بقلم - القس بولس فؤاد سيدهم
ما أن ينْخرِط الشخص فى طريق الخدمة ، إلا وينهض عدوّ الخير لمقاومة كل ما يقوم به. فهو حين كان خاملاً لا يفعل شىء ، لم يكن إبليس ينشغل به ، ولكن البدء فى الخدمة يُزعج العدو ، ويجعله يسعى بكل الطرق لكيما يبدِّد كل مجهوداته.
 
وفى هذا يقول يشوع بن سيراخ : " يا بني ان أقبلتَ لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى و اعدِد نفسك للتجربة "(سيراخ 2 : 1)
والحقيقة أن موضوع المحاربات الروحية يكاد يمثل نسبة لا يُستهان بها من كل تعَب الخادم ووقته. فهى تلازم الخادم طول العمر ، وتتلوَّن وتتزايد كلما تقدَّم الخادم فى النعمة والقامة ، وتشتدّ أحياناً حتى تكاد تعصِف بالخادم وبكل خدمته ، وتختفى أحياناً أخرى حتى يعتقد الخادم أنه لا توجد محاربات فيبدأ فى الإستهانة بقوة إبليس.
 
لذلك على الخادم أن يضع هذه المسألة فى حسبانه دائماً ولا يهدأ ولا يغترّ ، بل يكون صاحياً متيقظاً على الدوام ، لابساً فى كل حين الأسلحة الروحية التى تمكنه من الإنتصار فى كل وقت." أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ" ( أفسس 6 : 10 – 11 )
 
وسوف نقوم بالحديث عن أنواع الحروب فى عدة حلقات نظراً لكثرتها أولاً ، وأيضاً لأهمية الحديث عنها ، فكثير من متاعب الخدمة كان سببها المحاربات التى يجهل كثير من الخدام حقيقتها وكيفية التعامل معها (لئلا يطمع فينا الشيطان لاننا لا نجهل افكاره (2كو 2 : 11)
ويمكن تقسم المحاربات تقسيماً أساسياً إلى حروب داخلية وحروب خارجية.
 
وسوف نتناول هذه الحروب بالتفصيل فى الحلقات القادمة، إذا أراد الرب وعشنا.
وإلى اللقاء...