الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. السادات والأسد فى «الزبدانى» ويتفقان على موعد الهجوم ضد إسرائيل
  • ٠٦:٠٨
  • الأحد , ٢٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. السادات والأسد فى «الزبدانى» ويتفقان على موعد الهجوم ضد إسرائيل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١١: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ٢٦ اغسطس ٢٠١٨

 السادات والأسد
السادات والأسد
فى مثل هذا اليوم 26 اغسطس 1973م..
سامح جميل
طار «العماد مصطفى طلاس» وزير الدفاع السورى، من مدينة الإسكندرية بمصر، إلى مدينة اللاذقية فى سوريا، باسم مستعار حسب تأكيد الكاتب الصحفى البريطانى «باتريك سيل» فى كتابه «الأسد - الصراع على الشرق الأوسط» عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر - بيروت»، ومنها ذهب إلى الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد.
كان «طلاس» على رأس ستة ضباط سوريين جاءوا إلى الإسكندرية سراً، ليعقدوا اجتماعاً سرياً مع ثمانية ضباط مصريين يقودهم الفريق أول «أحمد إسماعيل» وزير الدفاع، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «الطريق إلى رمضان»، فإن الاجتماع الذى بدأ يوم 22 أغسطس حضره ضباط عرب آخرون، وفنيون روس، ووسط إجراءات أمنية مشددة ناقش الاجتماع تحديد موعد الهجوم المصرى السورى على إسرائيل لاستعادة سيناء المصرية والجولان السورية، وأضاف «هيكل» أنه بينما كانت المناقشات دائرة فى الإسكندرية، كان السادات يقوم بجولة حملته إلى السعودية وقطر وسوريا، وكان توقفه فى السعودية وقطر إلى حد كبير جزءاً من خطة الخداع الواسعة التى كانت قد بدأت بالفعل، وكانت تهدف إلى ترك الانطباع بأن الرئيس شأنه فى ذلك شأن بقية المصريين يقوم برحلة عمل عادية، أما زيارته لسوريا فإن هدفها أخطر من ذلك بكثير.
وقال «باتريك سيل» إن الأسد والسادات كانا يعقدان مؤتمر قمة، خاص بهما، فى 26 أغسطس 1973، «مثل هذا اليوم» وامتد إلى اليوم التالى 27 أغسطس فى منتجع الزبدانى الصيفى الجبلى، حيث انتقلا إليه لتجنب حرارة الشمس، وهناك اتخذا القرار بشن الحرب فى أكتوبر 1973، وأكد «سيل»: «استذكر الأسد فيما بعد أن السادات كان يواجه متاعب من الطلبة المتظاهرين بمصر، ولذا فقد كان تواقا لبدء الحرب قبل أن يعود أولئك الطلبة المتمردون ليملأوا أروقة الجامعات فى مطلع العام الدراسى الجديد».
نقل «طلاس» إلى السادات والأسد ما دار فى «اجتماع الإسكندرية»، وحسب هيكل: «قدما تقريراً بشأن النقطتين المختلف عليهما وهما، الموعد المحدد للهجوم: اليوم والساعة، ووضع المخططون فترتين، إحداهما بين 7 سبتمبر و11 سبتمبر، والثانية بين 5 أكتوبر و10 أكتوبر، ولم تكن هناك حماسة كبيرة للفترة الأولى من الفترتين، ومع ذلك فقد احتفظ بها كبديل يستخدم فى حالة وجود أسباب قوية لا يعرف المخططون بها، كذلك كان هناك اعتبار آخر وهو مطلب السوريين أن يكون لهم عد تنازلى خاص بهم مدته خمسة أيام، لإتاحة الفرصة لهم لتفريغ معامل التكرير فى حمص، باعتبارها هدفًا يكاد يكون من المحقق أن يتعرض لقنابل الإسرائيليين بمجرد أن يبدأ القتال. وبالنسبة إلى ساعة بدء المعركة، فإن المصريين كانوا يفضلون أن تكون بعد الظهر، فذلك يعنى أن قواتهم يمكن أن تبدأ عبور القناة والشمس وراءهم وأمام عيون الجنود الإسرائيليين، معناه أن يكون لديهم بضع ساعات للعبور فى ضوء النهار تتبعها 6 ساعات أخرى من الظلمة الحالكة تعبر القوات المدرعة خلالها القناة، أما السوريون فكانوا يريدون أن يبدأوا الهجوم مع أشعة الفجر الأولى، لأنهم سيتوجهون فى هجومهم غربا، ولم تكن رغبتهم أقل من رغبة المصريين فى أن تكون الشمس وراءهم، وقدمت اقتراحات عدة للتوفيق بين الجانبين.
بعد أن استمع الرئيسان إلى طلاس، اتفقا على استبعاد شهر سبتمبر موعداً للمعركة، واتفقا بالتالى على أن يبدأ الهجوم فى وقت ما خلال الفترة ما بين 5 و6 أكتوبر، على أن يفوض الرئيس السادات باعتباره قائداً أعلى للقيادة الموحدة «مصر وسوريا» فى اختيار اليوم الموعود، وفى ليلة 27 أغسطس طار الرئيس السادات عائدا إلى القاهرة، وكان فى استقباله فى المطار الفريق أحمد إسماعيل الذى قدم إلى الرئيس صورة أكثر تفصيلا عن محادثات الأركان المشتركة، وقد وافق الرئيس على كل ما تم فى هذه المحادثات، ماعدا طول فترة العد التنازلى فقد كان يرى أن الأيام العشرين المطلوبة فترة طويلة، وأن خمسة عشرة يوما تكون أمرا طبيعيا وفيها الكفاية، وقد كان وتم التعديل.!!