سفر الملوك الأول الاصحاح الثانى والعشرين والأية السابعة ونترجى قرأة كل الاصحاح 
الأب أثناسيوس حنين
لا ينكر متابع للنهضة المعرفية السائدة بأن هناك سيل من المعلومات بعضها أصلى وأصيل وأغلبها غربى ودخيل ’ على رأى الأنبا بيمن اسقف ملوى حينما قال لنا يوما (هناك اسهال كتب في السوق )’ هذا السيل يغمر الواقع الثقافي واللاهوتى -الدينى المصري والعربى .مما أدى الى تخمة معرفية وأنيمية اختبارية أآ ضعف شديد في الأقبال التلقائى والعفوى على الكلمة الألهية كما وردت في الأسفار وخاصة العهد القديم . أن الجدالات المسيسة والمذهبنة والمفبركة سابقا في (الصين الشعبية!)حول معانى وتاريخ وترجمات وسياسات ومتاهات وبازلات العهد القديم ’ والتي لا ننكر قيمتها اطلاقا ’ قد حرمت الجيل الحالي مما تمتع به جيلنا من الأقبال القلبى الصادق على الكلمة بالروح والحق والتفاعل معها وقبولها كأشارات في الحياة الروحية وعلامات سماوية ودروس في الزمان الحاضر .
 
نعم كان ينقصنا العقل القارئ والفاحص ولكننا كنا نملك الأهم وهو القلب النابض والحاضن للكلمة .ولهذا حين أنعم الروح علينا بالعمق العلمى والفقه الدراسى والحذق اللاهوتى ’ لم ترتد مسيحيتنا تمردا ولا ارتدادا او شكوكا بل نقتها الكلمة لكى تأتى بثمر لاهوتى ورعائى أكثر .حاصرتنى هذه الأفكار حينما جلست على مكتبى (زهقان وضجران !!!)وقبلت كتابى المقدس وفتحت بشكل عفوى وتقوى ووجدت نفسى وجها لوجه مع الأية التي تصدرت هذا المقال .والواردة  ضمن موقف ’ نحن في أشد الحاجة اليه اليوم ’ الأية هي (ألا يوجد بعد نبى للرب فنسأل منه ؟)ا 22 :7 .القصة هي أن الملك ’ أي ملك اسرائيل ’ جمع الأنبياء ’ وعددهم (بأسم الصليب عليهم ) أربعمائة رجل !سألهم الملك (أاذهب الى راموت للقتال أم امتنع ؟)ص 22 -6 .فرد الاربعمئة نبى بصوت واحد بلا أدنى  تفكير أو دراسة أو فحص لسوابق التاريخ وصوت الروح ومصلحة الشعب أى شعب الله !’ (أصعد فيدفعها الرب ليد الملك ).فقال يهوشافاط ملك يهوذا موجها الجديث لملك إسرائيل (أما يوجد هنا بعد نبى فنسأل منه )؟ الاربعميت نبى ما ملوش عين ملك يهوذا لأنه يعلم أنهم  جميعهم (كاذبون ) وفى نفوسهم مرض ’ فزادهم الله مرض كما يقول العرب  .وكان رد ملك اسر ائيل هو الانحياز لما نسميهم اليوم (أهل الحظوة والثقة !) ونفى وإلغاء وحرم وتشتيت وكراهية (أهل الخبرة والعلم) والفهم اللى مش على أهوائه ونزواته الدينية المسيسة او السياسية المتدينة أو المتدنية مفيش فرق كبير ...
 
كان رد الملك الاسرائيلى كاشفا لحالنا اليوم (فقال ملك إسرائيل ليهوشافاط انه يوجد رجل واحد لسؤال الرب به ولكنى أبغضه لأنه لا يتنبأ على خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة )8 . النبوة ’ حسب ما علمنا علماء الكتاب المقدس في اليونان ’ النبوة هي القدرة على التعليم الصحيح وقيادة شعب الله والنبى هو المعلم . يلاحظ القارئ النجيب بأن الملك لا يهمه مصلحة الشعب بل تعنيه مصالحه الخاصة حينما يقول مفسرا سبب كراهيته للمعلم الوحيد في المملكة (...لأنه لا بتنبأ على خيرا بلا شرا ).النتيجة كما نفهم من بقية الاصحاح  أن الشعب تشتت على الجبال كخراف لا راعى لها ’ هذا من ناحية ’ ومن الجانب الأخر أن الروح   ’ أي روح الحق المعزى ’  لم يتكلم على السنة الأنبياء’ بل روح الكذب والنفاق .واللافت أن أحد (رقاصين ) الملك ومنافقوه والذين يظنوا أن روح الله ملك خاص لهم ’قام وضرب ميخا النبى على فكه  ’ وسأله بلغة الواثق العالم (من أين عبر روح الرب منى(لاحظ منى دى ) ليكلمك )وجأء رد النبى الحق والفاهم لمقاصد السماء في شئون الأرض  ’ (فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذى تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ)22 :25 .النتيجة المعروفة في التاريخ حتى اليوم هي النفى والتشهير والسجن والتجويع ’ ولكن ليلاحظ  القارئ الفهيم نهاية الحوار بين الملك أو المسئول أو الاكليروس  الخ الخ الساقط في مستنقع نفاق أعوانه  ’والنبى والمعلم القائم في معية الروح والحق وفهم علامات الزمان الأتى والأنى (قال الملك ضعوا هذا في السجن وأطعموه خبز الضيق(هناك معلمون وأنبياء ولاهوتيون وكهنة واساقفة وشهود في تاريخنا المعاصر تم حرمانهم حتى من خبز الصيق !!!)’وماء الضيق حتى أتى بسلام ) مل 1 ’ 22 :27 ’ 28 .) وهنا قال الروح كلمته الأخيرة على لسان النبى والمعلم واللاهوتى (ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بى !)النبى الحقيقى والمعلم المستقيم الرأي واللاهوتى النزيه ليس بوقا يرن أو صنجا يطن ’ بل  ولأنه معلم حقيقى ونبى صادق يدعو الشعب جميعا الى الاستماع والتي تعنى في العبرية الانصات القلبى الداخلى .