بقلم: أندرو اشعياء
 يا اليصابات، زوجكِ ليس صامتًا، إنما مُسيِّحًا حيث لا توجد خليقة صامتة؛ وأنتِ أمًا لأعظم المواليد ولستِ عاقرة
يا اليصابات، ما أكثر شفاعتك اليوم، وما أقوى لجاجة طلبتك لأجل العواقر..- اليصابات حزنت أن البطن عاقر، والرجل صامت! ودون أن تدري حزنت باطلًا! وها نحن كثيرًا ما نحزن باطلًا!!
 القصة تنتهي حيث مقياس رجاؤنا، ولا مستحيل عند الله. 
 
 زكريا واليصابات لم يتمتعا كثيرًا بتربية يوحنا وتنشئته، ولكن تركوا له إرثًا من سيرة التقوى إذ كانا بارين أمام الله؛ أليس لكل مِنا له في صلاح الاخر؟! 
يا اليصابات، لأن المثيل يرتاح لمثيله، هوذا أم البشرية كلها سعت إليكِ..
يا أمنا العذراء، أنتي خدمتي مَن تُطوّبِك معنا؛ أنتِ أسمى مِن الكل وشفاعتك أقوى ومقبولة..
يا اليصابات، هل دخلتي ومكثتي في بيت العقورية زمانًا لتُحيري العالم بأمرك؟! إن حبلك إعجوبة أمام الطِبّ، إنما تجسد الكلمة الأزلي «سر» 
يا زكريا العظيم في جيله، كيف لم ينتابك الدهش مِن الملاك إنما حاورته بعقلانية؟! أكنت فاهمًا للرؤى والرؤية ودارسًا لدرب الأنبياء بعمق؟! إن اتزانك الروحي والنفسي أظهرَ كيف كنت بارًا بالحق! 
 
 يا زكريا، أدعوك في رٍفق أن تُفهِّمَني، كيف كنت دارسًا للرؤى والرؤية، ولم ينتابك الدهش أولًا، في حين أنك نسيت الله قادرًا أن يقيم مٍن الحجارة اولادًا لإبراهيم؟! أنسيت أن قدرة الله في الطوفان وخروج بني اسرائيل، وكيف ساند يوسف وداود وحزقيا وإرميا، هي نفس القوة التي لا يعثر عليها شئ؟! تعال لنتذكر راحيل وسارة العاقر وحنة أم صموئيل! تعال لنفهم كيف لكوار الدقيق أن لا يفرغ؟! وكيف لإيليا أن يقيم ميتًا؟! 
أنا أعرف يا رجل أن الحضن لا يقوى على حمل طفل، وأن الثدي لا يقوى أن يُعطي اللبن، ولكن ها قدرة الله تحيطك!! 
 أيها الكاهن المتسربل بمجد كلمة الله، جيدٍ لك أن تصمت! جيدٍ لك أن تتوشح ببهاء الصمت لمنفعتك ومنفعة شعبك! 
 الكاهن العظيم جادل الملاك، وأمنا العذراء جادلت الملاك. زكريا شك، أما أمنا البتول فكيف يصير لها وهي بتول ؟! العاقر لها رجاء وانتظار أما البتول فليس في فكرها زواج ولهذا سألت..
 
 الرجل الماهر البار المُتكلم بالأسرار، ها هو صامتًا ويحيطه الكل بالعجب!
إن كنتِ تتعجبي يا بنت لاوي أن الشعب أحاط زوجكِ بنظرات الدهش، فلا تتشكي أن قدرة الله تُحيطك أنتي وزوجكِ والشعب! 
 العُقر هو الفكر الباطل، والروح المتكاسل، والنفس المريضة.. العُقر لا يلد سوى فراغ، والفراغ يلد فراغ، ومٍن ثم كراهية وغضب وحقد ونرجسية وسموم لا تضر سوى صاحبها.