بقلم : هند مختار
في صيف عام 2000 أعلن قصر السينما بجاردن سيتي عن بدء دوراته الحرة لدراسة فنون السينما، من سيناريو وإخراج وتصوير .. وكانت هناك دورة عامة يحاضر فيها أسماء أصابتنا بالدهشة لكبر هامتها في السينما .. أسماء صنعت تاريخ السينما وكان على رأسها "عبد الحي أديب".
إمتلأت قاعة الدرس على آخرها، ولم تسجل حالة غياب واحدة، جميعنا في صمت تام في إنتظار التاريخ يتكلم ويمشي على قدمين ..
كان غرورنا يصوّر لنا أنفسنا عباقرة لم يحالفهم الحظ، ولقرائتنا لمجموعة كتب عن السينما قد فهمنا ماهي وكيفية التعامل معها ،وأصبحنا للغرابة نُقادًا أيضًا.!!

كان "عبد الحي أديب" في السبعينات من عمره،  جاء في موعده تمامًا ولشدة مرضة صاحبه مرافقان، كان في مقدوره أن يعتذر - ولديه الحق - ولكنه أعطانا الدرس الأول في الفن وهو الإلتزام ..
جلس يحاضرنا ساعة ونصف الساعة، وكان خلاصة ماقاله لنا : إذا لم تجد ما تكتبه أكتب نفسك، ففيلمي "باب الحديد" جاء من مراقبة محطة القطار، وما فيها من نماذج بشرية، فلقد كان منزلي أمام المحطة، وقد كتبت نفسي..

ولفيلم "عبد الحي أديب" الأول قصة تحمل الدهشة كما يحملها الفيلم ..
فحينما كان "عبد الحي أديب" طالبًا في معهد السينما  قررعميد المعهد آنذاك "زكي طليمات" أن يقوم بتجديد في أسلوب الدراسة بالمعهد  فأحضركل من "فطين عبد الوهاب" و"حلمي حليم" و"كامل التلمساني"  ليُدرّسوا مادة السينما، بالإضافة للمخرج الإيطالي المصري (حينيفر نتشو).
 في ذلك الوقت كتب-"عبد الحى أديب"- "باب الحديد" و"امرأة على الطريق" ولقد وقع الإثنان في يد الممثل والمنتج ونجم الشباك "فريد شوقي" وأعجبت الفنانة "هدى سلطان" بالثاني فققرت تمثيله وذهب إخراجيًا إلى "نيازي مصطفى" .

إقترح "نيازي مصطفى" على المنتج "فريد شوقي" أن يقوم بإخراج  المعارك ويقوم "يوسف شاهين" بإخراج باقي الفيلم، إلا أن "يوسف شاهين" إستأثر بالفيلم ككل إخراجيًا ووقع الإختيارعلى "شكري سرحان" لدور "قناوي" إلا أنه بالغ في الأجر فقرر "يوسف شاهين" أن يقوم بالدور وهذا ماكان.
ولقد عرض "عبد الحي أديب" على "فريد شوقي" دوره في الفيلم ولقد وافق وكانت الصدمة مروعة وقت العرض، فأين الباشا الغني؟ ،وأين فتاة الليل؟، وأين البطل الشرير؟، وأين (خناقات) فريد شوقي وحاجبه الأيسر .. وأين وأين مما إعتاده الجمهور المصري،  فالإبطال هم من يقودون الحدث وليس العكس.
 سار الجمهور إلى مكتب "فريد شوقي" في مظاهرة ليسألوه عن سبب قيامه بهذا الدور فتعلل "فريد شوقي" بأزمة مالية يمر بها فقال الجمهور "لو عايز فلوس خد مننا بدل ما تمثل أفلام زبالة"..

لقد أصبح هذا الفيلم من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية !
بعد هذه المرحلة يعترف "عبد الحي أديب" أنه بدأ عمله كمحترف يكتب ما يريده الجمهورلا ككاتب لما يريده.
 لا أستطيع في الزمن الذي تسوده الصراعات المرة أن أتحدث عن الفقراء. لن تستطيع السينما مهما فعلت أن تجسد ذلك القهر كما هو في الواقع. لذلك أنا أؤمن أنه في زمن الأزمات يجب أن تتحول السينما الى دورها الترفيهي. أما الدور النقدي ومعالجة المأساة فتلك يستوعبها الجمهور في أوقات الرخاء.

 وهذا ما عكسته السينما الأمريكية التي قدمت أجمل الأفلام الإستعراضية والكوميدية إبّان الحرب العالمية الثانية، ففي مقابل النعوش كانت السينمات تعمل بأفلام بوب هوب "وتوني كيرتس" وسواهما، وبعد إنتهاء الحرب واستقرار الأوضاع، ظهرت السينما الأخرى التراجيدية والدرامية.
ولـ "عبد الحي أديب" أربعة أفلام من أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهم:
• باب الحديد.
• أم العروسة.
• صغيرة على الحب.
• الخائنة.
أما مرحلته مع "نيازي مصطفى" فهي مرحلة مميزة جدًا إستطاع فيها عمل نقد للأوضاع وفي نفس الوقت جذب للجمهو، ودون أن يقترب منه مقص الرقيب !
إن نفس الصدمة التي صنعها "أديب" في بدايته ظلت ملازمة له حتى في أفلامه الأخيرة مثل "إستاكوزا" ،و"الوردة الحمراء "،و"دانتيلا" ،و"مذكرات مراهقة" خاصة أنها كانت بالتعاون مع المخرجة المثيرة للجدل "إيناس الدغيدي"

ومن أفلام "عبد الحي أديب":-

سنة 1958 : "باب الحديد" و"سواق نص الليل"؛ "سلطان"؛ و"إمرأة في الطريق"؛ "أبو حديد".
سنة 1959: "سر طاقية الإخفاء"؛ و"سمراء سيناء"؛ و"فضيحة في الزمالك"
سنة 1960: "العملاق"؛ و"نداء العشاق"؛ و"أبو أحمد"؛و "سوق السلاح".
سنة 1961 : "لا تذكريني"؛ و"النصاب"؛ و"جوز مراتي"؛و "دماء على النيل".
سنة 1962: "آخر فرصة"؛و "أنا الهارب"؛و "صراع الأبطال"
سنة 1963: "الساحرة الصغيرة"؛و "العريس يصل غداً"؛و "أم العروسة".
سنة 1964: "مطلوب زوجة فوراً"؛ و"لعبة الحب والجواز"؛و "الجاسوس"؛و "العائلة الكريمة"؛و "أنا وهو وهي".
سنة 1965:"المماليك"؛و "المشاغب"؛و "الخائنة".
سنة 1966: "جناب السفير"؛و "كنوز"؛و "زوجة من باريس"؛و "30 يوم في السجن"؛و "صغيرة على الحب"؛و "فارس بني حمدان".
سنة 1967: "أخطر رجل في العالم"؛و "العريس الثاني"؛و "شباب مجنون جداً".
1968 ـ "حواء والقرد"؛ "بابا عايز كده"
1969 ـ "العميل 77"؛ "الحرامي"؛ "العتبة جزاز"
1970 ـ "عريس بنت الوزير"؛ "انت اللي قتلت بابايا"؛ "سفاح النساء"
سنة 1971 : "بلا رحمة".
سنة 1972:"طريق الإنتقام".
سنة 1973 : "أبناء للبيع".
سنة 1975: "يوم الأحد الدامي"؛و "شبان هذه الأيام"؛و"مين يقدر على عزيزة".
سنة 1976: "لا وقت للدموع"؛و "شوق".
سنة 1977: "بص شوف سكر بتعمل إيه"؛و "مع حبي وأشواقي"؛و "أونكل زيزو حبيبي"؛و "حافية على جسر الذهب".
سنة 1978:"إمرأة قتلها الحب"؛و "ليالي ياسمين"؛و "إمرأة في دمي"
سنة 1979: "الملاعين"
سنة 1981: "صراع العشاق"؛و "الوحش داخل الانسان"؛و "العرافة"؛و "تحياتي لأستاذي العزيز".
سنة  1982: "فتوة الجبل"؛و "الخبز المر"؛و "الطاووس".
سنة 1983: "وحوش الميناء"؛و "البنت اللي قالت لأ".
سنة 1984: "بيت القاضي".
سنة 1985: "أنا اللي قتلت الحنش"؛و "سعد اليتيم"؛و "تل العقارب".
سنة 1987: "المواجهة"؛و "البدرون".
سنة 1990: "امرأة واحدة لا تكفي"؛ و"قضية سميحة بدران".
سنة 1994: "ديسكو ديسكو".
سنة 1996: "استاكوزا"
سنة 2001: "مذكرات مراهقة"
سنة 2003 : "الوردة الحمراء".