نعيم يوسف

لا شك أن ما حدث خلال اليومين الماضيين، في احتفالات عيدي الشرطة وثورة الخامس والعشرين من يناير، من تربص وترقب بين الشرطة وبعض من أرادو الاحتفال بالذكرى الخامسة للثورة ينذر بدخول مصر في أزمة جديدة شبيهه بالتي كانت قبل 25 يناير عام 2011.
 
الأجواء برمتها تشير إلى عداء مستتر بين الطرفين، فالطرف الأول يرى الاستعدادات الأمنية المكثفة قمعا له ولإرادته، ولحرية تعبيره عن رأيه، أما الطرف الثاني -وهو الشرطة- يرى خروج أي مظاهرات هو إعادة لاستنساخ يوم 28 يناير، حينما كسرت شوكته وانسحب أمام المتظاهرين الذين يراهم "خربوا البلد"-من وجهة نظره-.
 
أصبحنا نعيش في مشهد حي من فيلم "البرئ" وتقمصنا جميعا دور المجند الذي أداه الرائع الفنان أحمد زكي، فكل منا يرى مصلحة البلد من ناحية واحدة فقط، ولا يريد -ولو بفرض احتمال واحد- أن تكون وجهة نظر الطرف الآخر بها شيئا من الصواب!!!
 
هناك حالة عداء واضحة بين مجموعات من المواطنين -لا يستهان بهم- وعدد كبير من رجال الشرطة، وتحتاج إلى مصالحة حقيقية بين الطرفين، وليس السعي للمصالحة مع الجماعة الإرهابية، فهذه أولى وأحق!!!
 
نحتاج لمخرج حقيقي من أزمة تزامن الاحتفال بين عيد ثورة يناير، وعيد الشرطة، قبل أن تتفاقم الأمور، وتفلت من ايدينا، واقترح تخصيص عيدا وطنيا مصريا لجميع شهداء مصر من كل الفئات، وأن نلغي كل تذكارات الأعياد الأخرى، وهذا ليس تقليلا من قيمة شهداء أي فئة، ولكن تكريسا لمصالحة وطنية بين فصيلين وطنيين -في معظمهما- من أبناء مصر.
 
ومن الأفضل أيضا أن يتم تنظيم زيارات أسرية -حقيقية وليست زائفة- بين أسر شهداء الشرطة، وشهداء الثورة، لكي يشعرا كل منهما بألم الآخر، ويقتنعا بالمصالحة، بدلا من حالة التربص والترقب والتخوين، التي تسود المشهد المصري الآن.