* الفنان "آدم حنين":
- الثورة حرَّرت يد "مصر" تجاه السماء بعد أن كانت مكبَّلة بمعصم الاستبداد والخوف.
- الحراك السياسي والاجتماعي وحرية التعبير عن الرأي والديمقراطية سيضاعف من الإبداع.
- هناك علاقة وثيقة بين الفن والدين.
- أقوم بنحت تمثال على شكل القبضة المصرية القوية التي استطاعت إسقاط نظام الحكم الفاسد.
- النظام السابق لم يهتم بالفنون للتعتيم على وعي المواطن المصري.

أجرت الحوار: ميرفت عياد
فن النحت هو فن تجسيدي يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد، وهو من الفنون القديمة قدم الإنسان، حيث يمكننا أن نجد نماذج النحت في الحضارات القديمة باختلاف أشكالها، ويعتبر من أكثر الفنون انتشارًا وتعبيرًا عن الجو المحيط مع اختلاف الغرض من استخدامه.

وعن فن النحت و"سمبوزيوم أسوان الدولي" ومستقبل الفنون في ظل تنامي التصريحات المتشددة وإبداعات الثورة والعديد من القضايا الأخرى، كان لـ"الأقباط متحدون" هذا الحوار مع الفنان "آدم حنين" الذي أسس سمبوزيوم النحت الدولي في "أسوان" وأشرف عليه منذ بدايته عام 1996 وحتى الآن.

* في البداية، كيف ترى ثورة 25 يناير؟
الثورة لم تكن حدثًا ظهر فجأة يوم 25 يناير، بل هي نتيجة الحراك الفكري الذي تمثَّل في الكتابات والأفكار والأطروحات الكثيرة التي شكَّلت وعي المصريين وعمقت احساسهم بأهمية الثورة التي ظلت لفترة تحت القاع حتى اختمرت وخرجت إلى السطح.. الثورة حرَّرت يد "مصر" تجاه السماء بعد أن كانت مكبلة بمعصم الاستبداد والخوف، وحالة الحراك السياسي والاجتماعي وحرية التعبير عن الرأي والديمقراطية ستضاعف من الإبداع.

* هل تخشى على مستقبل الفنون بشكل عام وفن النحت بشكل خاص من التصريحات المتشددة وصعود التيار الإسلامي؟
في الحقيقة أنا غير مصدِّق أن هناك قوة يمكن أن تنزع من "مصر" حرية إبداعها أو تضع قيود على فنونها المتنوعة، خاصةً أن هناك علاقة وثيقة بين الفن والدين، من خلال الفنان المتأمل للطبيعة، وهذا يعد نوعًا من التصوف والتعبد إلى الإله بالمعنى الواسع والعميق.

* هل قمت بأي عمل فني يجسد معاني الثورة المصرية؟
في هذا الشأن هناك اتجاهين لدى الفنانين، أحدهما الانفعال السريع مع الحدث وإخراج أعمال فنية تجسده، والثاني التفاعل البطئ مع الحدث حتى يتم تشكيله في وجدان الفنان الذي ينطلق بعد هذا في أعماله الفنية، وأنا من النوع الثاني، ولهذا أقوم هذا العام في سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت بعمل تمثال من الجرانيت على شكل قبضة يد قوية تتضح بها ملامح العنف والقوة والإصرار، تلك القبضة المصرية القوية التي استطاعت إسقاط نظام الحكم الفاسد.

* باختصار، ما هو "سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت"؟
فن النحت فن عظيم ظل لسنوات محبوس داخل جدران المتاحف والمعابد إلى أن تم تأسيس سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت عام 1995 لإعادة إحياء هذا الفن الرفيع الذي تميَّز به المصري القديم، فهو يعد صورة نادرة للحلم الجماعي الذي تشارك فيه دول متعددة لخلق عالم جديد ينبض بالخير والحياة.

* باعتبار هذا السمبوزيوم حدثًا ثقافيًا هامًا، لماذا يجهله رجل الشارع العادي؟
يرجع هذا إلى وجود فجوة كبيرة بين التعليم والثقافة بوجه عام وليس الثقافة الخاصة بفن النحت فقط، فكان هناك عدم اهتمام من قبل النظام السابق بالفنون بجميع صورها، لعمل نوع من التعتيم على وعي المواطن المصري.

* هل أُقيم متحف مفتوح للأعمال النحتية بـ"أسوان"؟
السمبوزيوم به مجموعة من الأعمال الرائعة، أكثر من 200 تمثال من الجرانيت بأحجام كبيرة جدًا، تصلح من حيث الكم والكيف أن تكون متحفًا عظيمًا، لهذا قام المعماري والفنان التشكيلي "أكرم المجدوب" بإنشاء متحف لهذه الأعمال الفنية الرائعة، ويقع المتحف على هضبة عالية في طريق الشلال مطلة على البحيرة القديمة المحصورة بين خزان أسوان والسد العالي، حيث تم استغلال طبيعة الأرض المنحدرة في مدخل المتحف لعمل معرض يضم قطع صغيرة من المنحوتات الجرانيتية.

* وما هي الفلسفة التي خرجت بها من تعاملك مع الحجر؟
إن فن النحت ملئ بالأسرار، تعيش من خلاله الحياة بعيدًا عن الصراعات، تشعر معه بأن أشياء كثيرة تتشكل بداخلك وأنت تتعامل مع الخامة خالقًا، بينها وبينك نوع من الحوار الملئ بالاحساس والدهشة.

* وماذا عن رحلتك إلى الغرب التي استمرت لعقود طويلة؟
كانت هذه الرحلة مفيدة للغاية، حيث أقمت معارض وزرت متاحف، وحققت بعضًا من الشهرة، إلا أن هذه الرحلة الطويلة رسَّخت أقدام فني النابع من بيئتي وتراثي الحضاري العريق.