الأقباط متحدون - عبيط منذ عشر سنوات!
  • ١٨:٥٨
  • السبت , ٤ نوفمبر ٢٠١٧
English version

عبيط منذ عشر سنوات!

مقالات مختارة | وسيم السيسي

١٤: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧

وسيم السيسي
وسيم السيسي

أرتحل بكم اليوم إلى حدائق الهايد بارك فى لندن، حدائق جميلة شاسعة، من حق كل إنسان أن يذهب إلى هناك يتحدث إلى الناس بما يفكر فيه، يقف على Stand يرتفع قليلاً عن الأرض، ويتجمع حوله مجموعة تقل أو تكثر حسب أهمية الموضوع: Speaker Corner.

هوذا شاب تحت شجرة يخاطبها قائلاً:

أنت إلهى، الذى أعبده! تعطينى الأكسجين الذى أعيش به، وتأخذين منى ثانى أكسيد الكربون، حتى تصنعى منه مواد نشوية بواسطة الطاقة الشمسية! ليت العلماء يحوّلون هيموجلوبين إلى كلوروفيل مثلك حتى نعتمد على أنفسنا فى طعامنا إذا أحسسنا بالجوع! نتعرض للشمس، وبالتمثيل الضوئى نكون مواد سكرية حتى نشبع، وسوف تنتهى الحروب، فلم أرَكِ يوماً فى معركة مع شجرة أخرى! قاطعته فتاة حسناء:

- منذ متى وأنت على هذا الحال؟

قال: منذ عشر سنوات!.

قالت: هل أنت Twit (أى عبيط) هكذا منذ عشر سنوات؟! ضحك!

شاب أسود اسمه «داكى»، قدم إلى إنجلترا: أنتم قراصنة خبرونى عن حرب واحدة انتصرتم فيها بمفردكم، هتلر كسر عظامكم، فى معركة دنكرك لولا المعونة الأمريكية عسكرياً وغذائياً، نهبتم بلاد العالم، ناديتم على: داكى، تعال وسوف نعلمك كيف تصلى وتعرف الله، ارفع عينيك إلى السماء يا داكى! رفعت عينى، فسرقتم جيوبى يا لصوص «ضحك»، قلتم، داكى تعال لندن ستجد Sex، جئت لندن فلم أجد إلا Susex «حى فى لندن»، ضحك!! غضبت فتاة جميلة وقالت: اخرس أيها القرد الأسود!.

رد عليها داكى: لو قرأت أيتها الجاهلة كتاب ديزموند موريس The Naked Ape القرد العارى «الإنسان» لعرفت أننا كلنا قردة! طالما رأيت قرودا سوداء، ولكنى سعيد جداً أن أرى اليوم قردة شقراء! ضحك!.

كان هناك شاب واقفاً على منبر مكتوب عليه:

الكنيسة الكاثوليكية، يقول: كنت مسلماً والآن أنا مسيحى.. الشكر لله!

قلت له: كم دفعوا لك؟.

قال: هل أنت مسلم؟.

قلت: لا، بل مسيحى لا يحب الاتجار فى الدين.

كان هناك شاب يدعو للمثلية، وأنهم طبيعيون تماماً مثل الآخرين!

سألته: هل مسموح لك بالتبرع بالدم؟.

قال: لا، «هذا محظور عليهم».

قلت: ذلك لأنك مريض ونخاف منك مرض الإيدز، فلا تقل إنك طبيعى!

رجل دين حوله جمع كبير ليس من أجل دين، بل بسبب Heckler أى من يقاطع خطيبا أو متحدثا بكلمات ساحرة.

قال الكاهن: المسيح قادم!.

قال الهكلر: نعم قادم فى كونكورد الساعة 6 مساء!.

قال الكاهن: سانت مارى..

قاطعه الهكلر: إنها حماتى! قل لى يا أبانا: هل هناك sex بعد الموت؟

قال الكاهن: لا.. الناس إخوة كملائكة الرب أخيراً يقول الهكلر: اعمل لى معروفاً، وخذ خطوة للوراء، واجلس! ضج الناس بالضحك، لأن خطوة للوراء تكون خوازيق الحديقة «سور»! غضب أحد الموجودين وهاجم الهكلر، فدافع عنه الكاهن قائلاً: اتركه.. كان الناس من حولى عددهم خمسة الآن هم خمسون بسببه، وأنا أشكره على ذلك!.

ها هى الكاتبة المشهورة مارجريت أورورك، حولها جمهور غفير، تقول: الله كائن نورانى يملأ الكون كله، وكل تصوراتنا عنه تصورات بشرية! الفنان الأفريقى يرسم المسيح والعذراء والملائكة باللون الأسود، والفنان الأوروبى باللون الأبيض، حين كانت المرأة لها اليد العليا، كانت القوة العليا: هى! الربة المصرية إيزيس، البابلية ليليت، الفينيقية عشتروت، ولما عرف الرجل دوره.. كانت القوة العليا: هو وليست «هى»! الله كائن نورانى ليس هو أو هى.. تذكرت وصف الإله فى مصر القديمة: الله لا يمكن معرفة اسمه، لأنه فوق مدارك عقول البشر!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع