ما هو المستوى المطلوب لاعتبار مدينة سويسرية ما نظيفة بما فيه الكفاية؟
أخبار عالمية | swissinfo
الاثنين ٥ فبراير ٢٠١٨
نظام ذكي للتخلص من النفايات في المدن
إذا كنت ترى أن شوارع سويسرا نظيفة، فإننا ندعوك للتعرف على النظام الرقمي الذي يَعدّ ويُصنِّف أنواع القمامة المُختلفة ليجعلها أكثر نظافة حتى. وتمهد هذه التقنية لتدابير أرخص وأكثر كفاءة لتحقيق أعلى مستويات النظافة في المناطق الحضرية، سواء داخل سويسرا أو خارجها.
حتى في سويسرا المُصَنَّفة في أذهان الناس كبلد مُنَظَّم ونَظيف في العادة، لا يشكل التعامل مع النفايات الحضرية عبئا لوجستيا فحسب، بل يمثل تحديا استراتيجيا أيضا. وفي غياب أي مقياس معياري لمستوى للنظافة، يتعين على كل مدينة سويسرية إعتماد نهج خاص بها لتحديد الوقت والمال اللازميْن الذي ينبغي استثمارهما في مجال النظافة وأين سيكون ذلك.
وتعتمد السلطات في مدينة زيورخ على سبيل المثال، على عمليات تتم سيرا على الأقدام لتفتيش نظافة شوارعها. لكن هذا النهج ليس مُكلفاً فَحَسب، لكنه يستغرق وقتا طويلا أيضاً، كما أنه لا يجيب على السؤال محور البحث: ما هو مستوى النظافة المطلوب لكي تكون الشوارع نظيفة بما يكفي؟
في مختبر معالجة الإشاراترابط خارجي (LTS5) التابع للمعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان، قام محمد سعيد راد وزملاؤه بالإشتراك مع شركة ناشئة تحمل اسم كورتيكسيارابط خارجي (Cortexia)، ومع جامعة العلوم التطبيقة Haute Ecole Arc أيضاً، بإطلاق مشروع تجريبي قد يجيب على هذا السؤال أخيراً. وكما قال راد لـ swissinfo.ch "في أي مجال، إذا لم تكن قادراً على قياس الشيء، لن يَسَعك التَحَكُم به".
وكما أضاف: "في هذه الغرفة مثلاً، سوف تحتاج إلى معرفة درجة الحرارة إذا كنتَ تريد الحصول على أجواءٍ أكثر دفئاً أو برودة، وإلّا، فإن قرارك سوف يَستَند على رأيك الشخصي. الأمر نفسه ينطبق على شوارع المدينة: فهي قد تبدو نظيفة بالنسبة لشخص من بلد آخر، لكن المواطن السويسري قد لا يراها كذلك. ولكي يَتَسم عمَلك بالموضوعية، ينبغي أن تكون لديك وحدة للقياس - وهذه هي الفكرة من وراء مشروعنا."
وقد استحوذ هذا المشروع بالفعل على اهتمام المدن السويسرية. فالتوفر على مؤشر واضح يحدد نوع موارد النظافة اللازمة في قطاعات المدينة المختلفة، يتيح إمكانات هائلة لمساعدة السلطات المعنية على توجيه جهودها في مجال التنظيف، الأمر الذي يوفر الوقت والمال. ويعمل المهندسون في الجامعة التي يقع مقرها في كانتون نيوشاتيل على تطوير واجهة إستخدام وتطبيق متنقل للنظام، بينما أبرمت شركة كورتيكسيا الناشئة القريبة من بلدية فيفي (كانتون فو) شراكة مع مدينة زيوريخ، لتجربة هذه التكنولوجيا، والتعرف على احتياجات المسؤولين الصحيين.