بقلم : هند مختار
يوم السبت الماضي كان العرض الخاص لفيلم تلك الأيام،  والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب الكبير "فتحي غانم". فام بكتابة السيناريو، السينارست "علا عز الدين" بالتعاون مع المخرج "أحمد غانم" مخرج الفيلم، وابن الأديب الراحل "فتحي غانم" في أول أفلامه..
الفيلم من بطولة النجم الكبير "محمود حميدة"، و "أحمد الفيشاوي"، والوجه الجديد "ليلى سامي"، وبالفيلم العديد من ضيوف الشرف من النجوم الكبار: "سمية مشهد من الفيلمالألفي"، و"صفية العمري"، و"ماجد المصري"، ومدير التصوير "طارق التلمساني" ...

تبدأ أحداث الفيلم بأستاذ التاريخ الكبير "سالم عبيد" (محمود حميدة)، والذي يقيم إحتفالية كبيرة في قصره يحضرها رئيس الحزب الحاكم، والسفيرة الأميريكية بالقاهرة، بالإضافة لعدد من الشخصيات العامة. وتدور الحوارات حول عبقريته، وقدرته السياسية الفذة، وعن الخدمات التي يقدمها للحزب الحاكم، والذي يأخذ وعد من رئيسه بتوليع للوزارة قريبًا، نكتشف أن الدكتور "سالم" متزوج من فتاة تصغره - "أميرة"، وتقوم بدورها الوجه الجديد (ليلى سامي)- في السن، ويبدو أن بينهم خلاف دائم، فهي لا تظهر في الحفل إلا بعد فترة، وأثناء الإحتفال يأتي الشاب "عمر النجار"( أحمد الفيشاوي)، يحاول دخول منزل "سالم عبيد" لوجود ميعاد معه،  لكن الأمن يمنعه. إلى أن يتعرف عليه أحد ضباط الأمن،  ونكتشف أن "عمر النجار" ضابط سابق، ويقابل "سالم عبيد"  والذي يطلب منه أن يسرد عليه تفاصيل صراعه مع الإرهابيين، وكيف يكونون جماعاتهم من خلال عمله السابق كضابط شرطة..

من خلال الأحداث تكتشف أن لكل واحد من الأبطال الثلاثة ماض أخر غير الذي يظهر للآخرين.
فـ"سالم عبيد"، كان وهو الصغير صاحب رأي ومبدأ، ولكنه دخل المعتقل وعذب وخرج منه مهادن تمامًا للسلطة،
 أما "عمر النجار" فقد ترك الخدمة في الشرطة؛ لأنه انتقم من الإرهابي قاتل صديقه بدون محاكمتة أو القبض عليه، ويرى زوجته وهي تبكي عليه فيُصاب بصدمة تجعله يترك العمل.
 أما "أميرة"، فقد كانت تحب أحد الشباب، بطل من أبطال السباحة في الجامعة، لكنه قًتل في حادث إرهابي كان "عمر النجار" من ضمن القوات الأمنية التي سيطرت على الإرهابيين فى هذا الحادث، وأنقذ حياة "أميرة"..
ومن خلال تشعب الأحداث، نكتشف أن "سالم عبيد" يشك في أن "أميرة" تخونه، ويحاول أن يكري عليها "عمر"، ولكنه يرفض أن يقتلها. وتنشأ علاقة بين "أميرة" و"عمر" يقاومها "عمر" بكل طاقته، ونعرف أن "سالم عبيد" كان متزوج من سيدة أميريكية، وله منها طفل، ومعه الجنسية الأميريكة. وتنتهي الأحداث بمفاجأة لا أريد أن أحرقها للقاريء..

تميز الفيلم بأداءِ راقِ من كل من الأبطال، وحتى ضيوف الشرف، خصوصًا "عادل أمين" في دور رئيس الحزب، و"طارق التلمساني" في دور أستاذ التاريخ.
وعلى الرغم من التميز الشديد للرواية المأخوذ عنها الفيلم،  إلا أن السيناريو قد شابه بعض العيوب التي أثرت على مسار الأحداث. فرسم شخصية "عمر النجار" جاء مُبهم، فإذا كان في الرواية الأصلية إرهابي وقاتل، فإن جعله ضابط شرطة سابق لم يخدم الشخصية وتطوراتها..
دور أم "محمود حميدة"، الذي قامت به "صفية العمري" أيضًا شابه بعض العيوب الخاصة بلغة الحوار، فتلك المرأة الريفية المكافحة، والتي لم تنل أي قسط من التعليم وتنطق اسم الزوجة خطأ لصعوبة الاسم، كيف تشبه الزوجة الثانية (غادة الكاميليا) فقد كان من الممكن أن تقول ست الحسن أو حتى السفيرة عزيزة...
إخراج الفيلم أيضًا شابه الكثير من العيوب، فلم يوجِد المخرج الأسباب التي تجعل الأبطال يعودون للماضي،  ثم يرجعون مرة أخرى، هذا بالإضافة لتركيزه على اللقطات المتوسطة والقريبة فقط، مما خلق ملل في الرؤية..
وبالنسبة لمونتاج الفيلم فقد جاء معه إيقاع الفيلم بطئ جدًا، ويصل لحد الملل معظم الوقت. وكان من الممكن الإستغناء عن معظم المشاهد فهي لم تكن لتخدم الفيلم.

ومن العناصر الجيدة جدًا في الفيلم: الإضاءة، والموسيقى التصويرية، حيث أبرزت الإضاءة الجو النفسي للأبطال، عن طريق جعل وجوههم نصف مضيئة؛ لأن وراء كل منهم سر لم نعرفه إلا في النهاية. وأيضًا الجو القاتم للإضاءة ساعد على نقل روح الأحداث القاتمة للفيلم.
أما الموسيقى التصويرية، فقد أدت إلى خلق إيقاع وجو للأحداث، كان مفتقدًا في الفيلم بوجه عام..
الفيلم عموما أقل من المتوسط، و المجاملات التى جاءت فيه أفسدته، فمعظم من شاركوا في الفيلم من أكاديمية "الميهي"،  والتي يدرس بها المخرج، أو من عائلة العدل مما أدى لبعض السقطات في الفيلم أيضًا...
وبالنسبة لـ"ليلى سامي"- بطلة الفيلم- فإذا كان صوتها جميل وقوي، فما كان الداعي لإستعراضه طوال الوقت؟