د. رأفت فهيم جندي     
منذ عشر سنوات أجريت حديثا للأهرام الجديد مع قداسة البابا شنودة في مستشفى كليفلاند،

وفيه قال لي قداسته أنتم في المهجر تلومون الرئيس مبارك على كل شيء يحدث في مصر غير عارفين بالقوى الأخرى التي تصارع مبارك في قرارته، وضرب لي قداسته مثلا أن مبارك فور علمه بإصابة البابا شنودة بكسر في فخذه طلب من طائرة الرئاسة نقله للعلاج ولكن القوى الأخرى عارضته فتدخل أحد أراخنة الاقباط (قصد نجيب ساويرس) ورفع الحرج عن مبارك ونقل البابا في طائرته لأمريكا للعلاج.

قصدت ان أقول هذا في ذكرى نياحة قداسته والذي كان بالروح يجد عذرا لكل الأخطاء، فهل نحن نرتكب نفس الخطأ في لوم الرئيس السيسي في أي حدث يحدث للأقباط في مصر؟

بالتأكيد أن الرئيس مبارك لم يكن بلا لوم، كما ان الرئيس السيسي أيضا ليس بلا لوم، كذلك الحاكم الروماني بيلاطس البنطى الذي أسلم السيد المسيح للصلب ليس بلا لوم، لأن كل من هؤلاء لم يستخدم سلطانه الذى منحه له الرب الإله لمنع الظلم.

ولكن كما قال السيد المسيح لبيلاطس البنطى "خطيئة الذين أسلموني لك أكبر" ولم يبرئ السيد المسيح بيلاطس من خطيئة ضعفه ولكنه أشار لها انها اقل من خطيئة المتآمرين، وأيضا قداسة البابا شنودة لم يبرئ مبارك ولكنه أيضا أشار لخطيئة القوى الأخرى التي تصارع مبارك، ونحن كذلك عالمين بقوى السلفية التي تصارع السيسى في كل قرارته ولكننا لا نبرئه ولا نجد له العذر.

فهل عندما يذهب السيسي للقاء ترامب ربما هذا الشهر وربما الشهر القادم سيقول له أننى احارب الإرهاب ضد الدولة ولكنى اترك الأقباط نهبا لإرهاب
السلفيين؟
أن كان هناك بعض العذر للسيسي والحكومة في تهجير او نزوح اقباط العريش من منازلهم فما هو العذر لمنع الاقباط من الصلاة في بعض قرى المنيا وخلافه سوى إرضاء حفنة سلفيين في هذه القرى؟ وما هو أيضا العذر لترك هؤلاء السلفيين يسرحون ويفتون بترويع وقتل وذبح الاقباط؟ ويستجيب لهم بعض السذج والموتورين؟ 

قيادات الكنيسة بالروح تجد العذر للرئيس السيسي كما كانت تجده للرئيس مبارك ولكن هذا ليس تبرئة للرئيس السيسي ولا لمبارك، وكذلك لبيلاطس البنطى. ولم تمضي سوى بضع سنوات حتى أقيل بيلاطس البنطى ودفع ثمن ضعفه وخوفه على مركزه من وشايات رئيس الكهنة انه ليس محبا لقيصر وتم استبعاده ونفيه من مركزه الذي ضعف بسببه.

عزيزي الرئيس السيسي نحن نحبك ونخاف عليك من مصير مبارك وبيلاطس البنطى، فلا تضعف وتخف بل واجه السلفيين في مصر كما تواجه الإرهاب في سيناء، ولو كنت لا تخاف السلفيين بل تتركهم عمدا فخطيئتك أعظم وأكبر.