الأقباط متحدون - بعد الفيتو الأمريكي.. دعاة: لا يجوز الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية في الجهاد ضد «الصهاينة»
  • ١٥:٤٤
  • الثلاثاء , ١٩ ديسمبر ٢٠١٧
English version

بعد الفيتو الأمريكي.. دعاة: لا يجوز الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية في الجهاد ضد «الصهاينة»

٤٠: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استخدمت الولايات المتحدة أمس حق الفيتو ضد القرار المصري، بشأن فلسطين في مجلس الأمن الذي يشدد على عدم الاعتراف القانوني بأي قرارات تمس القدس، خاصة القرار الأخير الذي اتخده الرئيس الأمريكي ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل.

وقد أثار القرار الأمريكي موجة من الغضب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وظهرت الكثير من المطالب بفتح باب الجهاد في فلسطين ضد الكيان الصهيوني، باعتباره فرض عين استنادا إلى أصول شرعية توجب "جهاد الدفع" ضد المحتل، كما ظهرت دعوات للتنظيمات الإرهابية بتوجيه ضرباتها ضد الكيان الصهيوني، وآخرها ما تم تداوله في المواقع الإخبارية من صور لملثمين يرفعون شعار تنظيم "داعش" الإرهابي في باحة المسجد الأقصى مطالبين التنظيم بالجهاد ضد الاحتلال، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول آلية الجهاد في الأراضي الفلسطينية، بين دعوات المتشددين التي ترى فتح باب الجهاد للأفراد والجماعات مثلما كان الحال في الجهاد الأفغاني، والتيار الرافض لهذا النوع المتمسك بوجوب أن يكون هذا تحت راية الحكام.

"أمان" يلقي الضوء على آلية الجهاد في فلسطين وشروطه التي تضمن الوصول للهدف المنشود دون وقوع أضرار بالمسلمين، أو تحول الجهاد إلى نوع جديد من الفوضى الإرهاب، في السطور التالية:

في البداية رفض الداعية الإسلامي الشيخ أيمن عيسى الاستعانة بالجماعات والتنظيمات الإرهابية في الجهاد وقال إن ذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار، فلم يعد خافيا على أحد العلاقات المتشعبة لهذه التنظيمات بجهات ودول أجنبية يسعدها ألا تقوم للمسلمين قائمة، كما ثبت تعاون الصهاينة مع الكثير من هذه الجماعات التي لا تهدف لاستقرار وأمن المسلمين بقدر ما تسعى لدمار العالم الإسلامي، وهو ما يحقق مصالح الاحتلال.

وأضاف ليس من المعقول شرعا ولا عقلا، أن يكون هؤلاء هم المدافعون عن الإسلام والمسلمين والكل يعلم ما أصاب المسلمين على أيديهم من خراب للديار وتخريب للدين والدنيا، حتى باتت دول بأكملها أطلالا، بعد أن انطلقت هذه الجماعات تحت جنح الثورات المزعومة، يدعون للجهاد، وانظر إلى حال المسلمين في سوريا والعراق.

وأوضح أن الإسلام وضع شروطا واضحة للجهاد في حال وقوع أرض إسلامية تحت الاحتلال، ولأن الجهاد في هذه الأحوال يعد من أوجب الواجبات وجهاد الدفع فرض عين على كل مسلم على هذه الأرض على قدر وسعه وقدرته التي يستطيع به دفع المحتل الصائل على بلده.

وأهم هذه الشروط القدرة، والقيادة، واللواء، ووحدة الهدف، أما عن شرط القدرة ففيه أقوال، ومنها ما ذكره العلماء من استثناء شرط نصف قوة العدو الغازي، لأن هذا الشرط يكون في حال جهاد الطلب خارج الوطن، وليس في جهاد الدفع، فإذا دخل العدو قرية كان الجهاد في هذه الحالة واجبا على كل أفرادها، كلٌ على قدر سعته، بشرط أن يأمن أهل القرية عدم إبادتهم أمام الغازي، ويجب على كل المسلمين في أنحاء العالم دعم هؤلاء المجاهدين.

وأشار إلى أن الجهاد يسقط عن العاجز والضعيف، وهو ما ذكره الإمام ابن حجر العسقلاني في بلوغ المرام، حيث قال: "فلا يجب الجهاد على العاجز غير المستطيع بسبب علة في بدنه تمنعه من الركوب أو القتال، قال تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) [الفتح: 17]، وقال سبحانه: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى.. حرج) [التوبة: 92].

وأكد أن الجهاد المشروع هو الذي يأذن به الإمام أو الحاكم، ويكون تحت قيادته حتى لا يتحول الجهاد إلى فوضى تصب في مصلحة الأعداء، فإذا لم يأذن الإمام بذلك يتحمل هو وحده الوزر والمسئولية أمام الله تعالى، وفي الوقت نفسه يسقط إذن الإمام إذا فاجأ العدو أهل قرية، مثلما يحدث من هجوم المدرعات وقوات الاحتلال على القرى الفلسطينية، ويجب عليهم دفعه بكل ما أوتوا من قوة، إلى أن تأتي لهم التعزيزات من المسلمين، بشرط أن يأمنوا على أنفسهم من الإبادة التامة والهلاك.

حرب الاستنزاف
وأضاف الداعية الإسلامي الشيخ خليل راشد، أنه يشترط للجهاد الشرعي أن يكون تحت قيادة موحدة، وليس تحت لواء جماعات وأحزاب متفرقة يظهر بينها التناحر أكثر مما يظهر التآلف والتعاضض، الذي يحولها بعد تحرير الأرض إلى صراعات بينها يكون فيها هلاك للمسلمين ومكاسب للأعداء.

ويضرب خليل مثلا بحرب الاستنزاف التي كبد فيها المصريون العدو الصهيوني خسائر تفوق خسائر الحروب المباشرة التي خاضها في سيناء.

وقال: كانت هناك راية وقيادة موحدة، فلم تكن هناك فصائل وأحزاب متناحرة فيما بينها، وهذا أحد أهم شروط الجهاد بأن يكون تحت قيادة ولي الأمر أي الحاكم، وتحت لواء واحد؛ حتى يؤتي الجهاد ثماره، ولم يشهد التاريخ الإسلامي كله انتصارا على الأعداء إلا بهذه الصورة التي يتحد فيها هدف المجاهدون، وهو النصر على الأعداء، وليس الصراع على الاستحواذ على الأرض، كما رأينا من الجماعات المتناحرة في البلاد الإسلامية اليوم، وما آلت إليه من خراب وتدمير على أيديهم.

الجهاد فرض على الجميع
وفي الوقت الذي اشترط فيه الكثير من الدعاة، وجوب القدرة والإمام في الجهاد ضد الكيان الصهوني في فلسطين، ظهرت دعوات أخرى في مقابل ذلك تنادي بفتح الباب على مصراعيه أمام كل من يرغب في الجهاد، وتمثلت في مئات المظاهرات والمسيرات التي جابت العالم الإسلامي، باعتبار أن جهاد المحتل فرض عين على المسلمين جميعا.

وقال الداعية الإسلامي محمد فؤاد أن نصرة القدس واجب على كل مسلم، وأن الجماعات والتنظيمات المسلحة إذا كانت صادقة النية في طلب الجنة كما يزعمون فعليهم أن يطلبوها في فلسطين بدلا من توجيه أسلحتهم إلى المسلمين يخربون بيوتهم ويهدمون جيوشهم.

وأكد أن الوضع المخزي الذي يعيشه المسلمون اليوم يستوجب أن يتوحد الجميع لغاية واحدة وهي رفع يد الاحتلال عن الأراضي المقدسة سواء كان ذلك في شكل جماعات أو أفراد كل حسب سعته وقدرته.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.