CET 00:00:00 - 04/03/2009

مساحة رأي

إعمار غزة لن يتأتى بإعمار الشوارع والبنايات ولن يتأتى بإعمار ما تلفته الحرب الأخيرة على متطرفي حماس.
خبر اليوم "مؤتمر إعمار غزة بشرم الشيخ يبدأ اليوم بحضور‏87‏ دولة ومنظمة"
من رأينا المتواضع أن الإعمار الحقيقي لحل مشكلة فلسطين هو إعمار قلب الإنسان الفلسطيني بالإطمئنان على ممتلكاته وعمله وعلى حريته ومستقبل الوطن الحائر، وكل هذه مجتمعة ستنزع فتيل التطرف الديني من قلوب الفلسطينيين والذي ساهمت فيه إسرائيل بطريق مباشر باستعراض عضلاتها الحربية وعن طريق غير مباشر عندما أوجدت حماس وعن جدارة في زراعاتها للتطرف الديني في قلوب الفلسطينيين وكل العرب والمسلمين في العالم،إسرائيل هي أكبر عدو لإسرائيل.

الإعمار الوهمي، المجتمعة من أجله كل هذه الدول لن يلبث أن يتهاوى أمام فقدان الفلسطينيين لكرامتهم بسبب رعونة قادة التطرف من حماس المدعومين بإيران وسوريا وبسبب تعنت إسرائيل في معالجة القضية الفلسطينية والمراوغة في حلها سلمياً وتفضيل المعالجة العسكرية لأنها الأسهل لإستدرار خوف الولايات المتحدة الأمريكية على منابع البترول في الشرق الأوسط، وبهذا تستنزف العالم الغربي مادياً دعماً لأمن إسرائيل ولكن هذا هو الطريق الأصعب والأكثر خطورة على العالم كله.

إعمار غزة بدون خطة متكاملة لحل قضية الوطن الفلسطيني حل جذري يضمنها العالم كله بما فيها الدول العربية والإسلامية سيكون مضيعة للوقت بل حتماً سينتج عنه مصيبة عالمية أكبر بكثير مما يتخيل قادة العالم السياسيين، مصيبة أكبر من الخيال غير متوقعة كالكارثة الإقتصادية التي يمر بها العالم اليوم.

خريطة فلسطين الحالية في الضفة وغزة كحدود الدولة الفلسطينية المزعومة لا ينبئ عن سلام ولن يعطي الشعب الفلسطيني المطحون الشعور الواقعي والحقيقي بأن مشكلته ستحل حل يجعله شعب يعيش حياة طبيعية كريمة معترفاً به وبحقه في الحياة.

الصراعات العربية الفارسية متمثلة في الصراع السعودي الإيراني على زعامة العالم الإسلامي هي أكبر مانع لحل القضية الفلسطينية، وبعد أن خربت السعودية النسيج الإجتماعي في مصر ودمرتها من الداخل بنشر الوهابية إرتاحت ولكنها لم تَهنأ بتربعها على عرش المنطقة حتى ظهر لها ثعبان إيران.
الآن فقط عرفت السعودية أن وقوع مصر في براثن المتطرفين مدعيين التدين من الخونة والتي دعمتهم في الماضي ضد مصر، الآن أولوا ظهورهم لها عندما تيقنوا أن قصر آل سعود لم يعد يدعمهم لفداحة الخطأ.
ماذا كانت تنتظر السعودية من خائني الوطن أن يظهروا ولائهم لها وهم خائنين. بالطبع فتحوا جيبوبهم وأياديهم لإيران لأن الخائن خائن ولا يأتمن له جانب، من يكون مصرياً ويخون مصر لا يمكن أن يكون له ولاء لأي شيء بعدما خان مصر أم الدنيا.

نصيحة للنظام، المصريون المخلصون لمصر أولاً وأخيراً هم أمل مصر لاستعادة نضارتها ومكانتها المتحضرة في وسط المنطقة، وللسعودية النصيحة تقول أن مصر الليبرالية القوية هي دعامة الإستقرار في المنطقة والإستقرار لإستمرار الأسرة المالكة في حكم شبة الجزيرة العربية.

اليوم لكي يتحقق إعمار غزة ويحل السلام في الشرق الأوسط على السعودية وكل دول الخليج العربي أن يفطنوا للحقيقة المؤكدة أن مصر هي ركيزة المنطقة كلها إن سقطت في يد الخونة المتأسلمين ستسقط عروشهم بالتبعية في لمح البصر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق