حقق شهرة واسعة في الإذاعة المصرية.. واستقال بعد نكسة 1967
 
كتب - نعيم يوسف
"صوت العرب ينادي كل العرب من قلب العروبة النابض.. من القاهرة".. "أيها العرب في كل أنحاء العالم.. هذا هو صوت العرب الناطق بلسانكم".. لا يمكن أن ينسى أحد هذه العبارات التي كانت تصدح بها إذاعة "صوت العرب"، بصوت الإعلامي والمذيع أحمد سعيد.
 
بدايته مع الإذاعة
ولد أحمد سعيد، في 29 أغسطس عام 1925، في محافظة القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، وعمل في الإذاعة المصرية حيث بدأ في إذاعة القاهرة، وخلال عمله كان أول برامجه "تسقط معاهدة 36"، والذي احتجت عليه حكومة الاحتلال البريطاني، حيث دعا فيه إلى عمل استفتاء على إلغاء المعاهدة، وبعد عشرة أيام ألغت حكومة الوفد المعاهدة بعد ضغط شعبي كبير.
 
البداية مع الثورة
قبل ثورة يوليو بشهرين تم استدعاء أحمد سعيد -بعد إجازة إجبارية فرضتها عليه الحكومة- وقدم برنامج إذاعي باسم "ركن الجيش"، حيث استطاع أن يلتقي قادة عسكريين من قادة الوحدات، ومع اندلاع حركة الضباط الأحرار، صعد نجم أحمد سعيد معها.
 
أحمد سعيد وصوت العرب
بعد تأسيس إذاعة "صوت العرب"، عام 1953، تم تعيين أحمد سعيد مديرًا لها ، وظل في منصبه حوالي 14 عامًا، حيث كان يمثل صوتها الموجهة إلى العرب في كل بقاع المنطقة العربية، وألّف كتابا بعنوان "القومية العربية" في عام 1959، ومسرحية بعنوان "الشبعانين" في عام 1966.
 
أثناء رحلة قام بها صلاح سالم، وزير الإرشاد (الإعلام)، إلى اليمن سنة 1954، شاهد بدو اليمن يطلقون على الراديو اسم "صندوق أحمد سعيد"، ويطبعون صورته بجوار صور جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر على كراريس التلاميذ وعندما عاد أصدر قرارا عاجلا بزيادة فورية لميزانية الاذاعة. 
 
كان "سعيد" شهيرا لدرجة أن الحكومة البريطانية طلبت من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965، رفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن، بعد اعتراض مجلس العموم البريطاني عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن، ولكن عبدالناصر رفض، وكادت ان تحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين، حتى تدخل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون وألقى خطابا في مجلس العموم لاحتواء الموضوع.
 
أسلوب مميز
عرف أحمد سعيد بأسلوبه المتميز في الأداء الإذاعي، وظل يعمل بها 14 عامًا، حتى عام 1967، عندما تقدم باستقالته بسبب البيانات الإذاعية الكاذبة عن نكسة عام 1967، حيث ينسب له إذاعته لبيانات عن مصادر عسكرية أعلنت عن انتصارات للجيش المصري في عام 1967، وثبت لاحقا كذب هذه البيانات.
 
يرد أحمد سعيد على الهجوم عليه بسبب هذا الموضوع، قائلا: "لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره"، وتوفي في 4 يونيو 2018، عن عمر يناهز الـ93 عامًا.