بقلم: عماد توماس

وصلني العديد من رسائل التهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد من أصدقائي وشركاء الوطن من المسلمين، سواء على الموبايل او الفيس بوك او على الايميل، واعتقد انك مثلى –عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة، قد استقبلت العديد من رسائل التهنئة.
ويمكنى تقسيم او تصنيف هذه الرسائل الى مجموعات لعلها تكون معبره عن راسليها
 
النوع الأول: رسائل تهنئة عامة غير محددة
وهذه الرسائل مثل "كل عام وانتم بخير، .كل سنة وانت طيب، اجمل التهاني بالأعياد المجيدة، كل سنة وانتم والأسرة الكريمة طيبة وبخير وسعادة... الخ" وهذه الرسائل تبدو غير محددة ، جاهزة، تشبه الاسطمبات الجاهزة يمكن ارسالها في أي مناسبة وهى تعبر عن شخصية راسليها في كونه حذرا ، يبدو محايدا، لا يتخذ مواقف حاسمة، يتحاشى التطرق الى امر لا يؤمن به ويختلف مع اعتقاده او ربما يخشى نقد الاخرين لتهنئة الآخر بعيد لا يؤمن به اتباع دينه.
 
النوع الثاني: رسائل تهنئة واضحة وصريحة
هذه الرسائل مثل " عيد قيامة مجيد لمصر، لما اجراس الكنيسة تدق ..وشموع الكنيسة تنور..وقداس القيامة يبدأ..قولنا نهنئ اهلينا واصحابنا …بعد القيامة المجيد ...الخ".
وهى رسائل لا يجد مرسليها حرجا في التهنئة بعيد القيامة رغم الاختلاف العقائدي، ومرسليها معظمهم يرفعون الوطن أولا لا يجدون حرجا بل يترفعون في رقى وتحضر لتهنئة اشقائهم في الوطن بعيد يختلفون معه ، فروعة البستان الواحد في تعدد وتنوع زهوره.
 
النوع الثالث: رسائل تهنئة ليس لها علاقة بالموضوع
فوصلتني رسالة تهنئة بعيد الميلاد المجيد، رغم ان هذا العيد هو القيامة وليس الميلاد، وهناك تفسيران لذلك الاول ان يكون المرسل متعمد ان يقول ذلك، باعتبار انه يؤمن بميلاد المسيح ولا يؤمن بقيامته وهو تفسير ضعيف في رائي فليس مضطرا ان يرسل او كان من الممكن ان يرسل رسالة عامة بدون ذكر اسم العيد. والتفسير الثاني وهو في تصوري الاكثر اقناعا هو نوعا من عدم معرفة الاخر فالإنسان صديق من يعرف، وعدو ما يجهل، هو نوع من الجهل بثقافة الاخر لدرجة الخطأ في التفرقة بيم عيدي الميلاد والقيامة، وربما يكون نابعا من عدم اختلاط الرسائل بأصدقاء مسيحيين وبالتالي فالمعرفة تكون ضعيفة.
وهذا الأمر تكرر فأذاعت قناتي "الجزيرة-مباشر"، و "اون تي في"، في شريط الأخبار يوم الأحد، نبأ زيارة الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب للكاتدرائية ونقلت خطأ تهنئة "الطيب" للأقباط بعيد "الميلاد" المجيد وليس عيد "القيامة" والمعروف ان هذا الخطأ يتكرر كل عام في بعض الصحف وبعض الفضائيات والتلفزيون المصري اما جهلا او تجاهلا!!
 
النوع الرابع: رسائل تهنئة بشم النسيم
مثل التهنئة التي قدمتها نقابة الاخوان المهندسين، التي تجاهلت الالاف المهندسين الاقباط، واكتفت بتقديم تهنئة بعيد شم النسيم ولم تكلف خاطرها بتهنئة المهندسين الاقباط بعيدهم. واعتقد ان الدافع ديني بعد ان سيطر تيار الاخوان المسلمين على النقابة العامة بقيادة النقيب "ماجد خلوصي". وهو الامر الذى تداركته نقابة المهندسين الفرعة بالقاهرة وقدمت تهنئة للأقباط على صفحتها الرسمية على الفيس بوك والجدير بالذكر ان نقيب القاهرة وجميع الاعضاء من تيار الاستقلال وليسوا تابعين لجماعة الاخوان المسلمين.
وقد يكون الأمر لم يخطر على بال المهنئ مثلما فعل كاتب كبير محسوب على التيار الليبرالي عندما قدم تهنئة للمصرين بمناسبة عيد شم النسيم.
 
ما اجمل أن نختم هذا المقال بكلمات قالها الصوفي المستنير "محيى الدين بن عربي":
لقد صار قلبي قابلا كل صورة. فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لاوثان وكعبة طائف. والواح توراة ومصحف قران
ادين بدين الحب انى توجهت. ركائبه فالحب ديني وإيماني