محمود بسيوني
لا تفرك عينيك ..العنوان صحيح ..ايوه الفلول والاخوان "هيبقوا " ايد واحدة قريب ضد الرئيس السيسي ، الحكم على الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك ونجليه ، أثار جنون صفحة "أنا أسف يا ريس" لسان حال هؤلاء ، التشكيك فى كل ما يقوم به الرئيس السيسي أصبح منهج يومي ، وتقوم لجان الاخوان الالكترونية "بتشيير" موضوعاتها ، لقد تم تحديد الهدف ..والرئيس السيسي في مرمى نيران الجميع .

شخصيا أقدر واحترم التاريخ العسكري للرئيس مبارك ، فهو واحد من ابطال مصر ، لا ينكر ذلك الا جاحد أو فاقد للضمير والعقل ، وتحمل مسئولية البلاد في لحظات صعبة عقب اغتيال الرئيس أنور السادات وتمكن من قيادة البلاد بحكمة لسنوات طويلة ، وأرى ان ازاحته من السلطة بهذه الطريقة كانت عين الفوضى ، وقلب الازمة التي سنعانى منها لسنوات قادمة ، و الدليل على ذلك حالة الرعب والفزع التي تلف مصر كلها قلما أقترب يوم 25 يناير ، ذاكرة التخريب وانهيار الدولة وتدمير مؤسساتها ستظل معلقه في ذهن الجيل الحالي طويلا .

الازمة ان شبكات المصالح الكبيرة التي تضم كلا المعسكرين " الفلول والاخوان " لا تريد استمرار حكم الرئيس السيسي ، لن يستطيعوا معه صبرا ، فالرجل يعمل لمصلحة البلاد ولا يدفع فواتير لاحد ، لا يخشى الاتهامات ، ولا تقلبات الرأي العام ، يسعى لإعادة مصر على طريق التنمية الشاملة بمشروعات كبيرة رغم الازمات الاقتصادية الدولية ، يسعى لضبط ايقاع الدولة ، واجهزتها التنفيذية ، يخفض فاتورة الدعم المقدم في الخدمات الحكومية حتى تخف وطأتها على الموازنة العامة من جانب ومواجهة الاسراف من جانب أخر ، يعلم ان ذلك سيسبب غضب لدى قطاعات من المواطنين ، ولكنه الدواء المر لتقدم مصر ووضعها على خريطة العالم مرة اخرى ، وبالمناسبة أي سلطة في مصر كانت ستقوم بذلك ، المهم ان تكون منضبطة ، نظيفة اليد ، ولديها رؤية للوضع الاقتصادي وحلوله .

يتصدر ما يطلق عليهم الفلول "شلة التوريث " أو "النيو ليبرال " ليسوا مجرد افراد التفوا حول أحلام جمال مبارك في خلافة ابيه ، بل الامر ابعد من ذلك فهي تضم قيادات امنية سابقة وموظفين كبار في الدولة واعلاميين ونخب شبابية ظهرت بعد الثورة و تنتمى لهذا المدرسة الفكرية التي تحركها الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها جنبا الى جنب مع جماعات الاسلام السياسي ، وتجمعهم رغبة في ابعاد القوات المسلحة عن المشهد السياسي بشكل كامل ووقف التقارب مع روسيا .

نتحدث هنا عن أشخاص حاربوا من اجل العودة للمشهد السياسي مؤخرا مثل احمد عز ، على الدين هلال رغم ضلوعهم في عملية التوريث وتحرك الشعب ضدهم ، لكن احلامهم في العودة لقياده الدولة وفق مشروعهم الخاص لم تتوقف لحظة واحدة ، ولا ابالغ لو قلت ان تخطيطهم للعودة لم يتوقف حتى وهم خلف اسوار السجون ، نحن نتحدث عن امبراطوريات اقتصادية عملاقة وشركات عابرة للجنسيات خسرت مواقعها بعد 25 يناير وتريد العودة وعبر مجموعات من شباب الثورة والاخوان .

أتصور ان المشهد القادم استكمال لمشهد مصر عام 2012 حينما تصارع معسكر التوريث مع معسكر الاخوان ، شلة التوريث بحثت عن جنرال عسكري لمرحلة انتقالية فكان خيارها الفريق احمد شفيق وبعده يأتي واحد منهم رئيسا ، خاضوا مع شفيق معركة كبيرة انتهت بالطعن في شرعية محمد مرسى بانه جاء بالتزوير ، وكان لديهم أمل أخير عقب انهيار حكم الجماعة في ان يصدر حكما لصالح شفيق ويعود لمصر رئيسا ن الا ان املهم خاب بعد حكم المحكمة بصحة فوز محمد مرسى .

ثم حاولت نفس الشلة ثانية مع جنرال اخر هو الفريق سامى عنان الذى كان يستعد لمنافسة المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة ، الا ان شعبية السيسي وتوحد الشعب مع المؤسسة العسكرية أفشل هذا المخطط سريعا لتنتقل المعركة الى افق جديد .

و أستمرت حالة الكر والفر بين هذا المعسكر والرئيس السيسي ، وحاول ان يصنع فجوه بينه الرئيس والشعب ، استخدم في ذلك شباب الثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم الازمات والمشاكل والتشكيك في الرئيس لتكسير شعبيته  ، بينما  تحركوا بأنفسهم للسيطرة على البرلمان ، وعقد احمد عز عدد من اللقاءات مع نواب سابقين في الحزب الوطني عقب الاعلان عن اجراء الانتخابات ، الا ان الكشف عن مخططاته تم اجهاضها مبكرا ، ثم قاتل للظهور في الاعلام وتمكن عبر قناة النهار في الظهور ، من اجل دعم التحرك لترشحه في البرلمان ، الى ان تم رفض اوراقه مما اجهض خطته للسيطرة على البرلمان .

تمكن عز عبر علاقته مع العديد من الاعلاميين واصحاب الفضائيات في اقناع عدد منهم بالانقلاب على السيسي اعلاميا ، وبدأت تظهر موجات كبيرة من النقد والتشكيك طالت الرئيس والمؤسسة العسكرية تمهيدا لتغيير اوراق اللعب واستخدمت فيها اعلاميين من المفترض انهم كانوا على خلاف مع فكرة التوريث مثل باسم يوسف وعدد من شباب الثورة بالإضافة الى اعلاميين ورؤساء تحرير صحف تمكنت شلة التوريث من السيطرة عليها بسلاح الاعلانات .

وعلى الارجح جرت اتصالات بينهم وبين محمد البرادعي وايمن نور للعب ادوار في المرحلة الانتقالية لتهدئة شباب الثورة والاخوان والتمهيد لعودة الاخوان مرة اخرى للحياة السياسية والتأكيد على خروج القوات المسلحة تماما من المشهد .

السيناريو مفتوح على عده احتمالات وان كان اهمها الضغط على البرلمان لعزل الرئيس بموجب المادة 161 من الدستور والتي تنص على " انه يجوز لمجلس النواب اقتراح سحب الثقة من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بناءً على طلب مسبب وموقع من أغلبية أعضاء مجلس النواب على الأقل، وموافقة ثلثي أعضائه. ولا يجوز تقديم هذا الطلب لذات السبب خلال المدة الرئاسية إلا مرة واحدة. وبمجرد الموافقة على اقتراح سحب الثقة، يطرح أمر سحب الثقة من رئيس الجمهورية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في استفتاء عام، بدعوة من رئيس مجلس الوزراء، فإذا وافقت الأغلبية على قرار سحب الثقة، يُعفى رئيس الجمهورية من منصبه ويُعد منصب رئيس الجمهورية خالياً، وتجري الانتخابات الرئاسية المبكرة خلال ستين يومًا من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء. واذا كانت نتيجة الاستفتاء بالرفض، عُد مجلس النواب منحلاً، ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس جديد للنواب خلال ثلاثين يومآ ، واذا وصلت الفوضى لمدى اكبر يتم الضغط على السيسي لتقديم استقالته .

الحاكم في ذلك التصور تطور الاحداث ، وبعثرة الاوراق ، والقتال من اجل العودة لحماية مصالح كبرى داخل وخارج مصر ، ارجوك متتفاجئش ، لازال هناك العاب كبيرة قادمة .