الأقباط متحدون - الكبيبات والكتل الجزراوية في بلجيكا
  • ٠٠:٣٠
  • الخميس , ٣١ مايو ٢٠١٨
English version

الكبيبات والكتل الجزراوية في بلجيكا

باسل قس نصر الله

مساحة رأي

٥٥: ٠٧ ص +02:00 EET

الخميس ٣١ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
 بقلم المهندس باسل قس نصر الله
 
  بداية أحب أن أنوِّه الى أن كلمة "الجزراوية" تعود الى الجزيرة السورية التي تقع في الشمال الشرقي من سورية.
 
     مضت سنتين منذ أن وصلت الى مطار بروكسيل - عاصمة بلجيكا - وكان قريبي كرم أصلو - الذي ساعدني في مهمتي - هو من استقبلني، ومن رافقني غالباً في كل تنقلاتي، خلال محاولتي - ونجاحي - شرح واضح ودون محاباة للأزمة السورية.
 
     انتقلت مباشرة من المطار الى كنيسة في بلدة ألست حيث تم منح العائلات العربية المسيحية - المهاجرة من عدة دول-، ثلاثة ساعات يوم الأحد لإقامة الصلاة، بهمة الأب الياس عكاري، الذي لن أنسى خدماته الكبيرة لي.
 
كان القداس الأول لهم، وقد شاركت به، والتقيت مع عدد من الأفراد.
 
في اليوم الثاني أعلمني الصديق الأب عكاري أننا مدعوين للغداء عند عائلة روهم، تلك العائلة المهاجرة من زمن بعيد، والذين احتفوا بي شخصياً.
 
أما في اليوم الثالث فقد دعاني جاك خرموش وعائلته - الذين هاجروا خلال الأزمة - الى مائدة الغداء.
 
تفاجأت بأن الطعام هو من المأكولات الجزراوية. ومن المأكولات المشهورة فيها، هي الكبيبات والكتل.
 
مضت خمسة أعوام لم أستطع أن أتذوق مجددا تلك المأكولات "الجزاروية" التي كنتُ أدعى الى مائدة الغداء أو العشاء - مع المطران المختطف يوحنا ابراهيم - في منزل الصديق بولص صدقي وعائلته - الجزراويين حتى العظم والذين هاجروا خلال الأزمة السورية إلى فرنسا -، والتي تشتهر زوجته السيدة ميري بطبخها.
 
هاجر الجميع وغادروا تاركين رائحة الطعام خلفهم.
 
في بروكسيل أكلت الطعام الجزراوي، أما أبناء الجزيرة فقد تركوا أراضيهم وبيوتهم وأصدقائهم وأرصفة مدنهم.
 
حملوا معهم الذكريات وطرق الطبخ وملح سورية.
 
اليوم فهمت ما يقوله الإنجيل المقدس: أنتم ملح الأرض.
 
أنتم ملح سورية، ونكهتها، فانشروا عبقها وعطرها في مغترباتكم.
 
أكلت عندكم - آلخرموش - حيث فرشتم زهوراً "جزراوية" على مائدة بلجيكا، كما نثرها الكثير منكم  من آل روهم وحمصي.
 
رسمتم من خلال تلك المائدة خارطة سورية التي نحملها في قلوبنا.
 
تكلمنا عن معاناة السوريين الذين هاجروا قبل وخلال الأزمة السورية، وتذكرتم بحنين ربيع الجزيرة وياسمين دمشق وصمود حلب وبقاء سورية بعد غروب الشمس في سواحلها.
 
بكيت بصمت على بلدي 
 
بكيت بحرقة من خلال طيف المهاجرين الذين أعرفهم والذين توزعوا في أصقاع العالم.
 
وتذكرت أن السوري موجود في كل أصقاع العالم من قبل المسيح الى اليوم.
 
فقدرنا جميعاً أن نمنح العالم منذ آلاف السنين نكهة سورية خاصة.
 
اللهم اشهد اني بلغت
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد