أشرف حلمي
يعد الطفل شنودة أخر الأطفال المعترفين فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، والذى وجدته أسرة مسيحية لسيت لها أطفال قبل اكثر من أربع سنوات داخل إحدى الكنائس ، الرب أراد أن تتبني الأسرة الطفل وقامت علي إستخراج شهادة ميلاد وعماد ، إلا أن طمع بعض أقارب الزوج فى الميراث تقدموا بشكوى إلى النيابة العامة للطعن في نسب الطفل لأسرته الحاضنة بدعوى الخطف ، خضع الزوجان والطفل لتحليل الحمض النووي وثبوت عدم نسبه لهما ، أصدرت النيابة قرارًا بإيداعه دار أيتام بوصفه "فاقدًا للأهلية" وتغيير ديانته واسمه إلى يوسف .

شغلت قصة الطفل شنودة وتدمير أسرة سعيدة ، الرأي العام المصرى والعالمي ، تصدرت أخباره كل من الصحافة والإعلام ، أثارت قضيته العديد من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ، الكتاب والصحفيين ، المحاميين والمهتمين بحقوق الإنسان والطفل ، لما تعرض لها شنودة لجريمة ضد الإنسانية ، لقد نال الطفل شنودة المعترف العديد من البركات .

أولاً بركة الاحتمال : لقد خلق الطفل يتيم للمرة الأولى بعد أن تخلت أمه الحقيقية عن إنسانيتها وأمومتها ، حرمته من حنانها ولبن صدرها ، وتركته داخل أحد الكنائس دون أن تشفع صراخه لحنانها ، ثم قررت وزارة التضامن الاجتماعي دون رحمة بفصل الطفل عن أبوية بالتبني وإيداعه فى دار للأيتام ، واحتمل الطفل قرار الوزراة باغتياله معنوياً وقمع حريته ونسبه وحولته الي طفلاً يتيمًا للمرة الثانية منعزلاً عن أسرته وأصدقائه .

ثانياً بركة الشجاعة : تحمل شنودة على مدار ما يقرب من عام بكل شجاعة ، العذاب النفسى نتيجه حرمانه من عطف ، حنان ومحبة أبوية بالتبني ، وتغيير نظام حياته والعادات والتقاليد التى تعود وتربي عليها منذ نعومة أظافره ، فهو لن يعرف سوى والديه اللذان قاما على تربيته ، كما أنه قد تعرض الى العذاب الجسدي حال إزالة وشم الصليب من على يده لمحو اى أثر تدل على إيمانه المسيحي لتأكيد ولادتة مسلم بالفطرة كما يدعون ، مما يعرضة الى التشوه وترك علامه علي يده ، تحمل عذاب الجوع الذى تعرض له نتيجة إجباره على صيام رمضان وحرمانه من الطعام ، وهذا مخالف لتعاليم الأزهر ، وأكده الشيخ عبد الله الطويل عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فى رده على سؤال من إحدى متابعات البث عن جواز صيام الأطفال فى عمر ٥ و ٦ سنوات قائلًا " يفرض الصوم على الأبناء إذا بلغوا ويكون للصبيان بالاحتلام والبنات بنزول العادة الشهرية ، وإذا لم يتحقق أى شيء من ذلك فالراجح أن يكونوا مكلفين بالصيام من سن ١٥ سنة ويجبروا عليه " .

ثالثاً بركة المعترفين : ما حدث للطفل شنودة نتيجة تغيير ديانته من المسيحية الى الإسلام فى هذا السن بعد أن أعتنق المسيحية وتناول من الأسرار الإلهية المقدسة ، وعلامة الصليب على جسده تذكره طوال حياته بما حدث له فى طفولته وهو مسلوب الإرادة ، بسبب قوانين غير  إنسانية عفي عليها الزمان التى تعتبر الطفل ( لقيط  فاقد للأهلية مسلم بالفطرة ) على الرغم  من العثور على الطفل بالكنيسة بعد ولادته ، وهذا لا يقل لما تعرض له شهداء ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي بالتنازل على إيمانهم المسيحي فنالوا أكاليل الشهادة ، لذا نال الطفل شنودة بركة المعترفين .

رغم كل ما حدث وما سيحدث للمعترف شنودة من حرمان ، تمييز عنصرى وإضطهاد فى السن الصغير  ، محتملاً جميع الضغوط والصدمات النفسية ، إلا أن طفولته ، والديه بالتبني ستظل عالقة فى ذهنه طوال حياته وصليبيه فى قلبه وعقله ، وما ارتكبته وزارة التضامن الإجتماعي بالتنسيق مع دار الأيتام من عمليات غسيل مخ لنسيان مرحلة طفولته من أسمه وديانته ، سيظل عالقاً فى وجدانه ومشاعره ، وسيذكره به محرك جوجل والمواقع الإلكترونية المختلفة حال عدم رجوعه الى أسرته ، ولن يفقد الطفل الأمل فى رجوعه الى والدية بالتبني ، وأيضاً الملايين من شعب مصر الأصيل لهم أمل كبير فى فخامة السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، بصفة أب لكل المصريين بدافع الإبوه والإنسانية ، بالنظر الي دموع والدي الطفل ومناشدات منظمات المجتمع المدني والأفراد ، وإصدار قراراً رئاسيًا برجوع الطفل الى والديه ، حفاظًا على مستقبل الطفل والعذابات النفسية التى يتعرض اليها ، و على أسم مصر أمام دول العالم التي نشرت قضية الطفل شنودة على صفحات كبرى جرائدها وقنواتها التليفزيونية ، وأدى الى الإساءة الى سمعة مصر بالخارج بسبب قيادات مؤسساتها التى حذفت قانون ومبادئ الإنسانية من سجلاتها خاصة وزارة التضامن الاجتماعي .