بقلم : د. فكرى نجيب أسعد

للنهوض بالخدمة فى الإسكندرية ولأعداد الكنيسة فى المرحلة القادمة بعد قداسة البابا شنودة الثالث وذلك بعد موافقة مجلس كهنة الإسكندرية والمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا أقترح بالنقاط التالية :

- يتم تقسيم الإسكندرية إلى أربعة مناطق رعوية يقوم مطران أو أسقف برعايتها وليقوم الأباء المطارنة والإساقفة فى المناطق الأربعة بالقيام بأعمال البابا بعد أنطلاق قداسته لحين إختيار البطريرك الجديد .

- يقوم الأباء رؤساء الأديرة بإخراج الأباء الرهبان الروحيين لديهم من الرهبان خاصة المتوحدين منهم للتواجد فى البطريريكية بالإسكندرية ليستلموا الوكالة من الجديرين بالقيام بها ولإختيار منهم بواسطة القائمين بأعمال البابا فى الإسكندرية البطريرك القادم بمشيئة الله .

- إنشاء دير فى البطريركية بالإسكندرية وليكن باسم مامرقس الرسول ليتواجد فيه الأباء الرهبان من الأديرة المختلفة والذين سيتم منهم إختيار البطريرك القادم .

- العمل على أصلاح الكنيسة قبل إختيار البطريرك القادم ووضع صيغة توافقية لبرنامج الأصلاح وفقاَ لمعالم الكنيسة الأولى التى أسسها أبائنا الأوائل القديسين والتى لا تعرف الإنقسامات والإنشقاقات الحالية للكنيسة يعمل بها البطريرك القادم بمشيئة الله .

- أجراء القرعة الهيكلية التى يتم على أساسها إختيار البابا القادم بمشيئة الله على عدد أكبر أكثر من ثلاثة وليكن ( 5 – 7 ) أعضاء مع وضع ورقة بيضاء مع الأوراق التى تحمل أسم كل عضو عند أجراء القرعة.

- وضع نظام جديد لإنتخابات أعضاء المجلس الملى الإسكندرى بدلاَ من النظام الحالى وهو ما سوف أتناوله فى موضوع مستقل تحت نفس العنوان بمشيئة الله .

وأنه يمكن النهوض بالخدمة فى الإسكندرية من خلال تحقيق تعاون بين المذاهب المسيحية المختلفة فى التقاسم المشترك وذلك بعد طلب إرشاد الروح القدس الذى يجمع ولا يفرق.

حول أهمية العمل بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد وحفظ وحدانيتها، ورفض الإنقسامات والإنشقاقات يرشدنا الروح القدس العامل فى القديس العظيم بولس الرسول بالآتى :

+ أن لا يكون بيننا انشقاقات وخصومات وأن نكون كاملين فى فكر واحد ورأى واحد ( 1 كو 1 : 10 – 12 ) .

+ أن نعرض عن الذين يصنعون الإنقسامات والإنشقاقات خلافا للتعليم الصحيح ( رو 16 : 17 – 18 ) .

+ أن نجتهد فى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل محتملين بعضنا بعضاَ فى المحبة ( أف 4 : 1 – 5 ) .

لتحقيق تعاون وتقارب بين المسيحين فى المذاهب المسيحية المختلفة فى التقاسم المشترك بينها، ولتحقيق الرغبة الإلهية فى تحقيق كنيسة واحدة لا تعرف الإنقسامات والإنشقاقات الحالية فى ضوء ما أوصى به القديس العظيم بولس الرسول، فأنه من الضرورى رفع الصلوات إلى الله الواحد ليحل بروحه القدوس فينا لنعمل بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح لتوحيد الأعضاء المتفرقة فى جسد واحد .

وأن تعاون المذاهب المسيحية فى مصر فى الوصول إلى وحدة فى الرأى والفكر هو أمر ضرورى خاصة فى النقاط التى تتعلق بالتعامل مع الدولة، فمن الأفضل بالنسبة للكنيسة أن تعاملها الدولة على أنها كنيسة موحدة بإعتبار أن وحدة الكنيسة من وحدة الوطن وأن السعى لوحدة الكنيسة ورفض الإنقسام والإنشقاق بها هو مطلب مقدس يجب أن نسعى لتحقيقه. وأرى أنه لأمر طيب لو أجتمعت المذاهب المسيحية الثلاثة ( الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية ) بصفة دورية للوصول إلى أتفاق موحد فيما يخصها من تقاسم مشترك نحو بعضها البعض ونحو تعاملها مع الدولة.

ومن الأمور الهامة التى يجب تناولها للوصول إلى أتفاق بشأنها والتى قد تطلب أيضاَ بعرض ما يلزم منها على مجالس لكنائس على المستوى الأقليمى والدولى أذكر :

- المشاركة فى وضع قانون دور العبادة الموحد الذى رفضته الكنائس الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية فى اجتماعها بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة فى 15 يونية من العام الماضى .

- الأشتراك فى بناء أدوار عبادة للأسر المسيحية مختلطة الطوائف يتم ممارسة الشعائر الدينية بها فى نقاط الإتفاق وان تكون تعاليمها على أساس معالم الكنيسة الأولى ومن بينها العدالة الإجتماعية التى تعد مطلب عام بين المواطنين هذه الأيام يجب أن تسعى الكنيسة الموحدة فى تنسيق وتعاون بينها بالعمل بمبادئها على العاملين بها ثم التوعية بها فى قدوة صالحة بين الرعية خاصة بين رجال الأعمال والمحتاجين إلى عمل للعمل بها فى إقتداء .
- القيام بأعمال مشتركة كوضع كتب مشتركة ليس فى نقاط الإتفاق فقط بما تتيح كل طائفة بالإستفادة بعمل الروح القدس بالطائفة الأخرى بل فى نقاط الإختلاف أيضاَ تتضمن الرأى والرأى الآخر.

- إنشاء جمعيات مشتركة تضم الرعية بالمذاهب الثلاثة يتم تحديد عملها والتوعية بها بين الرعية كجمعيات خاصة بالتشغيل وإقامة الدورات التدريبية للتأهيل للعمل والقيام بالمشاريع الخدمية إالتى تحقق العدالة الإجتماعية وإعطاء قروض لإقامة المشاريع الإستثمارية والمزيد من المشاريع الخدمية التى تحقق العدالة الإجتماعية فى تعاون بلا تنافس والإستفادة من الأمكانيات التى تخصصها الدولة فى هذا الشأن.

- توحيد الخطاب الدينى فى كل طائفة وكذلك فى التقاسم المشترك بينها للنهوض بمستوى الكلمة الملقاه على المنابر، وهى ما يمكن تحقيقها بجمع الكلمات فى الموضوعات المشتركة ثم العمل على أجراء التعديلات اللازمة عليها بحذف ما هو مكرر منها وتوحيدها ثم إعادتها مرة أخرى. مع العمل على وضع المناهج الدينية المدرسية على هذا الأساس أيضاَ ومراعاه تدعيمها بالموضوعات التى تحث على حب الوطن والمواطنة وعدم التعصب والتطرف وقبول الآخر والتى تؤهل لبناء مواطن صالح .

- الإتفاق على الأحوال الشخصية للرعية فى المذاهب المسيحية المختلفة، خاصة بالنسبة للطلاق وطلب الزواج الثانى، بما لا يتيح تغيير المذهب أو الطائفة ثم العودة مرة أخرى.

- المشاركة فى إتحاد الإناجيل الأربعة فى إنجيل واحد يجمعها ولا يكون بديلاَ لها يضم الأحداث المتداولة التى حدثت أيام السيد المسيح والتى لم يتم تدوينها بعد فى أى من الأناجيل الأربعة .

- التوعية بخطة الله الأقتصادية الأجتماعية التى تنادى بمحبة القريب كالنفس والموجودة بالكتاب المقدس والدعوة للعمل بها فى المشاريع الخدمية التى تقوم بها الكنبسة كالخدمات الصحية والخدمات التعليمية ( أنظر برنامج تحقيق العدالة الإجتماعية على www.facebook.com/dr.fikry( ، وإذا أردنا أن نضع حداَ نهائياَ للمشاكل المتعلقة بتوزيع الثروات والموراد الطبيعية على أساس عادل لا يعرف المحاباه خاصة التى تتخطى الحدود الدولية كالمياه فعلينا بالعمل بخطة الله الإقتصادية الإجتماعية .

- التوعية بعولمة عادلة تضع الثروات والموراد الطبيعية ملكاَ مشتركا للأسرة البشرية على أساس من القيم والمبادىء المشتركة للأسرة البشرية، والعمل على توزيعها على أفرد الأسرة البشرية بما يحقق منها التنمية والمساواه للدول أو العدالة الإجتماعية للشعوب التى نسعى فى تجميعها فى قرية كونية صغيرة يذوب فيها الحدود الدولية وذلك على أساس من الحرية والعدالة ، فلا يكون هناك تنمية فى جهة على حساب جهة أو لفئة على حساب فئة أخرى .

- إنشاء صندوق دولى مشترك يلتقى عنده الغنى والفقير فى نقطة واحدة ويتساويان يعمل على توزيع الموارد الطبيعة والثروات على شعوب العالم لكل من يعتبرها ملكاَ مشتركاَ " كان عندهم كل شيىء مشتركاَ " ، " لم يكن أحد يقول أن شيئاَ من أمواله له " ( أع : 4 ) وذلك على أساس من الحرية والمساواه وبلا تمييز بين إنسان وآخر على أساس اللون أو الجنس أو العقيدة أو النسب أو نوع العمل أو الوضع الإجتماعى لتحقيق منها التنمية والمساواه أو العدالة الإجتماعية لكافة شعوب العالم. وأن توزيع الموارد الطبيعية والثروات على أساس عادل يمكن تحقيقه من خلال إقامة المشاريع التى تتخطى الحدود والتى تعطى دخول تحقق مستوى معيشة واحد للأفراد والتى تقدم أيضاَ خدمات إنسانية متساوية فى التعليم والصحة والسكن وغيرها بلا تمييز بين فرد وآخر على أساس مادى. وأننا نتطلع دوماَ أفراداَ وجماعات فى إحتياج وإشتياق أن نضع أقدامنا فى على تعاليم والمبادىء المسيحية التى للكنيسة الأولى التى أسسها أبائنا الرسل القديسين لنعمل بها فى تنسيق وتعاون وإتحاد.

- أعتبار الأزمات والكوارث الطبيعية والغير طبيعية التى تعانى منها الشعوب محن مشتركة للأسرة البشرية التى نسعى تجميعها فى قرية كونية صغيرة تختفى فيها الحدود الدولية، خاصة ممن يعملون منها على توزيع الثروات والموارد الطبيعية بالعدل والمساواه فى إعتبار أنها ملكاَ مشتركاَ وملكاَ للرب الذى من يده نعطى .

أن تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك بينها ككنيسة واحدة لا تعرف الإنقسام لحالى هو أمر بلا شك سيعود بالنفع عليها فى تحقيق تعاون مماثل فى التقاسم المشترك للأديان الأخرى فى محبة لا تعرف المحاباه أو التمييز أو الصراع وتضع الآخر كالنفس. وأن إنشاء ما يسمى ببيت العائلة المصرية للوصول إلى أتفاق فى نقاط الأختلاف والقيام بأعمال مشتركة فى التقاسم المشترك فى عدم تمييز هو أمر نشجع عليه.