بقلم: عاطف نوار
منذ  أن لعن الله الملاك المتكبر و طرحه  من السماء شيطانا .. ذهب إلى جهنم  حيث أسس مملكة الشر .. غار إبليس من مملكة الخير التى تحيا فى نور الرب المسيح .. فعقد عزمه على الإطاحة بأولئك  المنيرين فى مملكة الخير  و محاربتهم و إن امكن لجذبهم إلى مملكة الظلمة التى يسود عليها .. و من هنا نشأ الصراع بين الخير و الشر .. أهل الخير يتمسكون بالخير و الحق و إبليس يقاومهم محاولا الحياد بهم عن طريق الخير و الحق .. و على مر العصور و الأزمنة كان الصراع مُحتدما .. و دائما كان منحنى النصرة  يرتفع لصالح الشر فى البداية و لكنه دائما كان ينتهى عاليا مُرجحا كفة الخير .. دائما كان الخير ينتصر فإله الخير و الحق لابد أن يكون منتصرا دائما ... تحولت مصر منذ السبيعنات إلى حلبة صراع بين الخير و الشر حيث  قاد الرئيس الراحل المؤمن محمد أنور السادات عام 1981 هجمة شرسة ضد قداسة البابا شنودة انتهت بكوميديا إلغاء قرار تعينه بطريركا و كأنه هو الذى عينه ..   و كان حادث المنصة إعلانا لإنتصار الحق و الخير و ظل البابا يرعى الكنيسة بطريركا مكرما بقوة الله.. و أعلنت إرادة  إله الخير و الحق نصرتها لأهل الخير و الحق .. و كما سمح الله للسادات أن يبدأ فترة رئاسته على منصة البرلمان سمح الله أيضا أن تنتهى على منصة العرض العسكرى و سمع الجمع صراخ جيهان السادات " قلت له ابعد عن شنودة "... و فى الأيام القليلة الماضية قاد حفنة من البشر حملة صبيانية على الفيسبوك بقيادة وكيل مركز ديدات .. تدعو إلى محاكمة البابا شنودة عربيا و إسلاميا .. كانت حيثيات المحاكمة مليئة بالتلفيق و السطحية كالعادة  .. بالبحث فيها ظهرت قوة و حكمة قداسة البابا المستمدة من السيد المسيح .. أكال هؤلاء الصبية التهم لقداسة البابا ..و كانت التهمة الأولى أنه لم يشلح القمص زكريا بطرس .. فعندما طولب قداسته بذلك جاء رده منطقيا مستنيرا رفضه أصحاب العقول المظلمة .. كان رد قداسة البابا .. أن القمص يتساءل عن امور مكتوبة فى كُتب السنة و القرآن  تحتاج إلى إجابات من علماء الإسلام فالفكرة تُقاوم بالفكرة و الحُجة تُدحض بالحُجة فعلى عُلماء الإسلام ان يردوا و يفسروا كل ما طرحه القمص زكريا و أما عن الشلح فهو لم يرتكب ما يخالف قانون و عقيدة الكنيسة القبطية ..فلماذا يُشلح ؟ .. كان هذا ردا قاطعا إعتبره شيوخ و علماء الفضائيات  جريمة لماذا ؟ لأنه وضعهم فى حرج .. لقد عجز هؤلاء العلماء و الفقهاء عن الرد العلمى بالحُجة و البرهان فبدلا من الإتيان بالردود المُفحمة كان ردهم بالسب و الشتيمة و التحريض من الزغبى و أمثاله  و بدلا من المواجهة كان الهرب ملجأ للشيخ جمال قطب أمام بسمة  وهبى و بدلا من البراهين العلمية جاء فاضل سليمان بالتلفيق و المغالطات .. لم يكن هناك مفرا لكل هؤلاء إلا المُطالبة بمحاكمة قداسة البابا  على هذه التهمة التى كشفت عجزهم أمام حقائق تساؤلات القمص زكريا بطرس..  ثم كانت التهمة الثانية .. فقد تعالت الحناجر المُحرضة تندد بأن قداسة البابا فوق الدولة و القضاء فهو تحدى القضاء و لم يذعن للحكم بوجوب تزويج المُطلق أو المُطلقة .. ما لا يعلمه هؤلاء أن الكنيسة متمثلة فى قداسة البابا قد أخذت قوة من ربها المسيح تقف شامخة فى وجه من يحاول المساس بعقيدتها و كتابها المقدس .. إن قداسة البابا ليس فوق الدولة بل تحت يد الرب يسوع المسيح لذلك فهو لا يخاف شيئا و لايهاب قاضيا حاول النيل من عقيدة و إيمان الكنيسة .. تجاهل هؤلاء الصبية بيان المجمع المقدس فى هذا الشأن و الذى أعلنت فيه الكنيسة  إحترامها للقضاء ولكنها لن تخالف أوامر ووصايا السيد المسيح  ربها و فاديها ..  و كما قلت من قبل أن إدعاء هؤلاء الصبية بان الكنيسة فوق الدولة ما هو إلا إحساس بقوة و عظمة و شموخ الكنيسة .. كان من العدل أن يوجه اللوم للقاضى الذى أصدر هذا الحُكم الكيدى بل و يعاقب على  حياده عن الشريعة الإسلامية التى تقضى بأن يحكم بين غير المسلمين يما يدينون .. و أما عن التهمة الثالثة الموجهة لقداسة البابا .. أنه يقود حملة لإلغاء النصوص القرآنية من الكتب المدرسية .. أولا أين الدليل على هذا ؟ .. ثانيا لقد نادى الكثير من المستنيرين بذلك و على رأسهم د. على السمان رئيس لجنة الحوار بين الأديان  بالأزهر .. لقد تحولت المدارس إلى تنظيمات إرهابية تغرس البُغض و الكراهية فى نفوس الطلبة المسلمين تجاه أقرانهم المسيحيين .. عمل كل مُعلم فى مهنة الإفتاء فكفروا المسيحيين و حثوا على قتلهم و إستحلال أعراضهم و أموالهم مستخدمين نصوص من القرآن .. فكانت النتيجة  مذابح و جرائم إرهابية من الخانكة 71 إلى نجع حمادى 2010 .. إن الكتب المدرسية  التى تنادى بكراهية و بُغضة النصارى يُشرف على إخراجها  علماء البُغضة و الكراهية أمثال محمد عمارة الذى أصدر كتاب فتنة التكفير و حرض فيه علانية على قتل اليهود و النصارى الكفار  و استباحة مالهم و أعراضهم.. هذه الكتب المدرسية هى التى أنتجت شيوخ الفضائيات التى  تنادى بتكفير البهود و النصارى بل و قتلهم و استحلال أموالهم .. هذه الكتب المدرسية هى التى أنتجت الجماعة المسلمة بمصر الجناح العسكرى لذبح الأقباط  و التى تتوعد القبط بقتلهم ونهب اموالهم .. إن إغلاق الفضائيات الإرهابية هو قضاء على النتيجة و ترك للسبب .. إن إلغاء النصوص القرآنية من المواد الدراسية هو حل جذرى للقضاء على الكراهية و الإرهاب الطائفى يُطالب به كل فكر مستنير .. و جاء الإتهام الرابع لقداسة البابا بأنه لم يحاكم الأنبا بيشوى على تصريحاته الأخيرة .. إن لجوء هؤلاء الصبية لمطالبة البابا بمحاكمة الأنبا بيشوى هو إعلان  صحة كلامه و عجزهم عن الرد المُفحم عليه و إلا لماذا لم يواحهوا الحُجة بالحُجة و الدليل بالدلبل  لإثبات خطأه ؟ .. إن ماقاله الأنبا بيشوى هو قراءة للتاريخ و كُتب التراث الإسلامى و ليس من نسيج خياله .. أدعو هؤلاء الصبية عدم إتباع سياسة النعام .. و أخيرا .. التهمة العُظمى .. أن قداسة البابا خطف و حبس الأختين وفاء و كاميليا .. أيها الصبية الأفاضل .. إن الذى سبى قلبى وفاء و كاميليا هو حبهما لربهما يسوع المسيح .. لقد  أقرت وفاء أمام النائب العام ماهر عبد الواحد أنها ولدت مسيحية و ستموت مسيحية و خرجت كاميليا أمام الشاشات و اعترفت بالسيد المسيح ربا و مُخلصا .. ما دخل قداسة البابا فى الأمر؟ .. عزيزى القارئ ..  هيا نفكر سويا .. من يجب أن يحاكم ..  البابا شنودة الذى حث على حب مصر قائلا " أنها وطن يعيش فينا " أم هؤلاء الصبية الذين يتبعون  تنظيم " طظ فى مصر "؟؟؟؟؟؟ ..  إن كل هذه التهم الموجهة لقداسة البابا ما هى إلا صورة من صور الصراع بين الخير و الشر و المعروف نتيجته على مر الأزمان .