحيين فى بيت واحد وحارة وشارع واحد , يقتسمون صور الحياة بكل سلام ووفاق عجيب , ليجئ سيادتة وبأحكامه البوليسية ليقلب البلد ويشعل فيها نار الفتنة والكراهية بين أفراد الشعب الواحد , وأصبح ملف العقاب الجماعى وإضطهاد المواطنين الأقباط بحجم كبير يصعب حله , وحسب أوامر سيادته البوليسية رفعت السلطات الإدارية والأمنية السيف على رقاب العباد الأقباط , سواء فى الترخيص لبناء الكنائس أو حتى بناء مساكن خاصة بهم وأقرب مثل على ذلك مايحدث من مرار وعذاب فى مطرانية مغاغة والعدوة , وأعتقد ان مصر كلها تتابع غباء هذا الرجل فى حل هذه المشاكل.
 
2- وصل الأمر  بعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونائب دائرة مغاغة ان يطلب النجدة من رئيس الوزراء
ووقف سيادة المحافظ من تشريد 3 الاف أسرة أمر جنابه بانتزاع أرض جزيرة شارونة والتى تبلغ مساحتها 400 فدان , وتسود حالة من السخط الشديد وسط هذه الأسر التى لا يهم المحافظ نتشريد أفرادها فى الشوارع بدلا من ان يتكفل بحل مشاكلهم, ومازال الوضع ملتهبا والأهالى فى تصعيد وإحتجاج على قرار المحافظ  الغير حكيم .
 
3- لا يعرف سيادة المحافظ ان أسم المنيا تطور من الكلمة الهريغلوفية ( منعت) والمذكور فى نقوش مقابر بنى حسن , ومن الإسم القبطى ( مونى) ومعناها( المنزل) ومنه جاء الاسم الحالى ( المنيا) وأيضا (منية ابن الخصيب) نسبة للخصيب بن عبد العزيز الذى كان واليا عليها, وأيضا ( منية الفولى ) نسبة للعالم الإسلامى الشهير بأحمد الفولى تيمنا بإقامته بها, وما أقصده ان مرجعية اسم البلد يعطى للعقل مرجعية حضارية ضمت كل الحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية , ولا أعتقد ان ذلك له معنى فى ذهن سيادته حتى يراعى حسن المعاملة لشعب هذا البلد العريق. وحسنا كتبت الكتيبة الطبية تقول ان تصرفات المحافظ لا يفسر إلا لثلاثة أمور:
أولا: انه رجل متعصب يكره المسيحييون ويعتبرهم غير مواطنين .
ثانيا: انه غير مدرك لتصرفاته  بأنها تحرض المسلمين على أخوتهم المسيحيين.
ثالثا: انه مازال متمسكا أو متقمصا بالرداء البوليسى .

وهكذا خلط سيادة المحافظ بين مسؤليته السياسية والتنفيذية طبقا للدستور والمسئولية الأمنية التى يحكمها تبعيته لوزارة الداخلية , وفى رأييى أن  الرجل إمكانياته محدودة فى الحكمة والقيادة والإدارة حتى انه لا يستطيع تحكيم العقل بل ينطوى تحت أوامر أمن الدولة وما هو إلا منفذ للأوامر.

4- لا يعرف سيادة المحافظ ان المنيا من المحافظات الزراعية بالدرجة الأولى فى مصر حيث تقدر المساحة للأرض الزراعية بنحو 450 ألف فدان , ومن قراراته يعرف شخصيته, قرر إزالة 400 مزرعة بغرب منطقة الفشن وسمالوط , وتدمير الزراعات وإتلافها وردم الآبار ووضع اليد على الأرض بحماية قوات الأمن المركزى , ومساحة هذه المزارع 51 ألف فدان , وكذلك قراره بإنشاء طريق بعرض 25 مترا وبطول 1700 متر من مدينة مطاى إنتهاء بمعدية الشيخ حسن , وبذلك يهدر 150 فدان من أجود الأراضى الزراعية وسوف يضر بحياة 100 أسرة , علما بان قيمة القيراط الواحد فى هذه الأرض وصل سعره 175 ألف جنيه لجودة وخصوبة الأرض,  حتى وصل الأمر حسب مانشرته (اليوم السابع) باصدار النائب العام قرارا عاجلا بإيقاف قرارات المحافظ , حتى ان وزير التنمية المحلية محمد عبد السلام محجوب عقد إجتماعا عاجلا  لبحث هذه القرارات السريعة التى يصدرها المحافظ بدون دراسة ونتائجها الإيجابية والسلبية على حياة مواطنى المنيا.

5- لا علم لسيادته بان المنيا من البلاد الغنية فى الآثار الفرعونية والقبطية والرومانية واليونانية والإسلامية مثل معبد الملكة حتشبسوت , تل العمارنة, مسجد المئذنة المائلة, دير السيدة العذراء بجبل الطير , وكذلك من المناطق الأثرية الغنية : - اثار يونانية بمنطقة تونة الجبل , - آثار يونانية وإسلامية , مسيحية فى طهنا الجبل . – فرعونية( تل العمارنة) , - فى البهنسا آثار 4 حضارات , وكذلك جبل الطير , مقابر فريزر , وآثار فرعونية بأسطبل عنتر , وآثار بنى حسن , وهل يعرف سيادته ان هذا البلد أنجب صفوة العلماء والمفكرين فى تاريخ مصر المعاصر , أمثال الدكتور طه حسين , الشيخ المفكر على عبد الرازق, الأديب يعقوب الشارونى, الكاتب والمفكر الدكتور لويس عوض, الكاتبة نعمات فؤاد, السيدة هدى شعراوى, وغيرهم كثيرين من عباقرة مصر وفخر لبلدهم المنيا, وهاهو المحافظ يعتدى على دير أبو فانا الشهير وكلنا نعرف المأساة التى أحدثها الرجل بفكرة البوليسى بالهجوم بالرصاص والسلاح وخطف رهبان أبو فانا,  وكذلك  أحداث قرية أبو حنس ومنطقة كوم مارية الأثرية بها, وعصابات الجماعات الإسلامية تستولى على أراضى الأقباط ولا معين لهم , إعتداء مشين من محامون من الأخوان المسلمين على محامية قبطية أمام دار العدالة بابو قرقاص وتركوها غارقة فى دمائها , وغيرة من الأحداث المؤسفة التى تتنامى فيها أجواء الفتنة الطائفية والرجل لا يفعل شيئا بل يغذيها بروح التعصب والكراهية.

ورغم كل أفعال الرجل المشينة والعارية من أى حكمة عقلية أو خلفية قيادية كيف تترك القيادة السياسية مثل هذا الرجل يحكم هذا الشعب العريق بالسلاسل والكرابيج ويضع شعب البلد فى سجن كبير , يثير الفتن بين الشعب المسلم والمسيحى ,بين الكنيسة وأساقفتها , ولكن هناك صحوة شعبية سيقوم بها الشعب مالم تتصرف القيادة بأسرع مايمكن قبل إنفجار المخزون فى صدور الناس من الظلم والعبودية .

وردت لنا أخبار تنم عن أمل فى صحوة شعبية ضد هذا الرجل والعمل على شحنة وأعادتة الى بلدة يعيش فيها بعيدا عن الحكم والمسئولية , أول خبر : إعتراض 200 سيدة من قرية ميانة بمركز مغاغة فى المنيا لموكب المحافظ خلال جولته بالمدينة , ,اوقفت السيدات موكب المحافظ وطالبتة بالخبز , الشعب بدون خبز وطالبوا بحقهم فى الخبز , أليس هذا بداية ثورة الجياع؟ فلنحى جميعا سيدات مغاغة ونطالبهم بالمزيد , وحتى يتعلم باقى الشعب من الرجال كيف يقفون لهذا الغازى ويطردونه من المحافظة الى غير رجعة.
الخبر الآخر وهو ماحدث الأسبوع الماضى  من خروج جموع المسلمين وعلى راسهم شيوخ من الأزهر باحتجاج على معاملة المحافظ لأخوانهم الأقباط والمطالبة باحقاق الحق والعدالة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين , ان الأقباط لهم الحق فى بناء الكنائس مثلهم تماما . تحية لأبناء مصر الشجعان الذين فى تاريخهم المجيد إنتفاضة شعبى دير مواس وملوى حيث إنتظروا قطار قادم من الجنوب يحمل مفتش السجون الإنجليزى وأحرقوا القطار بمن فيه , حتى أصبح اليوم عيدا قوميا للمنيا .
 ولا عجب أن يخرج الشعب بأكملة ليخرج المحافظ ويرسله لسادته فى أول قطار للقاهرة . أعيدوا البسمة لعروس الصعيد ياأهل الصعيد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق