بقلم: مجدى نجيب وهبة
** ما كدت أن أبدأ مقالى إلا أننى فوجئت بخبر قام ببثه الرئيس الأمريكى "باراك حسين أوباما" عبر قناة الـ w.c الإخبارية وهو الإعلان عن إغتيال الزعيم الإرهابى "أسامة بن لادن" .. هذا الخبر تلقفه أكثر من مليار مواطن بسعادة بالغة ولكننى .. أتحدى أن يكون هذا الخبر له أساس من الصحة فهناك إحتمالان ..

 

 

الإحتمال الأول هو مصرع أسامة بن لادن منذ فترة طويلة ومن يقوم بمهامه هو الزعيم المصرى الدكتور أيمن الظواهرى ولم تعلن أمريكا وقتها عن مقتله لسببين .. السبب الأول أن يجعلوا شخصية أسامة بن لادن متواجدة ولو فى خيال الشعوب وهى الذريعة التى تعطى الضوء الأخضر للإدارة الأمريكية بالسطو على أى نظام وأى دولة بزعم البحث عن بن لادن .. أما السبب الثانى هو أن بعض الحكومات تستغيث بأمريكا وبعض الدول الغربية لحمايتهم من هجمات أعوان أسامة بن لادن فمن مصلحة أمريكا أن يظل هذا اللهو الخفى متواجد أمام أعين الشعوب حتى لو فى الخيال الفكرى .

الإحتمال الثانى هو أن أسامة بن لادن من مصلحته أن يصدق على ما نشرته الإدارة الأمريكية وما أعلنه أوباما عن مقتله وهو ما يعطى لـ "بن لادن" فرصة ذهبية لإعادة كوادر تنظيم القاعدة وإلتقاط الأنفاس .. كما أن الإعلان عن وفاة بن لادن هو محاولة رخيصة من الرئيس الأمريكى لمحاولة تحسين صورته أمام العالم وأمام الشعب الأمريكى بعد أن هبطت شعبيته إلى الصفر فى محاولة لتحسين صورته وخصوصا بعد الهجوم الغشيم على العقيد معمر القذافى ومصرع إبنه "سيف العرب" البالغ من العمر 28 عاما ومعه أحفاد القذافى الثلاثة بجانب مئات من المدنيين الذين سقطوا برصاص وقنابل حلف الناتو ..

** وإتحدى أن يتعرف أبناء أسامة بن لادن على الصور التى ستحاول الإدارة الأمريكية بثها عبر قنواتها الإخبارية بعد طبخ الكذبة من أوباما بالإستعانة بالشحرورة "هيلارى كلينتون" .. وإذا كشفت بعض المصادر عن كذب الرئيس الأمريكى فليس لديه مانع من الإعتذار لوجود تشابه بين الذى قتل وبين بن لادن .. وفى النهاية نقول عيب يا أوباما ... لسة فيه ناس بتفكر وما أعلنته هو واسعة شوية ..

** نعود لعنوان المقال "إمارة شرم الشيخ السلفية" .. ففى الوقت الذى تدهورت فيه السياحة فى مصر إلى الحضيض .. وتحولت الشركات السياحية والفنادق فى أغلى منطقة للجذب السياحى فى العالم إلى أطلال وقصور مهجورة يهل علينا محافظ جنوب سيناء السيد عبد الفضيل شوشة بدعوة رعوية للشيخ السلفى "محمد الزغبى" لإلقاء خطبة الجمعة الموافق 29 إبريل 2011 بمسجد المصطفى الذى لا يبعد عن بضعة أمتار قليلة من مقر مستشفى شرم الشيخ الدولى الذى يعالج فيه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك والمعروف عن الشيخ "محمد الزغبى" بأفكاره وأراءه المتشددة ، وقد ركز "الزغبى" فى خطبته على الظلم والجبروت وقام بوصف مبارك بالطاغية وطالب من خلال خطبته بإعدامه .. وبالقطع إمتلئ المسجد بحشود المصلين يتقدمهم السيد محافظ جنوب سيناء والحاكم العسكرى اللواء عماد عادل ورئيس مدينة شرم الشيخ "جمال أبو الهدى" فى حضور كبار رجال الأعمال ورؤساء العائلات بسيناء .. وبعد الخطبة تجول الزغبى فى سوق شرم التجارى القديم وصافح المارة ثم تناول الغذاء مع رئيس المدينة ليعود إلى القاهرة فى نفس اليوم مشيرا إلى إستقبال العامة له بالحفاوة والترحاب مؤكدا على تواجد التيار السلفى فى "شرم الشيخ" بقوة !!! ... والسؤال هنا بعد أن تقصلت الأفواج السياحية ووصلت إلى منحنى الـ "صفر" ما مغزى دعوة السيد محافظ جنوب سيناء للشيخ محمد الزغبى بعد الفوضى والإنفلات الأمنى الذى أحدثه السلفيين فى الشارع المصرى .. بالقطع نحن لا نعترض على ذهاب الشيخ محمد الزغبى ولا غيره فالوطن وطن الجميع سواء إتفقنا أم إختلفنا معه ولكن يبدو أن سيادة المحافظ يفكر فى عمل مليونية ووقفات إحتجاجية يمنتجع شرم السياحى حتى رحيل مبارك من مستشفى شرم الشيخ .. أم أن حالة الفوضى التى تحولنا إليها جعلت كل مسئول يتصرف وفق أجندته الخاصة وميوله الفكرية ، أم أن مغزى الرسالة هى تنشيط السياحة الوهابية بتحويل منتجع شرم الشيخ إلى إمارة سلفية لصالح الإخوة والأخوات المنقبات ؟!! .. أم أن السيد محافظ جنوب سيناء وجد أن وزير السياحة مسئول مسيحى ليس له المقدرة على محاسبته بل ويعمل على إحراجه وتقليص دوره .. هذه الإستفهامات نتوجه بها إلى السيد المشير رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والسيد رئيس الوزراء للتحقيق فى هذه الكارثة ..

** ومن جنوب سيناء إلى أحد الرؤساء الحقوقيين لمجالس حقوق الإنسان وقد صرح أن الجماعات السلفية لا تملك القدرة على إقتحام الكنائس وأنهم قلة قليلة جدا .. هذا التصريح ربما أطلقه الأخ المناضل لطمأنة نفسه أو لبعث الطمأنينة فى قلوب الأقباط ولكن فى الحقيقة هو فعل عكس ذلك تماما فربما دفع تصريحاته الجماعة السلفية بإستخدام العنف للرد على هذه التصريحات ولإثبات الوجود .. لقد إعتقد البعض من خلال بعض التصريحات العنترية المتضاربة أن الجماعة السلفية هى جماعة تهتم بالدعوة ولا تميل للعنف وتدعو إلى تعاليم الدين الإسلامى .. ولكننا نقول لكل هؤلاء أنتم واهمون ومخدوعين وتضللون أنفسكم وتضللون الأخرين معكم .. فهى جماعة دموية كما سيسرد لاحقا ..

** أما ما يثير الدهشة ونضع أمامه أكثر من علامة إستفهام هو تصريح السيد اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وما نشرته جريدة صوت الأمة بمانشيت كبير لخبر يقول "الجيش يتعهد بتحرير كاميليا شحاتة" ويقول الخبر أن اللواء حمدى بدين تعهد بمثول كاميليا شحاتة أمام النيابة العامة خلال ثلاثة أيام وإطلاق سراحها فى الشارع خلال 18 يوما .. أما ما يثير الإندهاش هذا الخبر الذى أعلنه قائد الشرطة العسكرية فى الوقت الذى ظل السلفيين يحاصرون الكنيسة وهم يرددون كالبغباوات شعارات طائفية وسباب للكنيسة والبابا مطالبين بعودة "أختهم كاميليا" وبدلا من القبض على هؤلاء الفوضويين وعودة الهدوء إلى الشارع المصرى منعا لإنفجار فتنة طائفية .. إلا أننا نفاجئ بتصريح إلتزام الجيش بتحرير الأسيرة كاميليا شحاتة وكأن كاميليا شحاتة فعلا أسيرة داخل الكنائس والأديرة كما يزعم دعاة الفوضى والتخريب والفتنة الطائفية الجماعة السلفية .. إنها بعض العناوين التى أثارتها جريدة صوت الفتنة والتى تعودت على إثارتها هذه الصحيفة .

** نعم لقد إندلعت كل مظاهر الفوضى والتسيب والبلطجة بعد أحداث 28 يناير الدموية وحتى الأن دون ردع أمنى ولكن دعونا من هذا الملف الأمنى لنكشف الملف السلفى الأكثر سخونة ..

** لم يكتفوا السلفيين بالمطالبة بالمدعوة القائدة السلفية كاميليا شحاتة بل طالبوا بفك الإخوات الأسيرات والبالغين 70 أسيرة تم إحتجازهم بالكنائس والأديرة .. بل أنهم تساءلوا كيف تركت الدولة الأقباط يبنون كل هذه الكنائس والأديرة .. وهل دفعوا ثمن هذه الأراضى أم تم الإستيلاء عليها .. نقل كل هذه التصريحات على لسان جماعة السلفيين عن طريق جريدة صوت الأمة ... نعم لقد إزدادت الوقاحة بصورة فجة وسافرة ولا يمكن السكوت عليها أو تجنبها ، فمن يكون هؤلاء السلفيين ومن سمح لهم بالتطاول على الكنائس والرموز المسيحية والتهديد للأديرة وكأننا فى دولة الصومال الإسلامية أو فى كهوف تورا بورا .. لا يمكن أن تكون هذه هى مصر .. نحن نشعر أننا فى كابوس أو حلم مزعج يعرض من خلال شاشات ممزقة داخل البرك والمستنقعات أو فيلم ساقط لمخرج فاشل .

** لا يمكن أن تكون هذه هى مصر التى صمدت ضد العدوان الثلاثى وإقتحمت خط بارليف الحصين فى خلال 3 ساعات ورفعت هاماتها عالية وإنطلقت إلى عالم الحرية والعدالة والمساواة .. إنطلقت الهتافات البذيئة ورفعت اللافتات للمطالبة بالأخت كاميليا شحاتة القائدة السلفية ولست أدرى ما هو سر الأخت كاميليا التى يبكيها السلفيين ويطالبون بتحريرها من الأسر .. ما هى الأخت كاميليا حتى تنطلق طبول الحرب على شرفها وتهدم الكنائس وتخطف الفتيات ..

** كتبت أكثر من مقال وكتب غيرى الكثير من المقالات للمطالبة بخروج المدعوة كاميليا للدفاع عن نفسها ومواجهة هؤلاء الغوغاء .. نعم نتفق معها على حريتها فى الخروج من عدمه ولكن بعد أن وصمت بالعار من قبل هؤلاء الجماعة الدموية فمن حقها ومن حق المجتمع المسيحى عليها أن تخرج لتعلن الحقيقة أمام العالم حتى تخرس هذه الحناجر المسمومة عن إطلاق نعيرهم المستفز !! .. نعم لقد صار هذا الملف هو سبق إعلامى للبعض فى مصر مع الصمت التام للسادة المسئولين ..

** لقد تحمل أقباط مصر ما لم يتحمله بشر من أجل سواد عيون كاميليا شحاتة وبسبب إصرار البعض على تضخيم هذه القضية التافهة وجعل منها مطلب للسلفيين .. كتبنا نطالب أكثر من مرة بخروجها عن الصمت الغريب والغير مبرر لإعلان الحقيقة .. إنها زوجة كاهن أو زوجة مواطن قبطى عادى فهذا ليس مربط الفرس ولكن هى الوحيدة التى تتحمل نتيجة تصرفاتها أو الكشف عن علاقتها بالمدعو أبو يحيى وهى الوحيدة التى لها حق مقاضاة هذا السلفى الذى نسج حولها القصص والأساطير والروايات المخرفة .. وهى الوحيدة هى وزوجها التى تملك إظهار الحقيقة والدفاع عن نفسها ونتساءل لماذا ظهر رد الكنيسة الأن وأنكرت صلتها بالمدعوة كاميليا شحاتة .. لماذا تركت الكنيسة الغوغاء ينطلقون بشعاراتهم حتى الزحف إلى الكاتدرائية .. لماذا لم تغسل الكنيسة أيديها من هذه القضية وتدع الطريق مفتوح أمام السيدة كاميليا شحاتة وهو تبليغ النيابة العامة ضد من يهددها .. وإذا كان موقف الكنيسة هو الصمت لماذا لم تظهر السيدة كاميليا شحاتة لتنفى عن نفسها هذه الإتهامات وتبرأ ساحتها من هذه الدعاوى الباطلة ، والسؤال هنا للسيدة كاميليا شحاتة هل تعانين من مرض العظمة وتملق البطولة .. لقد حدثت تفجيرات كنيسة القديسين وأعلنت بعض الجهات الإرهابية مسئوليتها عن هذه التفجيرات بسبب أسر كاميليا شحاتة .. بصراحة حاجة سخيفة جدا ليس لها أى مبرر .. نعود للملف السلفى وبعض جرائم السلفيين .. هل الجماعة السلفية هم الشيخ محمد حسان .. هل هم الشيخ محمد حسين يعقوب .. هل هم الشيخ الحوينى .. الإجابة هى الكشف عن خبايا التنظيم السرى لجماعة السلفيين .. بدأ إنطلاق الجماعات السلفية الجهادية بقطاع غزة فظهر "جيش الإسلام" ، و"فتح الإسلام" و"سيوف الحق" و"جيش الأمة" و"جلجة" و"التكفير" و"جيش الله" و"عرين الأسد للمجاهدين" و"قصف الرعد" و"الغريب" ..

** إن هذه الجماعات السلفية أغلبها يعسكر فى جنوب رفح فى الجانب الملتصق بالحدود المصرية وأشهر هذه الجماعات السلفية هى "جيش الإسلام" الذى يقوده الزعيم العشائرى "ممتاز دغمش" و"فتح الإسلام" بقيادة "سليمان أبو لافى" و"رفيق أبو عكر" .. وهناك جماعات أخرى مثل "جيش الله" و"التكفير" و"عرين الأسد" للمجاهدين المقاتلين و"قصف الرعد" .. وهذه الجماعات السلفية بينهم مصريين وأجانب ومهمتهم القيام بعمليات إنتحارية إستشهادية عنيفة لجذب الشباب لها والحصول على تمويلات من الخارج ... ومن جرائم بعض عناصر هذه الجماعة فى قطاع غزة الهجوم على مؤسسات مسيحية وغربية وإختطاف مراسل الـ "بى بى سى" ، "ألان جونستون" عام 2006 وتفجير مكتبة الشباب المسيحية ويصل تطرف هذه الجماعات إلى تفجير القبور والأضرحة لجماعة السنة بما فيها على إعتبار أنها غير شرعية .. وجيش الأمة بقيادة إسماعيل حامد ، ومعظم هذه الجماعات إنشقت عن جماعات إسلامية مثل حماس والجهاد .. وهى المنطقة المتأخمة للحدود مع مصر !! ..

** لم توجه هذه الجماعات السلفية طلقة واحدة للعدو الإسرائيلى خلال الإحتلال الإسرائيلي للقطاع .. لم يسمع أحد فى غزة عن الشيخ السلفى الجهادى "موسى عبد اللطيف" والذى خرج من كنف حماس ، لم يقوموا سوى بعملية واحدة وهى إختطاف الجندى الأسير "جلعاد شاليط" لذلك كان التعاون وثيقا بينهما مع حماس .. إلى أن بدأت إنشقاقات الزعامة بين حماس والشيخ السلفى والذى بدأ الأخير فى إنتقاده لحماس .. وإنتقاد حماس لتلك الإمارة الإسلامية التى أعلن عنها السلفيين فى "بيت المقدس" إنطلاقا من غزة .. وبالتالى كان منطقيا أن يعلن الشيخ موسى عبد اللطيف الحرب على حماس قبل الحرب على إسرائيل .. وفى المقابل وجدنا حماس تحاول إستعراض مدى دمويتها للرد على أى محاولة للتمرد عليها فقامت بنسف جامع "بن تميمة" وإغتيال الشيخ عبد اللطيف لكن الرسالة وصلت على أنها تعكس مدى خوف حماس وهو الذى دفعها للتقارب مع منظمة "فتح الشرعية" لمواجهة عدوها اللدود الجماعة السلفية .. وتساءل المحللين السياسيين ما مغزى التقارب المفاجئ على دائرة المفاوضات بين منظمة حماس ومنظمة فتح .. هل هو لمواجهة السلفيين أم لإستكمال الهلال الفارسى علما بأننا نعلم جميعا أن منظمة حماس لن تترك السلطة مادامت وصلت إليها فهذا الفكر هو نفسه الفكر الإخوانى الإسود .. لكن الرسالة التى وصلت من منظمة حماس هى تعكس مدى خوف حماس من الخطر السلفى ..

** أما أخطر هذه الجماعات السلفية فإسمها "سيوف الحق" وهناك أيضا جماعة "جلجة" التى تتبع تنظيم القاعدة وهو ما يعنى إنتشار وتوغل هذا الفكر السلفى الذى كان يقف عند حد حرق "كافيه إنترنت" أو محل فيديو أو كنيسة والمثير للدهشة أن البعض تساءل هل تغيرت حماس فجأة وبدأت تنظر للأمور بشكل صحيح .. إنها الرسالة التى ستكشف عنها الأيام المقبلة ..

** المشهد الأن فى مصر يدعو للدهشة والتساؤل .. فمصر الأن محاصرة من جميع قوى الإرهاب الظلامى .. ورغم ما نكتبه وما كتبناه والتى كشفت عنه التحقيقات المصرية لقصة هروب عناصر حماس وحزب الله من سجن المرج .. كتبنا منذ إقتحام السجون المصرية إبحثوا عن عناصر من حماس ومن حزب الله فى الوقت الذى بدأت تنتشر القصص الخايبة أن ضباط القسم وبعض الأمناء هم الذين أجبرونا على الهروب وحرق السجون .. لنؤكد دائما أننا أحسسنا بالخبر حتى قبل حدوثه هو فخر لمصداقية مقالاتنا .. وبهذه المناسبة التى إنطلقت الأقلام الإخوانية بفتح المعابر مع منظمة حماس وقطاع غزة على البحرى .. وهو الأمر الذى لو حدث ستشعل المنطقة الشرقية للحدود بالكامل وستقود مصر لحروب ومصادمات لا نهاية لها .. فعلينا الحذر .