فى مثل هذا اليوم 21ابريل 1802م..

سامح جميل

الهجوم على كربلاء حدث في 21 أبريل 1802 (1216 هجري)، في زمن حكم عبد العزيز بن محمد، الحاكم الثاني للدولة السعودية الاولى. فهاجمت قوات الدولة السعودية وهم حوالي اثني عشر الف جنديا، مدينة كربلاء.وقد تزامن الهجوم مع أحد الأعياد عند الطائفة الشيعية وهو عيد الغدير، حيث كان أكثر أهالي كربلاء قد ذهبوا إلى مدينة النجف لزيارة مرقد الامام علي..
 
انتصر السعوديون على الحامية العثمانية. وقد جاوز عدد القتلی 2000.-5000 شخصا. استولوا علی مرقد الإمام الحسين وهدموا القبة الموضوعة لاعتبارها من القبور المُشرَّفة المنهي عنها، وأخذوا في نهب النفائس والمجوهرات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والشمعدانات وقلع الأبواب المرّصعة بالأحجار الكريمة.. استمر الهجوم لمدة ثماني ساعات، ثم خرجوا منها قرب الظهر ونقلوا ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل..
 
بعدما استولى آل سعود على مكة المكرمة والمدينة وضواحيهما في القرن التاسع عشر (1801)، قاموا بتهديم القبب والمزارات التي كانت مبنية على القبور والمشاهد و المراقد المقدّسة لمطلق المسلمين، سنة وشيعة في البقيع. واستولوا على أملاك وخزائن التي كانت فيها. ومسحوا عن وجه الارض كل المباني التي لا تناسب معتقداتهم. ثم اختمرت لدىهم خطة الاستيلاء على كربلاء لتدمير العتبات المقدسة الشيعية أولاً، حيث يری الوهابيون تبجيل الشيعة للمقامات المقدسة بأنها مبالغات غير جائزة، ، وثانياً لنهب كل ما فيه من كنوز الاتراك والفرس.
 
يقول الباحث رايمون في تقرير له حول فاجعة كربلاء:
«" كان من المعروف أنه تجمعت في مدينة كربلاء ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي، لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة... وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة، وكان الجميع يعرفون إن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل.
الهجومك
 
تاريخ الهجوم:
اعتاد بعض المستشرقين الروس وبعض المستشرقين الاوربيين على اعتبار مارس 1801 تاريخا لتدمير كربلاء، وذلك استنادًا إلى تاريخ الذي يذكره روسو، كورانسيز، بوركهارت، ومانجان. لكن يری المؤرخون العرب، ومعهم من الأوروبيين فيلبي، تأريخ سقوط كربلاء في مارس وأبريل 1802، بناء على مصنف ابن بشر.
 
واعتبر ابن سند وريمون أيضا عام 1802 هو تاريخ تدمير كربلاء. وجميع هذه المصادر قريبة زمنيا من الأحداث. يؤيد إلكسي فاسيلييف تاريخ 1802 بأنه هو الاصح، لافتا إلى أن تقارير التي وصلت من كربلاء إلی السفارة الروسية في إسطنبول، كتبت قبل صيف عام 1803. فالشخص الذي عاش آنذاك في العراق كتب التقارير عن تدمير كربلاء من المستبعد أن يخطئ لعام كامل بخصوص تاريخ هذا الحادث الهام. فلعلّ تغيير تاريخ احتلال الوهابيين لكربلاء في كتاب روسو ناتج عن تهاون المؤلف أو سهو المطبعة. ويبدو أن روسو وكورانسيز هما المصدر الأول للمعلومات بهذا الخصوص.
 
الأحداث والتفاصيل:
أرسل عبد العزيز النجدي نجله سعود بن عبد العزيز على رأس جيش من اثني عشر ألف فارس إلى مدينة كربلاء، و قد وصلوا سور المدينة ليلاً. أغلق الأهالي أبواب سور البلدة إلا أنهم هاجموا عنوة إحدى الأبواب و بعد مناوشات بين جيش ال سعود والأهالي تمكنوا من الدخول. فدخلوها صبيحة يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام عام 1216هـ (1802م)و قد ذهب جل أهاليها إلی مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي بمناسبة زيارة الغدير لمكانة هذا اليوم عند الشيعة.
 
أخذ المهاجمون في قتل وإراقة الدماء في طريقهم و قد شقوا طريقهم إلى الأضرحة حتی دخلوها فقتلوا كل من كان فيها. ثم بدؤا بأعمال تخريبية من هدم الأسس والجدران وقلع المرايا والزجاج و الزخارف. ثم أخذوا في نهب النفائس والمجوهرات والشمعدانات والسجاجيد الفارسية والمعلقات الثمينة وقلع الابواب المرصعة بالأحجار الكريمة. ثم خرجوا من الحرم وأخذوا في قتل أهل المدينة فقتلوا فيها قتلا عظيما. وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك 2000-5000 شخصا.
 
حصل السعوديين على غنائم كثيرة واستولوا علی النفائس والحاجات الثمينة. استمر النهب ثماني ساعات. ثم غادروا المدينة عند الظهر ونقلوا ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. 
 
كتب المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر حول هذا الحادث:
« تسور المسلمون علی الجدران ودخلوا المدينة ... وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت. وهدموا القبة على قبر الحسين. وأخذوا ما في القبة وماحولها وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرسوفة بالزمرد والياقوت والجواهر وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة.»
 
عرض فتح علي شاه من إيران على العثمانيين المساعدة العسكرية ولكن رفضه العثمانيون. فبدلا من ذلك أرسلت 500 عائلة بلوشية إلی كربلاء للتسوية والدفاع عنها...!!