بقلم: ميرفت عياد
 فى البداية احب ان اقدم عزائى فى جميع من سقطوا صرعى فى منطقة العباسية ايا كانت ارائهم وافكارهم وسواء كنت اتفق معها او اختلف ولكنى على يقين ان هذه الدماء لها حرمتها ولا يجب ان تهدر على ارصفة الشوارع بهذا الشكل الدامى والموجع .
ولكن لا اخفيك سرا عزيزى القارئ فى وسط هذا الزخم من الاحداث المؤلمة والاخبار الملتلاحقة احسست اننى قاربت على الانفجار فقررت ان ادع كل هذا جانبا بعض الوقت وان افتح التلفاز فاذا بى اجد مسرحية للفنان الكوميدى الجميل " احمد بدير " وهى مسرحية " مرسى عايز كرسى " وكم احسست برهافة الحس التى لدى المبدع المصرى الذى جعله يتنبأ بالعديد من احداث المستقبل .
 
والحقيقة ان العرض استوقفنى كثيرا وهو يقدم بصورة راقية فكرة الولع بالمناصب والكراسى والحلم بالحصول عليها والاستئثار بها ، فالكرسى لعنة تصيب من يجلس عليه كثيرا بداء الفساد والاستبداد والدكتاتورية والانانية والظلم وغيرها من اوبئة عانى منها المصريين على مدار عقود طويلة .
واتعجب من ان البعض يتشدق بالكلمات الطيبة والخطب الرنانة التى تكشف عن رغبته فى خدمة الشعب والنهوض بالبلاد .. وهو يظن ان تلك الكلمات السحرية يمكن  ان يسيطر بها على العقول .. ويخفى بها لهثه لاعتلاء الكرسى .. ولكن الحقيقة ان من يرغب في تحقيق مصالح هذا الشعب وليس مصالحه الشخصية يستطيع ان يعمل الكثير دون ان يعتلى اى كرسى بل وهو يسير وسط البسطاء والمطحونين من ابناء هذا الشعب.
 
من يريد ان يحقق الخير لوطنه وشعبه لا يحتاج ان يشن حربا يهدد فيها باراقة دماء ابناء وطنه الابرياء لتحقيق مجرد رغبة جامحة فى اعتلاء كرسى الحكم، من يريد ان يحكم  بلد بعظمة مصر يجب ان يكون صادقا شريفا له تاريخ مشرف من المواقف الوطنية ولا تشوب صفحته اى شائبه لان من سيستبعده عن السباق الرئاسى الشعب القادر على التمييز بين الصالح والطالح كما يقولون 
وفى النهاية اطالب الجميع ان يراعوا الله فى مصر تلك البلد التى باركها الله جل جلاله وذكرت فى الكتب المقدسة وان لا يدعوا يد الاعداء تنال منها او ان يفسحوا لتتار ومغول هذا الزمن ان يمزقوها باسنانهم الوحشية .