لا تزال الصدمة تخيم على الشارع السوداني بعد فض الاعتصام، وهذا ما عكسته تعليقات رواد مواقع التواصل التي غلبت عليها سمة الخوف من المستقبل وما قد يحمله من تهديد لحراكهم.
برز شعار "#مدنية_خيار_الشعب" خلال أغلب الاحتجاجات التي جابت شوارع السودان يوم الاثنين، قبل أن يتحول إلى هاشتاغ رافق معظم تغريدات الناشطين، ومنشورات المتضامنين معهم عبر العالم.
مجزرة اليوم وبيان المجلس العسكري الأخير يعني بداية حلقة جديدة في ثورة الشعب السوداني، عنوانها #تسقط_تالت
— Omer Eldigair (@omereldigair) June 4, 2019
المجد الشهداء : لابد لشجرة الدم ان تطرح ثمارها.
كما أعاد مغردون تفعيل هاشتاغات قديمة من قبيل #مدن_السودان_تنتفض و #تسقط_تالت ، أكدوا من خلالها إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات حتى تسلم السلطة للمدنيين.
عصي وسياط
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين بفيديوهات تظهر حالة الخوف والهلع التي صاحبت الساعات الأولى لفض الاعتصام.
الناس ديل ممكن يقتلو عشان ياخدو اجازة!! pic.twitter.com/83tf1FJAQM
— إِسْـمَاعِيْل الشّـنَب (@iMustache4) June 3, 2019
وأظهر أحدها شيخا مسنا وهو يحاول الهرب من سياط عناصر أمنية أجبرته على ترديد شعارات مناوئة للحراك وتشيد بالمجلس العسكري. وحاول الشيخ مقاومة العصي والسياط التي انهالت على جسمه قبل أن يسقط على الأرض.
ويكشف مقطع آخر رجلا بزي عسكري وهو يحث زميله على إطلاق النار على المتظاهرين لأنهم "حرموهم من عطلتهم الأسبوعية".
كما تحدثت تغريدات البعض عن تعرض فتيات للتحرش. ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من صحتها.
وأحالت كل هذه المقاطع المصورة المغردين إلى التساؤل عن المسؤول عن هذه التطورات "الخطيرة"، هل هي القوات الأمنية والمجلس العسكري أم أن قوى التغيير تتحمل جزءا مما حدث؟
من المسؤول: الجنجاويد أم القوى السياسية؟
أنحى قطاع واسع من المدونين السودانيين باللائمة في تدهور الأوضاع على المجلس العسكري و"الجنجاويد" قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والتي كانت تعد سابقا أحد أبرز دعائم النظام السابق.
وتداول نشطاء فيديوهات قالوا إنها تظهر عناصر من قوات الدعم السريع وهي تضرب وتنكل بالمحتجين.
ويرى قطاع واسع من الناشطين أن المجلس العسكري يسعى للاستحواذ على السلطة بأساليب نظام البشير القمعية معتمدا على قوات الجنجاويد في فض الاعتصامات وترهيب الناشطين.
لذ يطالب الكثير منهم بحلها محذرين من "خطورتها على الأمن والاستقرار في البلاد".
وتشكلت النواة الأساسية لقوات الدعم السريع "الجنجاويد" من أبناء إقليم دارفور، وأسندت إليها مهام قتال الحركات في الإقليم الملتهب في عام 2003 حيث تمكنت القوات من هزيمة الحركات المناهضة لنظام البشير في وقت وجيز. ومنذ ذلك الحين تعاظم الدور السياسي والأمني لتلك القوات ولا يزال محل خلاف حتى اليوم.
و"الجنجاويد" مصطلح سوداني يعني الرجل الذي يمتطي جوادا ويحمل سلاحا.
وبالمقابل، يرفض البعض تحميل المسؤولية كاملة لقوات الجنجاويد ودعوا فقط للحد من الاستقلالية التي تتمتع بها ودمجها في المؤسسة العسكرية.
وظهر فريق آخر من المغردين يتهم قوى الحرية والتغيير بمحاولة إقصاء الأحزاب السياسية والجيش واحتكار العمل الثوري.
ويناشد مغردون قوى التغيير بالوصول إلى اتفاق يشمل كل الأحزاب السياسية الثورية، قائلين إن ذلك يرجع بالنفع على الحراك ويقطع الطريق أمام أصحاب الثورة المضادة.
فغرد أحدهم قائلا: "الصراع الحالي بين العسكر وما يسمى قوى التغيير هو صراع حكم سلطوى وهذا الصراع سيتغدى على دم السودانيين في ظل عدم وجود طرف في معادلة التفاوض يمثل الشعب وخياراته ويدافع عن حقه .. هكذا سيستمر الوضع إلى أن تحكم بينهم القوى الدولية .. #مجزرة_القيادة_العامة".
ظاهرة العسكرة والمحاور الإقليمية
وكان مغردون قد جددوا تحذيراتهم من مغبة وقوف محاور إقليمية ضد إرادة الشعب السوداني، فربطوا فض الاعتصام يوم الاثنين بالزيارات المتتالية التي أجراها كل من حميدتي ورئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان إلى السعودية والإمارات ومصر.
ويسوق هؤلاء المغردون مبررات عديدة لتخوفهم من الدور الذي قد تلعبه الدول الثلاثة في السودان ما بعد البشير.
فمنهم من يرى أن مصر تهدف لنسج تجربتها في السودان ومنهم من يتوجس من مساعدات قدمتها الإمارات والسعودية كوديعة في البنك المركزي السوداني.
وقدرت تلك الودائع بنحو ثلاثة مليارات دولار، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
ويخشى النشطاء السودانيون أن يصب هذا الدعم الخليجي المصري في مصلحة المجلس العسكري الانتقالي مما قد يحول دون تسلم المدنيين للسلطة وإجهاض ثورتهم، على حد تعبيرهم.
في حين يتوسم آخرون خيرا في المساعدات الخليجية لبلدهم ويرون أن تجربة "السيسي هي الخيار الأفضل للتخلص من المحور الداعم للحركات الإسلامية كتركيا وقطر".
ولم ينته الجدل عند هذا الحد، إذ يتسع ليشمل ظاهرة الحكم العسكري في العالم العربي.
وعلقت المغردة رانيا قدور: "أشكك في الأهداف العاجلة التي دعت إلى عقد قمة عربية طارئة بمكة المكرمة .. وأكاد أجزم أن أولى تلك الأهداف هي إحباط نجاح التفاوض بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير .. مصالح تلك الدول أعظم من أن يسمحوا للثورة السودانية بالنجاح".
كل اللذين ليسوا ثواراً هم الان ضدك .. الجيش الجنجويد جهاز الامن الشرطة الدفاع الشعبي .... إلخ
— Hisham Ali (@wd_gliba) June 3, 2019
لذا لا وقت للتحليل من مع ؟ ومن ضد ؟
الوقت للعمل .. بنك السودان والطيارين يعلنون الدخول في الاضراب السياسي والعصيان المدني .. ومعظم شوارع العاصمة مترسه ومشتعله ..#مجزره_القياده_العامه
من اخترق القوى الثورية هي الأحزاب والجماعات السياسية والدينية المعارضة التي صنعها #نظام_البشير كمكمل سياسي لديمقراطيته التي كان يفصّلها بانتخابات نتائجها مضمونة سلفا، هذه القوى اخترقت قوى التغيير الثورية وحولتها لجماعات سياسية فقدت عمقها الشعبي.#تسقط_بس#فض_اعتصام_القياده_العامه
— ⚖️ (@khaled_jamrah) June 4, 2019
٤_يجب التأسيس الأن لبرنامج وطني متكامل لمعالجة المشاكل
— ك_مزمل هارون🇸🇩 (@simpleharoun) June 4, 2019
٥_المشاكل التى كانت موجودة على طاولة مفاوضات الصفوة لا تمثل حلول منطقية لمشاكل الوطن البسيط(عدم مناقشة قضايا الشعب)
٦_جنرالات السلطة الحالية هم امتداد للبشير بمعنى اذا لم يكن لديك ولاء للبشير لا تستطيع على رتبة على الاطلاق
عشنا وشفنا الجيش بيبكي ، دا نتيجة سكوت طويل حولوكم مرتزقة وسحبوا سلاحكم ورفعوا فوق راسكم جنجويد والقيادات تمارس العمالة علناً لمصلحة الخليج
— zubbba (@zienabhassan) June 3, 2019
ما تبكوا، يا تبقوا رجال ياتستقيلوا وتمشوا بيوتكم ياتسكتوا وتواصلوا الانبطاح والخزي وماتقولو مقهورين
في معارك الشرف لا مكان لانصاف المواقف.
ميزان القوة يميل إلى مجوعة قوى الحرية والتغيير خاصة بعد فض الاعتصام الذي يكاد يكون حرق فرص المجلس العسكري الانتقالي في الاستمرار في الحكم.
ويشير الصحفي والمحلل السياسي السوداني عثمان الميرغني في حوار لمدونة بي بي سي ترند إلى "أن ما وقع الاثنين لم يحدث حتى في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير الذي قتل أكثر من 60 شخصا في أربعة أشهر، في حين قتل نصف هذا العدد أمس خلال أربع ساعات فقط".
ويرى الميرغني أن السيناريو الأفضل للخروج من هذه الأزمة هو هدوء الأوضاع بإعلان المجلس العسكري أنه أخطأ وإقراره بمدنية السلطة وتسليمها للمدنيين بطريقة سلمية، لكنه يتوقع أن تشهد الأحداث مزيدا من التصعيد.
ويضيف: "الشارع في أقصى حالات ثورانه وهيجانه، فالمتاريس في كل مكان والاحتجاجات متواصلة حتى في العيد".
ويستبعد الميرغني عودة أي طرف لطاولة المفاوضات بعد فض الاعتصامات قائلا إن "ما سنراه في الأيام القادمة هي مجرد قرارات".
#مجزره_القياده_العامه
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) June 3, 2019
دعم و تمويل : الامارات و السعودية
تخطيط : مصر السيسي
تنفيذ : حميدتي والمجلس العسكري
ضع هذه الحقائق أمام عينيك لتزداد عزما على إفشال غدرهم الذي لم يراعي حتى حرمة الشهر الكريم
كل الساحات ثورة وكل المرافق عصيان مدني
اعمل شيئا كن أو لا تكون
بأمر من نظامي قطر وتركيا..أتباع نظام البشير والاخوان المسلمين الإرهابيين يقتحمون أماكن المعتصمين في الخرطوم ويطلقون النار على المدنيين..
— Amjad Taha أمجد طه (@amjadt25) June 3, 2019
قطر تنتقم من قمم مكة في السودان!
ولحماية الناس قوات الأمن تمشط المنطقة من من هذه المجموعات الخبيثة الارهابية الخطرة على المعتصمين.#امجد_طه