الأقباط متحدون - بعض نبوات الميلاد في العهد القديم
  • ٠٠:١١
  • الخميس , ١٣ ديسمبر ٢٠١٨
English version

بعض نبوات الميلاد في العهد القديم

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٥٦: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨

ميلاد السيد المسيح
ميلاد السيد المسيح
بقلم : د . مجدى شحاته
ان ميلاد السيد المسيح بداية خطة الخلاص التى رسمها الله لفداء البشر .. فكان التجسد الالهى أمر حتمى وضرورى لخلاص الانسان عن طريق العدل والرحمة فى آن واحد . تجسد الابن الوحيد والكلمة الازلى لكى يقبل عقوبة وأجرة خطية آدم وعصيانه ، لينجوا آدم ونسله من الهلاك الابدى ويفتح أمامنا باب الحياة الابدية ... نعم انها رسالة فرح لكل الناس . " ها انا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ، انه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " ( لو 2 : 10 - 11 ) .
 
كان ميلاد السيد المسيح عجيبا اعجازيا ، ولد بطريقة لم تحدث لكائن من البشر سواه ، ولن تحدث لاى كائن من البشر من بعده وهو الوحيد الذى تنبأ الانبياء بمولده قبل الميلاد بمئات السنين . هناك تفاصيل عجيبة شاهدها الانبياء بعين الايمان عن تجسد الله ، فتحدثوا عنها بالروح القدس ... فعندما أرادا لله أن يخلى ذاته من أمجاده السمائية وينزل على الارض فقد كشف لداود النبى هذا الاخلاء : " ياجالس على الكروبيم ، أشرق قدام افرايم وبنيامين ومنسى ايقظ جبروتك وهلم لخلاصنا يا الله ارجعنا وانر بوجهك فنخلص " ( مز 80 : 1-3 ) وتنبأ أشعياء النبى قائلا " ليتك تشق السماوات وتنزل " ( أش 64 : 1 ) . ومن أقوى وأجمل النبوءات عن ميلاد المسيح والتى تجمع بين الله والانسان فى شخص واحد ، وتؤكد أن المولود له أسماء وصفات الله فيكون هو بالحقيقة الصورة الانسانية التى سيظهر بها الله للعالم .. تنبأ أشعياء النبى نبوته العظيمة : " لانه يولد لكم ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا أبا ابديا رئيس السلام " ( أش 9 : 6) وهذه النبوة جاءت مطابقة لما قاله معلمنا بولس الرسول " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به فى العالم رفع فى المجد " ( 1تى 3 : 16 ) . وعن بنوته للآب تنبأ معلمنا داود النبى " الرب قال لى أنت ابنى . أنا اليوم ولدتك . اسألنى فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصى الارض ملكا لك . " ( مز 2 : 7،8 ) والمقصود بعبارة " اليوم ولدتك " هو الميلاد الأزلى للابن من أقنوم اللآب ، والابن هو المتحدث فى هذه الآية عن قول الآب له " أنا اليوم ولدتك " . وجاء فى أعمال الرسل " ان الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم اذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا فى المزمور الثانى أنت ابنى أنا اليوم ولدتك "( أع 13 : 33 ) .
 
لقد أعلن أشعياء النبى قبل الميلاد بمئات السنين بكل وضوح وصراحة " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " ( أش 7 : 4 ) ويقصد بكلمة ( عمانوئيل ) شخص السيد المسيح ( الله معنا ) ، وهذه النبوءة العظيمه تتطابق مع قول معلمنا متى البشير أن المولود من العذراء الطاهرة مريم هو نفسه ( عمانوئيل ) الذى دعاه الملاك جبرائيل والذى تنبأ به أشعياء النبى " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا " ( مت 1 : 23 ) . كذلك تنبأ زكريا النبى وقال : " ترنمى وافرحى يا بنت صهيون لانى هأنذا 
 
آتى وأسكن فى وسطك يقول الرب فيتصل أمم كثيرة بالرب فى ذلك اليوم ويكونون لى شعبا فأسكن فى وسطك فتعلمين ان رب الجنود قد أرسلنى اليك ". وفى هذه النبوة يوضح ما تنبأ به أشعياء النبى بكلمة ( عمانوئيل ) والتى تعنى أن الله معنا ، يسكن فى وسطنا ، وتتصل به أمم كثيره فيعلمون أنه مرسل من الاب رب الجنود . هذه النبوءات تحدد ظهور الله متأنسا فى شخص السيد المسيح أذ يعلن انه من تشتهيه الامم سيأتى ليكون سلامها وأمنها وموضع سرورها . لقد تنبأ داود النبى بتجسد الله الكلمة وكأنه يرى الله قائما بشخصه ومعروفا باسمه فى أرض اليهودية فصارت مسكنا له . " من صهيون كمال الجمال الله أشرق ، يأتى الهانا ولا يصمت ... ذابح الحمد يمجدنى و المقوم طريقه أريه خلاص الهه " ( مز 50 : 2، 23 ) " الله معروف فى يهوذا اسمه عظيم فى اسرائيل . كانت فى ساليم مظلته ومسكنه فى صهيون " ( مز 76 : 1،2 ) . نعم لقد عين لنا الروح القدس الصورة الانسانية التى سيظهر بها الله بأكثر من شاهد .. فيقول ميخا النبى " اما انت يا بيت لحم .. فمنك يخرج لى الذى يكون متصلتا على اسرائيل . ومخارجه منذ القديم منذ أيام الازل . " ( ميخا 5:3 ) .. وتنبأ دانيال النبى فقال " كنت ارى فى رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن الانسان أتى وجاء الى قديم الايام فقربوه اليه
 
فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا تتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة . سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " ( دا 7 : 13 ، 14 ) .. ان هذا الانسان هو كلمة الله الذى هو ابنه .. وهو وحده الذى مستحق أن تتعبد له جميع الشعوب والقبائل والالسنة فهو الله المتأنس الذى أخذ جسدا وصار انسانا .
 
ان الميلاد هى بداية عمل الخلاص ، خلاص الانسان الذى يسعى اليه الله حتى لو قصر وأهمل الانسان فى خلاص نفسه . .. الميلاد يعلمنا العديد من الفضائل والدروس فى حياتنا العملية وينبغى ان يكون له فاعلية ونسلك بها فى حياتنا . من اهم فضائل الميلاد ، عدم الاهتمام بالمظاهر فالسيد المسيح ولد فى بلدة صغيرة هى بيت لحم فى مذود بقر فى يوم عادى ، ميلاد السيد المسيح يعلمنا الاتضاع فهو الله الذى اخلى ذاته وأخذ صورة انسان " أخلى ذاته ، واخذ شكل العبد ، وصار فى الهيئة كانسان " ( فى 2 :7 ) نتعلم من ميلاد السيد المسيح البساطة ، فقد أعلن الرب عن مجيئ المولود للرعاة ، وللمجوس ، وعلينا ان ندرك بأن اسرار الله تعلن لقلوب بسيطة تغرح وتسعد بها ، ولا نجعل تيارات العالم المعاصر المعقدة ان تسلب البسلطة من قلوبنا ، من دروس الميلاد أيضا أن المولود جاء " فى ملء الزمان " ( غل 4 : 4 ) ولو ان الوعد بالخلاص تم الاعلان عنه قبل الميلاد بآلاف السنين ، الا ان لكل شيئ تحت السماء وقت ، وكل شيء يتم فى حينه الحسن ، حسب مشيئه الهه وارادته ، ان مفهوم " ملء الزمان " يعلمنا فضيلة الصبر ، وننتظر مشيئة الله وارادته ، ولا نقلق بل ننتظر فى سلام وهدوء وراحة بال ، ننتظر الرب " من محرس الصبح حتى الليل " ( مز 129 )
فى ذكرى ميلادك سيدى والاهى يسوع .. طفل المذود ، نتأمل هدايا المجوس فتندهش عقولنا وتخفق قلوبنا .. أكشف عن عيوننا ياسيد .. والهب قلوبنا لنتعمق فى هداياهم والمعنى الدقيق 
 
والعميق فى تقديماتهم ، والسر الخفى لقبولك هداياهم صامتا راضيا .. ونحن ياسيدى نأتى اليك فارغين اليدين ليس لنا ما نقدمه لك سوى قلوبنا لتسكن فيها .. نأتى اليك لتمنحنا عطايك وخيراتك .. نأتى اليك لتعطينا ما نقدمه لك ... نعم ياسيدى " من يدك أعطيناك " ... فى عيد الميلاد المجيد نصلى لصاحب العيد أن نولد من جديد ويملء السلام والمحبة قلوب البشر فى كل بقاع الارض ، وكل عام وانتم بخير 
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد