الأب أثناسيوس حنين - شيخ متزوج ويعول !
اذا قبلنا أن الزواج المسيحى هو سر كنسى ’ نكون قد قبلنا أنه يحدث فيه ما يحدث في بقية الأسرار . ما الذى يحدث في بقية الأسرار ؟ بركة وقوة ونعمة وطاقات التحول من حالة الى حالة ’ من خبز وخمر الى جسد يسوع ودمه ’ من مياه عادية وجارية الى بطن  ولادات جديدة وهكذا باقى الأسرار . تعلمنا أن احد شروط إتمام السر الكنسى هي الكاهن المشرطن أي القانوني وليس المزيف .
 
اذا جئنا الى سر الحب الزيجى ’ من أين نأتى بالكاهن ليعاين ويشرف على تحول الجسدين في المخدع الى جسد واحد ؟ هنا الكاهن هو الزوج انطلاقا من الكهنوت العام للمؤمنين الذى بشر به يوحنا في سفر الرؤيا. يقول الشيخ الروحانى رب الأسرة المختبر "حينما يلتقى الزوجان في مخدع الزوجية الغير الدنس حسب بولس ’ وهما عريانيين ولا يخجلان ’ يرفعا أياديهم وقلوبهم الى فوق ويصليان " أيها الملك السمائى المعزى روح الحق الحاضر في كل مكان والمألئ الكل كنز الصالحات ورازق الحب والحياة ’ تعال ’ نعم تعال ’ وحل فينا وطهرنا من كل دنس الأنانية ونجاسة الشهوة الرخيصة وقدس أيها الصالح أتحاد نفوسنا وأجسادنا وحولها الى جسد واحد ".
 
هنا يأتي الروح القدس ليتمم سر الوحدة ويتمم تحول الزوجين من جسدين الى جسد واحدة في الرعشة السرائرية والتي تحقق سر الجسد الواحد.وحتى لا يظن أحدنا أننا نهذى ’ نلجأ الى لاهوتى سر الزيجة الأول وهو بولس والذى يخاطب الكورنثيين ’ وما أدراك وكورنثوس في ذلك الزمان اذا كانت رمز للانحلال الجنسى واحتقار مخدع الزوجية واستعمال المرأة كمتاع وضربهن وهجرهن في المضاجع! هذا تراث سابق للعرب  ! ينطلق رسول الأمم من الجسد الواحد "ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل ’ وكذلك ليس للرجل تسلط على جسده بل للمرأة " 1كو 7 .هنا الحقوق الحقيقية والوحيدة هي حقوق الجسد الواحد المتحقق في حقيقة نعمة المسيح .
 
الى أن يصل الى مفهوم الاتحاد والتحول الى جسد واحد ويقول "لا يسلب أحدكم الأخر الا عن موافقة ..." والسلب ’ وهى ترجمة فانداكتية رديئة جدا ’  في النص الأصلى (لا يمتنع أحدكم عن تسليم جسده للأخر أي لا يحرمه منه ويتركه للتحرق )هنا  الامتناع ’ ليس عن الحب ’ بل عن الجنس ’ للتفرغ للصلاة في المواسم الكنسية الكبيرة والقداسات مثلا حيينما يكون الزوجان في شركة حب وتجلى روحى مع الكنيسة الجامعة . هنا السلطان للجسد الواحد الممسوح بالروح الواحد في المخدع الواحد للمسيح الواحد .يصل بولس في الاصحاح السابع من رسالته الى الكورنثيين الى الافتخار بقوة الجسد المسيحى وقداسته وقدرته الذاتية على نقل "العدوى" عدوى القداسة الى جسد الأخر حتى وان لم يكن قد أمن بعد وأعتمد ولكنه يتلقى (الكاتشيزم) أي التعليم الأولى استعدادا للمعمودية وإعلان الايمان .
 
ويقول ’بتواضع من لم يتزوج ’انه رأى شخصى ولم يأخذ به رؤية أو أعلان أو وحى "فأقول أنا لا الرب ان كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهى ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها .والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضى أن يسكن معها فلا تتركه " ومن ثم يقدم لنا سبب هذه التحول وهو قداسة جسد الواحد والتي تقدس الأخر "لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة(المؤمنة) والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل (المؤمن). أذا لم يتم هذا التحول الى القداسة ’ "فأولادكم نجسون". أن عودة المخدع الى قداسته الأولى كفيل بأن ينقذ بيوت كثيرة من الخراب ’ ويعيد للبيت قداسته وللمخدع هيبته ’ ولسر الزيجة حرمته ! وسيوفر على زملائى الكهنة الكثيرمن التعب ’ تعب التلصص والتجسس والتحرق على حرية الزوجين التي منحهما لهم المسيح حسب بولس وينقذهم وينقذنا وينقذ الكنيسة من (الأخوة الكذبة الذين دخلوا (الخدمة والكهنوت والرهبنة )خلسة وخفية لكى يتجسسوا حريتنا التي في المسيح (غلاطية  :4) لا يوجد كاهن للاسرة الا الزوج ’انطلاقا من لاهوت الكهنوت العام للمؤمنين الذين بشر به يوحنا الحبيب في رؤياه (نعمة وسلام ... من يسوع المسيح الشاهد الأمين ..الذى غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه ..." رؤيا 1 :6 وعلى المتاجرين بالأسرار أن يمتنعون ! أن يمتنعون عن التلصص والتجسس على أسرار المخادع ظنا منهم أنهم يسهون في إيجاد حلول للمشاكل الأسرية وهم ’ في الحقيقة ’ يزيدونها تعقيدا. لأن سبب معظم المشاكل ’ ونكرر معظم وليس كل ’ الزوجية هو (المخدع ’ السرير ’ الكنبة) والتي يستحى الزوجان ان يبوحا بها لغريب مهما علا شأنه أو تقولظت عمته ! وأحيانا تستعملها الزوجات سلاحا لأذلال الرجال !.
 
وأخيرا سوف يتم غلق مكاتب ما يسمى بالأحوال الشخصية بالضبة والمفتاح ’ لأنها في الحقيقة ليست مكاتب أحوال شخصية بل مصادر فضائح علنية’ واللى مش مصدق يسأل الكهنة الأمناء الذين خدموا في هذه المكاتب ورأوا وسمعوا ما يندى له الجبين من أسرار البيوتات والتى لم تعد أسرار وتحولات بالروح القدس في المخادع  بل مزايدات وصفقات وطلاقات وتخريبات لبيوتات في المكاتب !!! وأخيرا ’وهذا ما نصلى ونكتب لأجله ’سوف يعود السلام والوئام الى البيوت .