Ασπάσασθε άλλήλους έν φιλήματι άγιώ
الأب أثناسيوس حنين
أستوقفتنى اليوم في القداس القرأة من رسالة بولس الى سكان روما والاصحاح السادس عشر .وقفت أمام الكلمة اليونانية "أسبازاستى"التي ترجمها الخواجة فاندايك بكلمة "سلموا على ..." . لقد وردت هذه الكلمة في الاصحاح 16 من رسالة روما حوالى ثلاثة عشر مرة وفى الأية السادسة عشر ’ يوضح الرسول بولس المعنى من السلام ويقول "سلموا على بعضكم بعض بقبلة مقدسة" . أي أن المعنى الأصلى ليس مجرد "سلموا ..." بل " قبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة" . شكلت هذه القبلة المقدسة أحد اساسات الاجتماع الافخارستى في الكنيسة الأولى وأهم دعائم المحبة بين المؤمنين .ولقد ذكرها يوستينوس الشهيد في شرحه للافخارستيا في الكنيسة الأولى .ولقد سارت الترجمة اليسوعية المدققة عادة على طريق المترجم الغربى فاندياك واستعملت كلمة "سلموا..." بلا أدنى تعليق على المعنى الأصلى . ذهبت الى الترجمة الفرنسية وجدتها   " Saluezتستعمل كلمة

 “ بينما النسخة
 الانجليزية  استعملت كلمة
Greet.

هذا المثال يؤكد ما يؤكده الباحثون واللاهوتيون من خطورة فصل النص الكتابى عن الحياة الكنسية والليتورجيا وممارسات المسيحيين القدامى . يؤكد هذا المعنى من أن الكنيسة القبطية ’ ربما ’ هي الكنية الوحيدة في العالم التي احتفظت بالمعنى والفحوى الأصلى للأسبازموس . اذا ما زال الشعب يقبل بعضه بعضا حتى وان اختصر القبلة المقدسة في ضم اليدين على اليدين . بقيت القبلة في الكنيسة اليونانية ولكن بين الكهنة في داخل الهيكل اذا يقبل الكهنة بعضهم بعضا بقبلة مقدسة . وهى تتم في أحتضان كل منهم للاخر وتقبيل يديه مع القول " المسيح في وسطنا الأن وكل أوان ". الكلمة الإلهية مثلها مثل السمكة اذا خرجت من بحر الليتورجيا والحياة الكنسية والاختبارات الروحية ماتت بين أيدينا !!!