في الذكرى السادسة عشر لسقوط نظامه إعتبرت حفيدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين أن أكبر أخطائه اعتماده على العائلة، وكشفت عن رفض عائلته عرضًا من الرئيس السابق الراحل جلال طالباني لاستضافة أسرة صدام.

إيلاف: اعتبرت حرير حسين كامل، حفيدة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومؤلفة كتاب "حفيدة صدام"، أن من أحد أهم أخطاء الرئيس السابق هو الاعتماد على العائلة. 
 
وأشارت إلى أن ذلك أدى إلى تضرر العائلة والحلقة القريبة منها، موضحة أن الكثير من العراقيين عانوا من تصرفات بعض أفراد العائلة من الحلقات غير القريبة.
 
حول تصرفات نجلي الرئيس الراحل قصي وعدي، اللذين قُتلا في مواجهة مع القوات الأميركية في مدينة الموصل بعد أسابيع من سقوط النظام في التاسع من إبريل عام 2003، والحلقات الضيقة التي خلقت مسافة بين النظام والحزب والنظام والشعب، أشارت حرير في لقاء خاص مع تلفزيون RT الروسي، تابعته "إيلاف" الثلاثاء، أشارت في حديثها إلى تصرفات بعض أفراد العائلة من الحلقة البعيدة.. موضحة أنها لم تقصد في تصريحاتها تصرفات قصي وعدي، مبيّنة أن الأخير لم يكن لديه منصب سياسي ليؤثر على القرارات السياسية أو الشؤون الداخلية وشؤون العراق بصفة عامة.

 
كشفت حرير أن عائلة الرئيس السابق رفضت بعد سقوط بغداد طلبًا من الرئيس العراقي السابق جلال طالباني استضافة العائلة.
وقالت حرير، وهي مؤلفة كتاب "حفيدة صدام"، إن سبب رفض دعوة طالباني، الذي أصبح رئيسًا للعراق لاحقًا، كان لسبب أمني، وليس لأمر متعلق بشخصه.  
 
أضافت إن العراق تعرّض لما أسمته الكثير من تلفيق التاريخ، كما تعرّضت عائلتها للكثير من التشويه، الأمر الذي دفعها إلى تبني مشروع كتابة مذكراتها شعورًا منها بالمسؤولية في هذا الصدد، بعدما أجبرت على حرق 4 مدونات لأسباب أمنية، لكنها استعانت بذاكرتها مجددًا لتدوينها بمساعدة فريق عمل للتدقيق اللغوي وغيره. وقالت إن صراحتها قد أغضبت الكثيرين منها.. مستدركة بالقول: "لكن رضا الناس يأتي بعد رضا الله ورضا ضميري، ومن يكون جزءًا من العراق، عليه أن يتحمّل الكثير من الضغوط الأمنية، لأن هذا قدر واقع".. مشيرة إلى أن ما دوّنته في مذكراتها هي قصص تختلف عمّا قيل عن عائلة صدام.  
 
وشددت على ضرورة الاعتراف بالأخطاء، وبيّنت أن "حزب البعث حزب نزيه، أكنّ له كل الاحترام، وله تجاربه، ومن الصعب أن أوجّه إليه نصيحة، لكن نصيحتي هي لكل شخص في العراق والعالم العربي والعالم: "إذا أردت أن تبدأ بالتغيير، فلا بد من الاعتراف بالأخطاء وأخذ العبر من الماضي، للانتقال إلى مستقبل أفضل".
 
أكدت حرير على أن أحد أهم أخطاء الرئيس السابق هو الاعتماد على العائلة، فتلك الفكرة أدت إلى تضرر العائلة والحلقة القريبة منها، حيث إن "الكثير من العراقيين عانوا من تصرفات بعض أفراد العائلة من الحلقات غير القريبة".
 
زادت قائلة "إن أفراد عائلة صدام حسين لم يكونوا يحملون جوازات سفر للخروج من العراق بعد سقوط النظام، وكنا واعين أنه من غير المسموح لنا بالمغادرة، برغم أننا رأينا الموت مرارًا، وخروجنا كان بدون خطة مسبقة، حيث اعتمدنا على العراقيين والأصدقاء بتوفيق من الله، وكانت الكلمة للنساء بعد استشعارنا بوجد خطر كبير يحيط بنا".
 
يذكر أن حرير حسين كامل هي ابنة رغد صدام حسين، والتي تزوجت بحسين كامل عندما كانت بعمر 15 عامًا، حيث كان زوجها ضابطًا رفيعًا مشرفًا على صناعة الصواريخ في العراق وبرنامج البحث النووي، في حين تزوجت أختها رنا شقيق كامل، وكان هو أيضًا مسؤولًا رفيعًا، والجميع يقيمون في العاصمة الأردنية عمّان حاليًا.
 
كتاب "حفيدة صدام"
وكان عرض في نوفمبر الماضي في معرض الشارقة الدولي للكتاب فعاليات كتاب يحمل عنوان "حفيدة صدام"، للكاتبة حرير حسين كامل، حفيدة صدام حسين، تناولت فيه الكثير من أسرار بيت الرئيس الراحل ونساء العائلة والأخوات، كما روت ذكرياتها في بيت جدها.
 
تطرقت حرير في أحد فصول كتابها إلى انشقاق والدها حسين كامل وزير التصنيع العراقي السابق وزوج رغد ابنة صدام حسين الكبرى عن النظام في العراق، وقصة هروبه إلى الأردن، حيث ظل مقيمًا إلى فبراير عام 1996، وعودته إلى بغداد، بعدما حصل على عفو من صدام، بأن لا يمسّهم بسوء، إلا أنه وبعد عودتهم قامت عشيرتهم بعملية في 23 فبراير 1996 أسمتها الصحف العراقية الصولة الجهادية، أدت إلى مقتله مع أخيه صدام وأبيه كامل حسن.
 
وتحدثت حرير في كتابها إلى بداية الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والذي استمر من 19 مارس إلى الأول من مايو 2003، والذي أدى إلى احتلال العراق عسكريًا من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ومساعدة دول أخرى، مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة معها.
 
كما روت حرير في كتابها رحلة الهروب إلى سوريا، ومغامرات البقاء على قيد الحياة. وختمت كتابها في فصله الأخير بالحديث عن إعدام جدها صدام وانتهاء العراق الحديث