أندرو اشعياء
نسمع عن الأدب الساخر، والنكتة الساخرة، والضحكة الساخرة، والهجاء، وغيرها.. وقد برع كُتّاب وشعراء وفنانون في استخدامه شأن تعديل وإصلاح اخلاقيات وايدولوجيات سخيفة ومريضة في السلوك والطباع، أو تناول قضايا متناقضة وممارسات سلبية؛ وقد اعتبروه «فن وأدب.. أيّ: فن النكتة الساخرة.. الأدب الساخر». وكما أساء الناس استخدام اختراعات، هكذا جعلوا هذا الفن اسلوب للتهكّم والتندير والتلّميح والتنديد الباطل، حتى اندمج الاستهجاء والاستهزاء والسخرية في «قالبًا واحدًا» وصار أخيرًا التعبير عن الهوية نوع من التقليل والسخرية إلى أن سمعنا أخيرًا عن «فن الحزن الساخر!.. نعم، حزن! وساخر!!» لكن حتمًا جميعها تعكس هزليّة وضعف ناتج عن عدم خوف الله!

وحديثًا أيضًا صار الإنتقال بين «بوستات» متنوعة على صفحة مستخدم «السوشيال ميديا» نوع من السخرية بالمشاعر! إذ هذه أخبار أفراح وتلك أوجاع وعلى المُستخدِم أن يشارك هذا وذاك حتى صار الإنتقال بينهم نوع من «السخرية!» وقد أضحى الإنسان فريسة سخرية وتبلُّد في المشاعر ناتجه عن سرعة انتقالها! أصبح سريعًا في حزنه وتأثره.. مُفرطًا في أفراحه.. إجتماعي إلى أبعد حد.. إنطوائى إلى أبعد ما يكون.. سجين سرعة إنتقاله.. هزيلًا في شخصيته!! ولا تتعجب إن صارت كلماتي هذه «ساخرة!» دعك منها وانتقل إلى غيرها سريعًا!! فسمة السخرية: التسرع!