بقلم: عماد توماس
 
أزعم أن "خالد علي" سيكون الحصان الأسود فى سباق الترشح لرئاسة الجمهورية، فهو أصغر المرشحين عمرًا، أكمل عامه الأربعين منذ عدة أيام وهو أقل سن لقبول أوراق الترشح، وهو محامى الفقراء والعمال والفلاحين، استطاع مع زملاءه أن يكسب أكثر من قضية شهيرة مثل الحد الأدنى للأجور، ورفع الحراسة القضائية عن نقابة المهندسين بعد15 عاما، ومؤسس جبهة الدفاع عن متظاهري مصر ورئيس فريق الدفاع عن أموال التأمينات والمعاشات وقائد فريق الدفاع الذي نجح في وقف خصخصة الهيئة العامة للتأمين الصحي.
 
هو محام مصري من مواليد محافظة الدقهلية، حصل على الليسانس في القانون من جامعة الزقازيق، وأحد مؤسسي مركز هشام مبارك للقانون ومدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قبل ان يتركه للتفرغ لحملته الانتخابية.
 
"خالد على"، يمكنى اعتباره مرشح أقرب للثوار، هو أحد صُناع الثورة المجهولين، رغم انه لا يزعم انه متحدث باسم الثورة، أتذكر قبل ايام من ثورة 25 يناير، كان مركزه الحقوقي الذى يديره في وسط العاصمة، مكانا لتدريب النشطاء على استخدام التكنولوجيا فى رصد وتوثيق الانتهاكات، وتوعية النشطاء بحقوقهم، وفى ايام الثورة كان مركزة ملجأ للنشطاء وسبيلا لتزويد الثوار باحتياجاتهم من المحامين المتطوعين أو الادوات الطبية للمصابين.
شاهدته أكثر من مرة فى التحرير، سواء فى الــ 18 من أيام الثورة، أو في المليونيات التالية، لم أراه على منصة يخطب فى الجماهير، لكنه كان يجول بين الجماهير فى لحظات صمت وتأمل، المحه سائرا بمفرده فى الميدان بعيدا عن صخب الاعلام وبريقة.
 
"خالد على"، يمكنى اعتباره مرشح أقرب للأقباط، فقد كان الجندي المجهول في احداث ماسبيرو، لولاه مع زملاءه من المحامين ما كنا قد حصلنا على توثيق لجرائم العسكر وقتلهم للأقباط فى ماسببرو، بعد أن رفض أهالي الشهداء تشريح جثث أبناءهم، واستطاع "خالد" ببراعة يُحسد عليها أن يزلل الصعاب التي وقفت حائط صد أمام التشريح، واتصل بالنائب العام الذى امر بانتداب وكلاء النيابة والاطباء الشرعيين الى المستشفى القبطي لمزاولة عملهم، بدلا من انتقال اولياء امور الشهداء الى نيابة زينهم أو إجراء التشريح في مشرحة زينهم. وتأكد من صدور التقارير الطبية بحالات الاصابة الحقيقية. دموعه التي ذرفت في المشرحة وهتافاته التي دوت أثناء مسيرة جنازة الشهداء لم تكن مصطنعة ولم يكن يتاجر بها.
 
بعد احداث نجع حمادي، كان خالد على مع بعض النشطاء أمام دار القضاء العالي فى مظاهرة للتنديد بالحادث وتقديم بلاغ للنائب العام، واذا ذهبت الى مركزة الحقوقي في ذلك الوقت كنت ستجد لافتات ورقية للشهيد الشاب "أبانوب" الذى قتل في احداث نجع حمادي قام "خالد" بطباعة عدد من البوسترات وتعليقها فى مركزه وتوزيع الباقي على المراكز الحقوقية تخليدا لذكرى "ابانوب".
 
وبعد أحداث كنيسة "القديسين"، شاهدته فى دوران شبرا فى مظاهرة حاشدة للتنديد بالجريمة، ورفض اجراء حوارات تلفزيونية، فهو ليس من الذين يسعون وراء الاضواء مثل كثيرون غيره!!
 
قبل استفتاء التعديلات الدستورية، دعوته الى ندوة فى كنيسة "الايمان" الانجيلية بشبرا، فلبى الدعوة ورحب بها على الفور، أدهش الحضور بحديثة وحماسه الواضع، تسمعه فتصدقه، لا يحتاج الى ان يقول كلامًا ليرضى به السامعين، ويغيره في اماكن اخرى، لا يمارس تقية "الاخوان"، فهو يقول ما هو مقتنع به، لا يتلون مثل اخرين، لا ينافق ولا يداهن، صريح فى الحق، لا يخشى فى قول الحق لومة لائم، متسق مع ذاته، موسوعة قانونية، قلما تجد مثلها، ينسب الفضل دائما الى أساتذته وزملاءه، بعد انتهاء الندوة قدمت الكنيسة له ظرفا يحتوى على مبلغ من المال، فرفضه بشدة واصرار، وقال لي ضعه فى صندوق "الفقراء".
 
"خالد علي" مرشح أقرب للشباب، فهو واحد منهم فى عمرهم، ومرشح الفقراء فهو ابن القرية البسيطة التي يفتخر بانتمائه لها، ولا يخجل منها، هو مرشح العمال والفلاحين الذين ناضل معهم ودافع عن حقوقهم، ومرشح الحقوقيين والمحامين فهو زميل لهم ، ومرشح المهندسين فهو الذى نجح فى الحصول على حكم تاريخي برفع الحراسة عن نقابتهم بعد 15 عام. ومرشح النساء، فهو الذى يحترم ويقدر دور المرأة ولم يكن غريبا عليه ان يعلن يثمن دور المرأة في الثورة المصرية في مؤتمر اعلان ترشحه بنقابة الصحفيين بوصف  المرأة بأنها " الجندي المجهول" في الثورة.
ومرشح "الأقباط"، فهو الذى خرج معهم فى احتجاجاتهم ضد النظام البائد، ودافع عن شهداء ماسبيرو،  وقتما سكت معظم المرشحين الحاليين ولم نسمع لهم حسا وقتها!!
 
نعم، يواجه "خالد على "، تحديا كبيرا فى جمع 30 الف توكيل، ويواجه مشاكل مالية فى تمويل حملته الانتخابية، ويواجه ضيقا في الوقت، للتواصل مع جماهير مصر العريضة فى كافة محافظات مصر، كما يواجه مشكلة فى عدم معرفة الشارع به، فيحتاج ان يعرف نفسه اكثر، وعليه وعلى حملته الانتخابية ان تبتكر طرقا خلاقة للوصول الى الجماهير فى كل القرى والنجوع والمدن.
فوز "خالد علي"، يعتبره الكثيرون من رابع المستحيلات، فالعسكر غير راضون عنه، والاخوان والسلفيون لن يكون مرشحهم، والرأسماليين قد يعتبروه مهددا لمصالحهم. والأحزاب السياسية قد تتردد في تأييده والرهان عليه.
 
خالد علي. مرشح صادق في زمن الكذب...ومرشح عادل تجده في أوقات الظلم...ينحاز للحق، ولديه استعداد لتحمل تكلفة ثمن الغدر!!..."خالد علي"...مرشح مختلف لناخب مختلف ... يكفيه شرف المحاولة الجادة. فقد يكون "اوباما" الشرق الأوسط!!