بقلم : رباب كمال 
 
زغاريد .. دي جي ..مكبرات صوت ..... نعم  يا حبيبي نعم لعبد الحليم حافظ ..رقص في شوارع مصر وكأننا مدعوين لزفاف شعبي كبير والخلاصة .. أن الصناديق قالت  " نعم " .
 
لم ُتعلن النتيجة النهائية للاستفتاء ولكن المؤشرات الأولية سواء من أصوات المصريين في الخارج أو في أول أيام الاستفتاء في اتجاة " نعم ساحقة كاسحة  " ... 
استفتاء اليوم لم يكن استفتاءًا على مواد الدستور بقدر ما كان استفتاءًا على 30 يونيو و صفعة على وجه الإخوان و تأييد للمؤسسة العسكرية . 
 
وعلى سبيل الكوميديا الاعلامية كان لابد ان نتابع  قناة الحظيرة- الجزيرة سابقًا -  التي أكد مذيعها أن هذه الأعداد الغفيرة امام اللجان جاءت بهدف  مقاطعة الاستفتاء  !! فلماذا لا يقاطعون في بيوتهم مثلا ؟؟ و في كوميديا إعلامية سوداء أقل وطأة ..كان علينا ان نتابع -قناة السي أن أن- التي صدعت رؤوسنا  بالتخوف على الديمقراطية من الانقلاب لما يقرب من 6 أشهر .. فالقناة التي تواكب الاحداث لم تر ملايين البشر بعين مجردة التي احتلت الشوارع في 30 يونيو طلبًا لرحيل الاخوان ..فأتحفتنا اليوم ثانية  بتقرير مفادة ان الشعبية التي كان يحظى بها التيار الإسلامي تراجعت !! صح النوم ... وفي رواية أخرى ناموسيتكم كحلي . 
الا أن  تراجع التيار الاسلامي و جماعة الاخوان أحد فروعه لا يعنى هزيمته أو القضاء علية  ..دعونا نتذكر ما جرى في أوائل و منتصف التسعينات حين  كان التيار الاسلامي في مرمى السخط الشعبي و تحديدًا بعد العمليات الارهابية التي نالت من مصر بداية من قتل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق وحتى مجزرة الدير البحري عام 1997 .... 
 
ولأننا اعتدنا على ابهار العالم منذ أمد بعيد فكان لذلك  للتيار الإسلامي المكروه.. الغلبة في الشارع المصري بعد أن أعاد صياغة توغله في الحياة و مؤسسات الدولة و خرج علينا من خلال الشيوخ الذين اعتلوا منابر الاعلام حتى بدأنا نتحدث عن ان سبب مأساتنا اننا ابتعدنا  عن شرع الله  و تطبيق شريعته و أخشى ان يبهر المصريون العالم و يعيدون التيارات الاسلامية يومًا ما حتى لو كان يومًا بعيدًا الى مقاعد البرلمان . كل شيء ممكن طالما أنه يغيب عنا مشروع  حداثي تقدمي حقيقي . 
 
و ماذا بعد نعم ؟ البداية الحقيقية  تبدأ من بعد نعم ولا ينتهي الأمر بمجرد الموافقة على الدستور و تمريره  .. وبعد أن تحدثنا عن كثير من مواد الدستور المحترمة فعلينا أن نعي انها بحاجة إلى جهد تشريعي مضني حتى يتم ترجمتها إلى قوانين فاعلة ُتحدث تغيرًا ملموسًا في حياة المواطنين ..ولا يغيب عنا أن كثير من مواد الدستور المحترمة جدًا مقيدة بالمادتين الثانية و السابعة .. مقيدة أي مشروطة ..أي رهن مادتين احداهما ( الثانية )  نتاج ارث  الرئيس السادات مؤسس دولة العلم و الإيمان من خلال دستور 1971  و الأخرى ( السابعة ) نتاج  ارث دستور الإخوان عام 2012 وهي بمثابة لغم دستوري  ..