هل يحولانه الى مذبح صلاة ؟
الأب أثناسيوس حنين
حينما يكون الطبيب عالما تقيا والمريض مؤمنا نبيها والكنيسة حاضرة في شخص كاهن فهيم مصطلح مع نفسه ’ يمكن أن يتحول مخدع المشفى الى مذبح صلاة وشكر .سبق وكتبنا بأن الزوجين يتحولان الى جسد واحد بفعل شركة الروح القدس الذى وحدهما في سر الزيجة. المريض هو مؤمن ممسوح بالروح القدس .
 
لهذا تمارس الكنيسة (سر مسحة المرضى) ولكن ليس معنى هذا أن المسحة موسمية ’ بل هي دائمة وحاضرة في المؤمن الساجد. الكاهن يأتي مرة لينشطها ولكنه لا ليخترعها أو يخلقها من العدم . المسحة فينا .الروح يصلى في الجسد المتوعك بأنات لا ينطق بها ويقويه ’خطرت لى هذه الأفكار وأنا أصاحب صديق صدوق في احد مصحات أثينا العاصمة اليونانية .هادئ ومشرق ومعه كتبه يقرأ ولا يمل من الحديث مع جيرانه حديثا طيبا .شعرت بأن السبيل الوحيد للولوج الى دهش الصلاة هو المزامير من الأجبية (كتاب الصلوات القبطى).كلانا يحفظ منذ نعومة أظفاره ما تيسر من المزامير .قررنا أن نصليها بجد وبعمق وبصدق وبثقة.من (طوبى للرجل ...مرورا بيستجيب لك الرب في يوم شدتك ..
 
.وصلا الى الرب راعى ...وانتهاء بالصلاة التي كشف لنا الروح فيها معانى جديدة ( الأن تطلق عبدك يا سيد بسلام لأن عينى قد أبصرتا خلاصك...). بالطبع لم نترك أناجيل باكر والثالثة والغروب .قلت له وهو ينتطر التدخل الجراحى الكبير ’ أن عبارة أطلق عبدك بسلام تعنى أمران ’ في حالته الأن ’ أن يطلقه الرب بسلام ليبدأ حياة جديدة ويعود الى بيته وكنيسته وأحبائه ’ أو يقرر أن يطلقه الرب بسلام الى فوق حيث الأمجاد السماوية !وخاصة أن الصلاة تؤكد لنا أننا قد عايننا خلاص الرب .
 
تطلع الى بعمق كبير وتنهد تنهيدة كبيرة وأغرورقت عيناه بالدموع وقال :أمين ليكن لى كقولك! فاتنى أن أقول أننا قد قررنا أن نستأذن المرتل داود ونصلى مزاميره في صيغة الجمع من أجل شركة مع كل الراقدين على الأسرة ينتظرون الشفاء. وبمعنى أخر (ارحمنا بدلا من ارحمنى ’ الرب راعينا بدلا من راعى ’ يستجيب لكم الرب بدلا من يستجيب لك وهكذا .حولنا الصلوات الفردية الناموسية القديمة الى شركة أفخارستية جديدة مع شعب الله المتجدد في المستشفى وخارجها .لن أكون منصفا اذا انهيت هذه الخواطر بدون ذكر الطبيبة اليونانية التي تخصصت في مجالها على أعلى المستويات
 
.التى قالت  لى بعد حوار قصير حول العلاقة بين العلم واللاهوت بأن اللاهوت أيضا علم ذو قيمة .هذه شهادة اذا علمنا بأن اليونان تجتاحه موجة مسيحية أصولية تشكك في الطب والعلم واللقاح ’ ويقودها أكابر من رجال الأكليروس والرهبان الأثوسيين والشباب الذى تم عمل لهم مسح مخ . الشئ اللافت أن كل الناس في المستشفى (عريانون وهم لا يخجلون) ! هل هي عطية مجانية لكى يعود المرضى الى حالة البرأة الأولى ووعد القداسة الفردوسية ؟. خرج صديقى ’ من المشفى ’ صحيحا معافى ومديد الأيام . بعد أن ذاق أمجاد المذبح السماوى  في ألام مخدع المستشفى .
 
نرجو الصحة للجميع والبركة والاستنارة للأطباء ومن يعمل معهم .