كتب – روماني صبري    
رحل عن عالمنا بالأمس الاثنين الموافق 17 من شهر يونيو " محمد مرسي العياط"، خلال محاكمته في قضية التخابر والعمالة مع قطر وحركة حماس الفلسطينية وتنظيم القاعدة الإرهابي .

النوبة القلبية
وأكد القضاة في جلسة المحاكمة أن العياط كان بصحة جيدة وطلب من المستشار محمد شيرين فهمي  السماح له بالتحدث ، وبالفعل وافق ، وخلال حديثه شعر بالإرهاق وأغمى عليه حتى سقط على الأرض وتم نقله إلى المستشفي بسيارة الإسعاف ، ولكنه توفي عقب وصوله اثر نوبة قلبية.

الدفن
ودفن مرسي فجر اليوم الثلاثاء في القاهرة ، بعدما سمحت النيابة العامة بدفنه عقب انتهاء لجنة الطب الشرعي من مهمتها.

مع الجماعة
وأفاد نجله عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، انه تم دفن والده بمقابر تضم جثامين قيادات شهيرة من جماعة الإخوان المسلمين في حي مدينة نصر بمحافظة القاهرة .

وشاركت أسرة مرسي اليوم في مراسم الجنازة داخل مسجد سجن ليمان طرة .


البداية
ولد محمد مرسي في 20 أغسطس عام 1951 بقرية العدوة بمحافظة الشرقية ، وكان والده مزارعا بسيطا ووالدته ربه منزل ، ولمرسي 3 إخوة ذكور وأخت واحدة كان هو أكبرهم  .

تخرج مرسي من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وحصل على منحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا ، وبعدها حصل على درجة الماجستير في هندسة الفلزات من جامعة القاهرة، وحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه.


الانتماء للجماعة
في عام 1977 انتمى مرسي لجماعة الإخوان المسلمين ، وبعدها مم اختياره ليكون عضوا في القسم السياسي للجماعة

نجح في انتخابات مجلس الشعب عام 1995 ، وانتخابات 2000 ، وانتخب عضوا في مجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان المسلمين ، كما شغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان  .

الوصول للحكم
بعد ثورة 25 يناير نجح الإخوان في الوصول إلى الحكم ، بعد سيطرتهم على المشهد السياسي آنذاك ، ونذكر انه في هذه الفترة أتحدت الجماعة مع الحركات اليسارية الاشتراكية وبعض النخبة، الذين اخذوا يصيحون إن النظام السابق جعل من الجماعة (شماعة – فزاعة ) – بحسب تعبيرهم- حتى يظل في الحكم ، لكنهم الآن شركاء ميدان ، رغم أن الجماعة لم تدفع بعناصرها في الأيام الأولى للثورة للمشاركة في التظاهرات التي شهدها ميدان التحرير.

 وبالفعل دفعت الجماعة بمحمد مرسي للترشح في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير ، وفي 24 يونيو 2012 تم الإعلان عن النتائج وفاز مرسي بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين .


بعد الحكم
منح الشعب المصري محمد مرسي عاما واحد ، حتى يلمس التغيير ، وما أن انقضى هذا العام ، حتى خرج الشعب في تظاهرات ضده وضد جماعته ، احتجاجا على مقتل المئات من المعارضين خاصة الشباب برصاص الجماعة ومنهم الصحفي الشهير الحسيني أبو ضيف في مذبحة الاتحادية .

ووقتها خرج مرسي في مؤتمر صحفي معلنا أن كل من تظاهر أمام قصر الاتحادية هو مجرم ويريد تخريب البلاد ، رغم أن الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة رصدت اعتداء عناصر جماعته على المتظاهرين السلميين وقتها وسحلهم ، وفي اليوم الثاني من مذبحة الاتحادية أمرت النيابة بإطلاق سراح جميع المحتجين المعتدي عليهم من قبل رجال مرسي بعد مشاهدة الفيديوهات واثبات براءتهم ، ما جعل الغضب يستبد بقلبه فسعى وقتها لأخونة القضاء .


مقتل الجنود
وشارك مرسي الجماعة في قتل 3 جنود في رفح من خلال الاستعانة بحركة حماس ، بهدف إزاحة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع آنذاك وسامي عنان من قيادات الجيش المصري من إدارة شئون البلاد ، حتى يخلو لهم الجو ويأخونوا الجيش وكل مؤسسات الدولة .

إنقاذ البلاد من مصيرها الأسود
وخرج الشعب المصري في الـ 30 من يونيو 2013  في جميع المحافظات ضد مرسي وجماعته ، وبالفعل تمت الإطاحة به نتيجة ضغط الحراك الشعبي .

 وخلال هذه التظاهرات أعلن المصريين رفضهم للجماعة ، ولصفقة مرسي  لتسليم 60 كيلو من سينا لحركة حماس الفلسطينية ، ورفضهم كذلك لإشادة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة به ، وتخابره مع جهات أجنبية ضد وطنه مصر ، وكذلك تزويره في الانتخابات الرئاسية وتعاونه مع مطابع الأميرية وتقديم رشاوى للفقراء مثل الزيت والسكر ، والهجوم على المعارضين دون دليل ، والإفراج عن قتلة الفكر فرج فودة ، وقتلة السائحين ، وتعيينهم في مناصب حساسة في الدولة مثل وزارة الآثار والداخلية .