بقلم: د. فكرى نجيب أسعد

يدعونا الرب بلمساته الرقيقة إلى التوبة التى ليس أحد كبير عليها ،  وأن الله المحب لا يتأفف على الأطلاق من رجوعنا إليه تائبين ، بل يشفق علينا ويفرح برجوعنا كرجوع الأبن الضال إلى أبيه ،  فأنه لا يوجد خطية تغلب محبة الله فى قبولنا . 

إذا تهاونا فى دعوة الله الرقيقة لنا ،  فأن الرب يستخدم معنا أسلوب آخر يتناسب مع مقدار رفضنا له، كان يتخلى عنا حتى نشعر بضعفنا  وبشدة الإحتياج إلى الرجوع إليه ليقيمنا من خطايانا. وأن البؤس الذى وقع فيه الأبن الضال الذى كان يشتهى أن يأكل من الخرنوب – طعام الخنازير – هو السبب وراء إعادة كرامته الأولى " لم يرضوا مشورتى رذلوا كل توبيخي فلذلك يأكلون من ثمر طريقهم ويشبعون من مؤمراتهم " ( أم 1 : 30 ، 31 ). وقد يستخدم الله معنا ضربات أقوى لرجوعنا إليه كضربة الله ليونان النبى. وأن الله حينما يفعل ذلك معنا فهو يعمل لمصلحتنا لكى يمنع إنحرافنا وحتى لا يجعلنا أن نمكث فى الظلام بعيداَ عن النور.

ان الشرور التى أرتكبناها لا تغيظ قلب الله الطيب ، قدر عدم رغبتنا فى التغيير الذى يريده الرب لنا ، لأن من يخطىء يكون قد سقط فى ضعف بشرى ، وأما من يستمر فى نفس الخطية فإنه يشوه صورة الله فيه ، التى خلقها الله على صورته فى البر والتقوى ، ويبطل إنسانيته ويصير عبداَ للشيطان عدو الخير.

وينصحنا الأباء بأن ندخل من باب التوبة المفتوح لنا ، فى احتياج واشتياق إلى الرب ، نادمين على ما أرتكبنا من آثام ، وقاطعين العهد  بأن لا نعود إليها قبل أن يغلق باب التوبة فى تأكيد لنا بأن الله الرحوم يريد خلاصنا وهو ينتظرنا وسوف يقبلنا وسنغنى مع داود العظيم الذى سقط وقام ، بمراحم الله الواسعة الكثيرة معك " وأعطيهم قلباَ جديداَ ، وأجعل روحاَ جديدة فى داخلكم ، وانزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم " (حز 36 : 26 ) .

وأن محاسبتنا لأنفسنا لا يجب أن يختصر على النواحى السلبية بالحيدان عن الشر بل يجب أن شمل أيضاَ أعمال الخير والبر التى قصرنا فيها كالفضائل الروحية " فمن يعرف أن يعمل حسناَ ولا يعمل ، فذلك خطية له " ( يع 4 : 17 )  .